بلجراد تندد بتثبيت الحكم الصادر في حق زعيم صرب البوسنة

ندد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش اليوم السبت بتثبيت القضاء في البوسنة الحكم الصادر في حق زعيم الصرب ميلوراد دوديك بالسجن سنة ومنعه من الترشح للانتخابات لستة أعوام، محذرا من أنه قد يؤدي إلى أزمة بالغة.
وثبتت محكمة الاستئناف أمس الجمعة الحكم في حق رئيس "جمهورية صربسكا"، الكيان الصربي في البوسنة. وحكم على دوديك (66 عاما) في أواخر فبراير لعدم احترامه قرارات الممثل الدولي السامي المكلف السهر على تطبيق اتفاق السلام.
وتعد إدانة دوديك خطوة غير مسبوقة في البوسنة المقسمة منذ نهاية الحرب (1992-1995). وأكدت المحكمة أن قرارها الصادر أمس الجمعة نهائي.
وقال فوتشيتش اليوم السبت إن مجلس الأمن القومي الصربي بحث في الحكم الصادر بحق دوديك، معتبرا أنه يشكل "عاملا مزعزعا للاستقرار"، ويهدد "الوضع الأمني في المنطقة بشكل بالغ".
وأكد الرئيس الصربي أنه لن يلتزم بأي مذكرة توقيف قد تصدر بحق دوديك. أضاف "يطلب من كل الهيئات الرسمية المعنية التزام قرار مجلس الأمن القومي. ميلوراد دوديك مرحب به على أراضي جمهورية صربيا. هو الرئيس المنتخب شرعيا وقانونيا لجمهورية صربسكا".
ورأى مجلس الأمن القومي في قراراته التي تلاها فوتشيتش، أن الحكم القضائي الصادر في حق دوديك هو "اعتداء بالغ على الشعب الصربي للبوسنة والهرسك"، مؤكدا أن بلجراد ستواصل التشديد على ضرورة احترام اتفاق دايتون لعام 1995 الذي وضع حدا للحرب في البلاد.
من جهته، شكر دوديك فوتشيتش وأعضاء مجلس الأمن القومي، وكتب في منشور عبر إكس "لطالما كانت صربيا ملتزمة حيال جمهورية صرب البوسنة".
بعد انتهاء الحرب عام 1995، قسمت البوسنة إلى كيانين بحكم ذاتي هما جمهورية صربسكا والاتحاد الكرواتي المسلم تربط بينهما حكومة مركزية.
ومنذ 30 عاما، يشرف على الشؤون السياسية والتشريعية ممثل دولي سام مكلف بتطبيق اتفاق دايتون. ويتولى المنصب منذ أربع سنوات الألماني كريستيان شميدت.
ولا يخفي دوديك الذي يرأس جمهورية صربسكا منذ 2006 مناوءته لشميدت.
وقد حكم عليه بالحبس أمس الجمعة لإدانته بإقرار قانونين في يوليو 2024 يحظران تطبيق قرارات الممثل السامي وأحكام المحكمة الدستورية البوسنية، في الكيان الصربي.
وردا على قرار المحكمة، أصدر برلمان الكيان الصربي قانونا يحظر على الشرطة والقضاء المركزيين ممارسة صلاحياتهم داخل جمهورية صربسكا وطلب من الصرب العاملين في هذه المؤسسات مغادرتها.