أنباء اليوم
الخميس 18 ديسمبر 2025 04:19 صـ 27 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
عاجل| بعثة منتخب مصر تصل إلى أكادير استعدادًا للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب الأرصاد : طقس الخميس . . استقرار فى الأحوال الجوية على أغلب الأنحاء والعظمى على القاهرة الكبرى ٢١ درجة مئوية ريال مدريد ينتصر علي تالافيرا بثلاثية لهدفين بكأس ملك إسبانيا باريس سان جيرمان يتوج بكأس الإنتركونتيننتال ”الفرصة”.. كتاب محمد المصري لزرع الأمل وصناعة النجاح من قلب الفشل تشكيلة ريال مدريد الرسمية ضد تالافييرا بكأس ملك إسبانيا مسار يكتسح ديروط بسداسية نظيفة وينقض على وصافة دوري المحترفين مفتي الجمهورية يودع الوفود المشاركة في الندوة العالمية الثانية للإفتاء رئيس الوزراء : كل ما نراه من تنمية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هو ثمار رؤية القيادة السياسية منتخب مصر تحت 16 عاماً يفوز على اليابان 3-1 بركلات الترجيح بمشاركة ”صلاح و مروموش ” منتخب مصر يخوض تدريبات استشفائية بالجيم بعد ودية نيجيريا استعداداً لأمم أفريقيا طبيب الأهلي يكشف تطورات حالة أشرف بن شرقي

تاريخ الإمام ورش ثاني قارئ للقرآن الكريم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الإمام ورش صاحب ثاني أشهر راوية لقراءة القرآن الكريم بعد قراءة حفص عن عاصم، وأحد القرآت العشر للقرآن، ورغم أنه مصري وولد ودفن في مصر إلا أن رواية قراءته تشتهر بشدة أكثر في منطقة شمال إفريقيا وغربها (المغرب العربي) وفي الأندلس.والإمام "ورش" اسمه أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان.

ولد في صعيد مصر (الوجه القبلي) سنة 110 هجريًا، و رحل إلى شيخه الإمام نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم تلميذ الإمام مالك في المدينة المنورة ليتلقى عنه قراءة القرآن وختم عليه القرآن الكريم عدة مرات عام 155 هجريًا، وعاد إلى مصر، و انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.

وكان "ورش" أشقر الشعر وأبيض البشرة وأزرق العينين، قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة، فقيل: إن شيخه الإمام نافعاً لقبه بالورشان، لأنه كان على قصره يلبس ثيابًا قصارًا وكان إذا مشى بدت رجلاه، وكان الإمام نافع يقول: "هات يا ورشان! واقرأ يا ورشان! وأين الورشان؟"، ثم خفف الاسم فقيل: ورش، والورشان: هو طائر معروف وقيل: إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول: "أستـاذي سماني به".

وكان "ورش" ثقة حجة في قراءة القرآن الكريم، قال عنه الإمام ابن الجزري: "وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه".وقال عنه الإمام النحاس: "قال لي أبو يعقوب الأزرق: إن ورشًا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسـمى مقرأ ورش".وقد قال الإمام مالك عن قراءة نافع شيخ ورش: "قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال نعم".

وحينما سئل عن حكم الجهر بالبسملة أثناء الصلاة قال: "سلوا نافعا فكل علم يسأل عنه أهله، ونافع إمام الناس في القراءة". ويحكي الإمام "ورش" قصه ارتحاله إلى المدينة المنورة ليقرأ على شيخه الإمام "نافع" فيقول: " ورش أنَّه قال: خرجت من مصر لأقرأ على نافع، فلمَّا وصلتُ إلى المدينة صرت إلى مسجد نافع، فإذا هو لا تُطَاق القراءةُ عليه من كثرتهم، وإنَّما يُقْرِئ ثلاثين، فجلست خلف الحلقة، وقلتُ لإنسان من أكبر النَّاس عند نافع، فقال لي: كبير الجعفريين، فقلت: فكيف به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله، وجئنا إلى منزله، فخرج شيخ، فقلتُ: أنا من مصر، جئتُ لأقرأ على نافع، فلم أصل إليه، وأُخْبِرتُ أنَّك من أصدق النَّاس له، وأنا أريد أن تكون الوسيلةَ إليه، فقال: نعم وكرامة، وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع، وكان لنافع كنيتان أبو رويم وأبو عبدالله، فبأيِّهما نُودِيَ أجاب، فقال له الجعفريُّ: هذا وسيلتي إليك، جاء من مصر، ليس معه تجارة ولا جاء لحجٍّ، إنَّمَا جاء للقراءة خاصَّة، فقال: ترى ما ألقَى من أبناء المهاجرين والأنصار، فقال صديقه: تحتال له، فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ قلت: نعم، فبتُّ في المسجد، فلمَّا أن كان الفجر جاء نافع، فقال: ما فعل الغريب؟ فقلتُ: ها أنا رحمك الله، قال: أنتَ أولى بالقراءة، قال: وكنتُ مع ذلك حسنَ الصوت مَدَّاداً به، فاستفتحتُ فملأ صوتي مسجدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأتُ ثلاثين آية، فأشار بيده أنِ اسكت، فسكتُّ، فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم - أعزَّك الله - نحن معك، وهذا رجل غريب وإنما رحل للقراءة عليك، وقد جعلتُ له عشراً واقتصرُ على عشرين، فقال: نعم وكرامة، فقرأتُ عشرًا، فقام فتى آخر: فقال كقول صاحبه، فقرأتُ عشرًا وقعدتُّ، حتى لم يبق له أحد ممن له قراءة، فقال لي: اقرأ، فأقرأني خمسين آية، فما زلتُ أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأتُ عليه ختمات، قبل أن أخرج من المدينة.وصارت رواية ورش عن نافع تبعا للمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني الصحيح في بلاد المغرب العربي.

وتوفي الإمام "ورش" رحمه الله في مصر سنة 197 هجريًا، ودفن في مقبرة القرافة الصغرى بالامام الشافعي.