الخميس 28 مارس 2024 09:26 مـ 18 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

إلى السيد ميم ..! بقلم - أميرة عبد الباري

أ/ أميرة عبد الباري
أ/ أميرة عبد الباري

عزيزي السيد ميم:

إنه الصباح الباكر وها أنا أرتشف قهوتي ، وأتذكر الصدفة التي جمعتنا سوياً بدقة متناهية لا يمكن التخطيط لها بأي شكل من الأشكال ، نعم يا سيدي إنها الصدفة ! حظوظ وصدف وللنصيب رأي آخر .. فكم من صدفةٍ وقعها على القلب يحمل في طياته خيراً كثيراً ! ولكن ... أحياناً يحدث عكس ما نتمنى .

فبينما أنا أمشي وحيدة دون أن أخطط للوصول لمكان محدد ، فكل الأماكن متشابهة بالنسبة لي و أصبحت لا أري شيئاً ، وإذ بإحساس داخلي يتولد و دون تفكير نتبادل أطراف الحديث ، كنت أقول حينها لو أنهم وزعوا الجمال ليتلائم مع إحساس الإنسان الداخلي لكنت استحقيت شكلاً أجمل مما أنت عليه ، فالروح أمر خاص بالله لا يعلمه إلا هو .

أتساءل أحياناً لماذا قد يحدث تآلفاً وقبولاً نحو هذا وغيره لا .. لست أدري ، أم أنه فقط مجرد انجذاب ضحل لا يعكس شيئا سوى أنني رأيت هذا الشخص من باب المصادفة ! والذي هو على الأرجح يعد أمراً جماله يكمن في غموضه المبهر هذا ، كنت أشعر أنني أكبرك بسنة واحدة في عمر البشر ، وكنت تكبرني بخمس في الحب ، هكذا كان إحساسي بكل صدق ، ولكن كما قلت للنصيب رأي اخر ...

بين الحين و الأخر كنت أستيقظ على أمل أن يعود كل شيء لطبيعته ، ناسية تماماً أننا بالفعل إفترقنا ثم يأتي الظلام محملاً بخيبة جديدة من اليأس ، فإن الفراق أصعب ما نواجهه في حياتنا ، ثمة آراء مختلفة هنا ، لكن هناك مسألة واحدة لا خلاف فيها و هي أن عليك أن تعرف متى يجب عليك الذهاب مع إحساسك الداخلى ، ومتى تتوقف حتى لا تُجرح .

إني أحترم وأقدر أولئك الأشخاص الذين يملكون شجاعة مغادرة القطار متي كانت وجهته خاطئة ، بعض الانسحاب شجاعة ليس كل منسحب جباناً ، وآسى على أولئك الذين يستمرون وهم يعلمون أن نهاية الطريق ما هي إلا فشل وخذلان ، مهما كان ذلك الآخر غاليا في عيونكم ، تأكدوا أن نفوسكم لها حق أكبر عليكم .