أنباء اليوم
الأربعاء 30 أبريل 2025 01:38 مـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
رئيس الوزراء يتابع موقف المخزون من السلع الاستراتيجية ظهور طفل دمنهور بماسك ”سبايدر مان” فى جلسة محاكمة المتهم بالاعتداء عليه الداخلية : ضبط أحد الأشخاص لقيامه بتزوير المحررات الرسمية الحكومية بالغربية الداخلية : ضبط 3 عناصر إجرامية لقيامهم بإنشاء ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالبحيرة الداخلية : مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة بأسيوط تراجع مشتريات المصريين من الذهب 16% خلال الربع الأول من 2025 نقيب الصحفيين يوجه بالامتناعَ عن نشر أى صور تُخصّ طفلَ ”قضية دمنهور” حفاظًا على مصلحته قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات وزير الإسكان يتابع تنفيذ مشروع ديارنا بمدينة برج العرب الجديدة رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاق للتصنيع المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم بالشراكة مع شركة JMS اليابانية عصر ترامب الذهبي في أول 100 يوم.. مشرق للذهب وقاتم للأسهم والدولار سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 في مصر صباحًا

د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف يكتب : فضيله التسامح

د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف-محمد مختار جمعة-وزير الأوقاف
د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف-محمد مختار جمعة-وزير الأوقاف

نشر أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقالا بعنوان "فضيله التسامح"

هذا نصه:

التسامح خُلقٌ أصيلٌ في ديننا، وفي ثقافتنا، وفي تكويننا وفطرتنا؛ فكتاب ربنا (عز وجل) يدعو إلى العفو والتسامح، حيث يقول سبحانه : "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" (الأعراف: 199)، ويقول سبحانه: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" (الفرقان: 63)، ويقول سبحانه: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (النور: 22)، ويقول سبحانه: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت: 34 - 35)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "رَحِمَ الله رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى" (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "دخل رجل الجنةَ بسماحَتِه، قاضيًا ومُتَقَاضيًا" (مسند أحمد)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"(صحيح مسلم)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ"(صحيح مسلم).

مع تأكيدنا على أن تحديد المصطلحات وبيان مفهومها بمنتهى الدقة أمر في غاية الأهمية، فتحت مسمى الالتزام والأحوط والاحتياط فتحت أبواب التشدد التي ساقت وجرفت الكثيرين في طريق التطرف، حتى ظن الجاهلون أن التحوط في الدين يقتضي الأخذ بالأشد، وأن من يتشدَّد أكثر هو الأكثر تدينًا وخوفًا من الله (عز وجل)، مع أن الإسراع في التحريم دون تيقن ودليل قاطع أمر يُحسنه الجاهلون والمتطرفون، أما الفقه الحقيقي فهو رخصة من ثقة، وهو التيسير بدليل، وهو السماحة بيعًا وشراء، وقضاء واقتضاء، وإيمانًا بحق التنوع والاختلاف، ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين إن الفقه هو التشدد؛ ذلك لأن الله (عز وجل) يقول: "يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العسر" (البقرة: 185)، ويقول سبحانه: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج: 78).

وعلينا أن نجعل التسامح منهج حياة لنا في تعاملنا مع الآخر، في قبوله، في احترامه، في إنصافه، وكذلك في بيعنا وشرائنا وتقاضينا وسائر جوانب حياتنا.