أنباء اليوم
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 11:42 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الولايات المتحدة توافق على مبيعات عسكرية محتملة إلى لبنان منتخب مصر يستعيد نغمة الانتصارات أمام نيجيريا في ختام تحضيراته لأمم أفريقيا ” خاص ” فابريس اكوا : منتخب أنجولا سيكون مفاجأة الكان ..و الفراعنة قادرون على تحقيق اللقب محمود سامي البارودي ودوره في الثورة العرابية رئيس جامعة السويس يستقبل وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة الدهشوري رئيس سيلفر سكرين يحصد جائزة التميز والابداع العربى كافضل شركة تسويق وتنظيم مؤتمرات لعام 2025 رئيس الوزراء: الحكومة تضع خفض الدين العام والخارجي وتقليل أعباء خدمته هدفًا أساسيًا خلال هذه المرحلة وزير الاتصالات : تأهيل الشباب للعمل كمهنيين مستقلين يساعد فى توسيع نطاق سوق العمل رئيس جامعة المنوفية يستقبل المستشار التعليمي بسفارة الجمهورية التركية بالقاهرة البريد المصري يستضيف ورشة عمل ”نظم وأدوات تكنولوجيا المعلومات”.. التابعة للاتحاد البريدي العالمي سانتياغو مونتيل يتوج بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم لعام 2025 رحاب جاد تكتب : عروسة المنوفية ضحية العنف والصمت العائلي

مدينتي بلا عنوان

محمد فاروق
محمد فاروق

أعيش في مدينة مثالية تتميز بمجموعة من المبادئ السامية فالحب والتعاون والتسامح والمساواة من أساسيات العيش فى تلك المدينة ، فقد تم وضع دستور أخلاقي ينظم الحياة داخل المدينة ووافق عليه الجميع وحافظ عليه الجميع، يلتزم به كل فرد يعيش داخل المدينة ، لذلك فمدينتي بلا منازعات أو مشكلات بلا أحقاد أو صراعات فمدينتي لا تعرف الظلم أو البطش أو الاعتداء.

الجميع في مدينتي متساوون في الحقوق والواجبات والجميع يعرف ما له فيأخذه دون زيادة وما عليه فيؤديه دون نقصان ليس هناك ثمة طمع أو تخاذل أو تكاسل.

ضمير كل فرد من أفراد مدينتي هو الذى يحافظ على تطبيق دستور المدينة القائم على العدل والمساواة والأخلاق ، لذلك تخلوا مدينتنا من السرقات والمساومات والابتزاز حيث لا يطمع أي فرد من المدينة فى حق من حقوق الآخرين أو يرغب فى الاستزادة مما ليس من حقه.

العدل المطلق يحكم مدينتنا فلا توجد فروق بين أبنائها فالكل متساوون فلا لون يميز فرد عن آخر ولا لغة ولا عصبية ولا معتقد فالكل له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات دون زيادة أو نقصان.

وتتميز مدينتى بانتشار المساحات الخضراء التى تغطي المدينة بأكملها وكذلك الأشجار المثمرة والأزهار المتفتحة التى تملء جنبات المدينة ، وما يصاحب ذلك من أصوات البلابل والعصافير التى تخترق هدوء المدينة لتملء الجو مرحاً وسعادة مما يزيد النفس سروراً وسكينة ، فكل شيئ فى مدينتي يعمل فى تناغم من أجل إسعاد الإنسان فالمناظر الخضراء الخلابة ورائحة الزهور المبهجة التى تنتشر فى كل مكان وأصوات الطيور المغردة كل ذلك يرسم صورة واقعية لمدينة مثالية أحلم بها فى منامي ويقظتي.

ألغت مدينتنا بعض المؤسسات التى لم نعد نحتاج إليها مثل محاكم فض المنازعات وأقسام الشرطة والمؤسسات العقابية ، وأصبحت هذه الأماكن مزارات سياحية يقصدها أبناء المدينة من حين لآخر حتى لا يحيد أحد منهم عن مبادئ المدينة ودستورها . . . وإلا عادت هذه المؤسسات من جديد لتمارس عملها وتعيد الإنضباط لمن يحاول الخروج عن مبادئ وأعراف المدينة.

هذه التجربة الرائدة في مدينتنا قد حظيت بإعجاب بعض المدن المجاورة وبدأوا بالفعل في تطبيقها ، فأتمنى أن تنتشر هذه التجربة لتشمل العالم أجمع حتى تختفي الحروب والصراعات والمجاعات ويصبح عالمنا أكثر رقيأً وعدلاً ومحبة.

لم يزعجتى ويحزنني سوى صوت صاخب لأحد التكاتك أمام منزلي جعلنى استيقظ من حلمي تاركاً مدينتي دون أن أعرف لها عنوان.