الإثنين 6 مايو 2024 09:27 مـ 27 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

وزير الأوقاف :الخاطرة السادسة ”شهر البر والصلة”

كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود فيه بالخير من الريح المرسلة ، من فطر فيه صائمًا فله مثل أجره من دون أن ينقص من أجر الصائم شيئًا ، ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، فهو مجال واسع للبر وبخاصة إطعام الطعام الذي هو من سمات هذا الشهر الكريم ، وسمة من سمات ديننا الحنيف ، يقول سيدنا عَبْد الله بْنُ سَلامٍ (رضي الله عنه): لما قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة انجفل الناس قِبلهَ فقالوا: قدم رسول الله ، قدم رسول الله فجئت في الناس لأنظر إلى وجهه ، فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء تكلم به أن قال : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ".
فنلاحظ أن الحديث اشتمل على أربع خصال: ثلاث منها تتصل بالعلاقات بين الناس، وهي: إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، وصلة الأرحام ، والرابعة تتعلق بالعلاقة بين العبد وربه ، وهي: الصلاة بالليل والناس نيام .
كما أن إطعام الطعام لا يجب أن نحصر فهمه على إطعام الشخص كفرد ، وإنما يتجاوز المعنى ذلك إلى إطعام الفرد وأهل بيته أجمعين.
سواء أكان إطعامًا مباشرًا كالطعام المجهز عبر موائد الإفطار أو غيرها أم كان إطعامًا غير مباشر كتقديم ما يصلح صنعه طعامًا أم كان بطريق دفع المال الذي يشترى به الطعام مع التوسع في سائر أعمال البر في هذا الشهر الفضيل الكريم .
وهو مع ذلك شهر الصلة بين الأهل والأقارب ، فالصدقة على الفقير صدقة ، وعلى القريب صدقة وصلة ، وخير الناس خيرهم لأهله، حيث كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" ، وحديث: "من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا" ليس قاصرًا على إفطار الفقراء ، وإنما هو عام في إفطار الصائمين ، فيا باغي الخير أقبل.