أنباء اليوم
الخميس 1 مايو 2025 06:00 صـ 3 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
حملة ”مرآة” تساهم في حفر بئر مياه ضمن مبادراتها المجتمعية رافينيا يدخل تاريخ برشلونة ويكسر رقم الأسطورة ليونيل ميسي لامين يامال يدخل نادي المئوية مع برشلونة السكرتير العام المساعد يتفقد مستشفى رأس البر المركزي للوقوف على جاهزيتها استعدادًا للافتتاح والتشغيل تطهير مصرف ميت الخولي في الزرقا ضمن جهود مكافحة التلوث ودعم التنمية المستدامة الحسم يتأجل إلي إيطاليا.. برشلونة يتعادل إيجابياً مع إنتر بثلاثية لكل فريق الأهلي يفوز على بتروجت بثلاثية مقابل هدفين بدوري نايل تعرف على إصابة أشرف داري لاعب الأهلي بمباراة بتروجت وزارة الصحة: نتابع حالة مصابين حريق خط غاز أكتوبر عن كثب لضمان تقديم أفضل مستوى من الرعاية. وزارة البترول: حادث كسر خط غاز بمدينة 6 أكتوبر نتيجة قيام إحدى شركات المقاولات بأعمال حفر دون تنسيق مسبق مع شركة ناتجاس... وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية يفتتحان البطولة الإفريقية للسباحة للناشئين برشلونة يستضيف إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

وكيل الأزهر يفتتح ملتقى التميز الدعوي الأول افتراضيا

قال الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنَّ ملتقى التميز الدعوي خطوةٌ جديدة في مسيرة تجديد الفكر والعمل التي يتبناها الأزهر الشريف، ويعمل بكل قطاعاته وأدواته على دعمها وتأصيلها، مؤكدًا أنَّ الملتقى يمثل تلاحمًا دعويًا وتدريبيًا بين الأزهر والشريف ووزارة الأوقاف، ويبعث برسائل إيجابيةٍ تؤكد أن مصر بمؤسساتها الوطنية الدينية ستظل رائدة الفكر والدعوة والاستنارة.

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بملتقى التميز الدعوي الأول "افتراضيا" أنَّ رسالة الازهر الشريف هي تعزيز الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف، لترسيخ وحدة جامعة مهما اختلفت مذاهب الناس الفقهية والعقدية، وتباينت توجهاتهم السياسية ومنازعهم الفكرية، ما داموا يسلمون جميعا بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا يخرجون عن أطرها العامة، فالحياة لا تتوقف عند صورة واحدة، ولذا فإن مفتاح التجديد في الفكر الإسلامي هو فهم الإسلام فهمًا سليمًا بعيدا عن تعريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

وأوضح أنَّ المتأمل في علوم الإسلام يرى فيها ثراء فكريا نافعا، وزخما معرفيا منتجا، يدور بين مجمع عليه، ومختلف فيه، والأصل أنَّ تفاوت العلماء في الفهم وتباينهم في النظر رحمةٌ بالأمة، مشددا على أنَّ اختلاف التناول لبعض مسائل العقيدة والفقه والسياسة أثمر جماعات وفرقا، حمل التاريخ خبر ما كان بينها من صراعات؛ وذلك حين ادعت كلُ فرقة أنَّ الحق معها، وأنها الفرقة الوحيدة التي تحتكر الإسلام.

وبيَّن الدكتور الضويني أنَّ فرض الرأي الواحد والمذهب الواحد من أخطر العلل والأمراض التي تُصيب المجتمعات بالشلل الفكري، وتقتل فيها الإبداع المعرفي، وتمنعها استثمار التنوع، وتقضي بالتبعية على مكمن القوة في أمة الإسلام، وتضعها بذلك في ذيل الأمم. وأكد فضيلته أنَّ الفكر الإسلامي لديه القدرة الخلاقة على البعث والإحياء والتجدد؛ فهو فكر قادر على أن يجدد نفسه داخليا، وأن يجدد الواقع من حوله خارجيا، لأنه فكر يجاري السنن الإلهية في الكون.

وشدد وكيل الأزهر على أن التجديد لا ينفك عن الشريعة الإسلامية، وإذا كنا نقرر ونكرر أنَّ الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، فإنها لا تكون كذلك إلا إذا كانت متجددة ومواكبة للمتغيرات، ولذا كان من الواجب الديني أن ترتبط الفتاوى بالزمان والمكان وأعراف الناس، شريطة أن يكون تجديد الفتاوى على ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، مضيفا أن التجديد ليس مجازفة، وإنما هو صناعة دقيقة لا يحسنها إلا الراسخون في دراسة المنقول والمعقول، ممن يفهمون طبيعة التراث والمناهج العلمية وأدوات التحليل الفكري المستخدمة في البحث والتقصي، أما غير المؤهلين فعليهم أن يتجنبوا الخوض فيما لا يحسنون، حتى لا يتحول التجديد إلى تبديد.

وأوضح أن رفض التجديد إفلاس فكري واضح، وجمود عقلي صريح، وأوضحه وأصرحه حين تعمل التيارات المتطرفة وجماعات العنف والإرهاب على تزييف المصطلحات الشرعية وتدليس المفاهيم مثل نظام الحكم والحاكمية والجهاد والهجرة، فضلا عن انتهاكهم ثوابت الدين بما يرتكبونه من جرائم شوهت صورة الإسلام في العالم، وأسهمت في رواج الإسلاموفوبيا، وهو ما يفرض على جميع المؤسسات دعم جهود الدول في التخلص من شرور تلك الجماعات، مشددا على أنه من واجب الدعاة الآن أن يكونوا أمناء على عقائد الناس، وأن يأخذوا بأيديهم إلى الله، وأن يدلوهم على سبيل النجاة من خلال طرحٍ يواكب الواقع ولا يخرج عن ثوابت الدين وأصوله.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن الملتقى الدعوي الأول الذي نظمته أكاديمية الأزهر الشريف العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ دليل على أن المؤسسات الدينية تتشارك رؤية وطنية واحدة في مواجهة الأفكار الظلامية وتعمل معا على نشر الفكر المستنير، وأن الأزهر سيظل مجددا وحاملا للواء الوسطية والتيسير، بما ينفع الناس ويحقق مصالحهم.