أنباء اليوم
الإثنين 22 ديسمبر 2025 01:23 صـ 1 رجب 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الهيئة العامة للنقل النهري : وقوع حادث تصادم بين ٢ فندق عائم بمنطقه هويس اسنا سكك حديد مصر تنفي ما تم تداوله بشأن قيام طفل بإنقاذ قطار ركاب بمنطقة الحامول المغرب تفوز على جزر القمر بثنائية نظيفة بكأس أمم إفريقيا عاجل|القوات المسلحة المصرية تنفي بشكل قاطع مزاعم بشأن منح ضباط بالقوات المسلحة أى إمتيازات بالمخالفة لأحكام الدستور والقانون د. رضا حجازي يوقّع بروتوكول تعاون بين جامعتي المنوفية والريادة للعلوم والتكنولوجيا لتأهيل طلاب القطاع الطبي مشاورات سياسية بين وزير الخارجية ووزير خارجية جنوب السودان الخطيب يتابع موقف «المحبوسين» من جماهير الأهلي ويكلف المستشارين بتوفير الدعم القانوني رئيس الوزراء : إحياء فندق الكونتيننتال نموذج ناجح للشراكة مع القطاع الخاص العالمي الأهلي يهنئ الدكتور حسن مصطفى برئاسة الاتحاد الدولي لكرة اليد برشلونة يفوز على فياريال بثنائيه نظيفة بالليجا رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج مفتي الجمهورية : المؤسسة الدينية خَطُّ الدفاع الأول في مواجهة الحروب الفكرية

صورة اليوم : ” أحمد حلمي ”

 أحمد حلمي
أحمد حلمي

من منا لم يمر بموقف وشارع ونفق وميدان أحمد حلمى في ميدان رمسيس، وسأل نفسه من هو أحمد حلمى؟.
.. أحمد حلمي ولد عام 1875 بحى خان الخليلى، مات أبوه قبل ولادته وأهتم خاله بتربيته وتعليمه وبعد أن أتم تعليمه تنقل فى وظائف متعددة، عمل كاتبًا في أحد الدواوين الحكومية، موظفًا فى وزارة المالية ثم بمصلحة المساحة .

كان له ميلًا شديدًا للكتابة والشعر، عمل مراسلًا لجريدة السلام، بمدينة الإسكندرية لصاحبها غالب محمد طليمات، ناقلًا إليها أخبار القصر الخديوي وأنباء الوزارات والمصالح. وعندما صدرت جريدة اللواء عام 1900، سارع فى الكتابة بها حيث كان الرجل الثاني بعد مصطفى كامل .

خلال الفترة من 1900 إلى 1908، قدم عديد من الموضوعات الوطنية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهو الصحفي الذي تابع تفاصيل حادثة دنشواي 13 يونية 1906. وكان لكتاباته أكبر الأثر في التهاب المشاعر الوطنية وفي كشف النقاب عن الصورة الحقيقية والبشعة للإحتلال الإنجليزي، حيث كتب تحقيقًا صحفيًا مشهورًا فى جريدة اللواء عن تلك الحادثة بعنوان "يادافع البلاء" .

دعا إلى الوحدة الوطنية بين وادي النيل في مواجهة الاحتلال الانجليزي، وطالب الجيش المصري بالانضمام إلى المدنين في المطالبة بالدستور والحرية، كما كتب من وقائع التقارير الرسمية عن السياسة التعليمية فى هذا الوقت وأن الهدف من التعليم هو الحصول على الموظفين الذين تأمرهم الدولة فياتمرون وتزجرهم فيزدجرون .

بعد وفاة مصطفى كامل فى فبراير 1908، استقال حلمى من جريدة اللواء محتجًا على سياستها بعد تدخل عائلة الزعيم مصطفى كامل وابتعادها عن مباديء الحزب الوطني الذي آمن به، أصدر "القطر المصرى" وهي مجلة سياسية وطنية أدبية زراعية صناعية، تصدر صباح الجمعة من كل أسبوع تبنت القومية المصرية وطالبت بعدم الاعتماد على دولة أجنبية ولا على نفوذ العائلة الخديوية، وبعد 6 أشهر حولها لجريدة وذلك لرخص ثمن الجريدة عن المجلة .

هاجم "حلمى" النظام الملكي والخديوى واتهمه بعداوته للأمة ورفضه منحها مجلس نواب وبيع الأوسمة والرتب للأعيان وأخذ يتسائل عن بأى حق مشروع تأخذ عائلة محمد على من الخزينة المصرية "350" ألف ليرة سنويًا وأي شر دفعوه عنها أم أي خير جلبوه لها حتى يكال لهم المال جزافا .

تم تقديمه إلى المحاكمة واتهمته النيابة بتهمة لم تنظر مثلها المحاكم المصرية منذ افتتاحها في 1883 وهى العيب في الذات الملكية،وجاء الحكم بحبس أحمد حلمى 10 أشهر، وتعطيل جريدته القطر المصري لمدة 6 أشهر وبإعدام كل ما ضبط وما يضبط من العدد 37 من الجريدة المذكورة وأعفت المحكوم عليه من المصاريف وجعلت الكفالة لإيقاف التنفيذ ألف قرش . وبعد إنقضاء مدة الحبس توالت مقالاته، ففى عدد 26 نوفمبر صدر مانشيت رئيسي هو "فلتسقط حكومة الفرد" .

فى عام 1911، أصدر الطبعة الأولى من الجزئين الأول والثاني من كتابه "السجون المصرية في عهد الاحتلال الإنجليزي"، وكتب على صدر الكتاب عبارة:"سجن الجسم خير من سجن الضمير" . وفي 4 يوليو 1914، أصدر أحمد حلمى، صحيفة المشرق وصفها بأنها أدبية تاريخية وكان ثمن النسخة 8 مليمات، وعلى الرغم من اختلافه مع الخديوى عباس حلمى، نشر في صدر العدد الخامس من المشرق صورة للخديوي بعنوان "سلمت لتحيا مصر فيك وتسلما" وهي تهنئة للملك بنجاته من الاغتيال .

في 25 أغسطس من عام 1919، أصدر صحيفة جديدة اسماها "الزراعة". ثم اعتزل الساحه وآثر العمل في الزراعة وأستأجر مزرعة كبيرة تبلغ زهاء "1000" فدان بكفر دملاش مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لكن الأزمة الإقتصادية التي حلت بالبلاد بعد الحرب العالمية الأولى، أصابته فخسر الكثير مما جمعه وخرج من الميدان ببضعة ألوف من الجنيهات اشترى بها عمارة كبيرة في شبرا أقام بها حتى وافته المنية في 18 يناير 1936 .. رحم الله صاحب القلم الحر والكلمه الجريئه والفكر الراقي المعتدل . رحم الله المثقف الذي كان وسيظل علم و رمز من رموز مصر