أنباء اليوم
الأحد 11 مايو 2025 01:59 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي

فى مثل هذا اليوم تم إكتشاف عنصر الأكسجين 

كتبت أميرة عبدالعظيم
سجل التاريخ في مثل هذا اليوم من عام 1774، الإعلان عن اكتشاف غاز الأكسجين.
الإنسان من الممكن أن يستغني عن الطعام والشراب لعدة أيام، لكن لا يمكنه التوقف عن التنفس ولا الاستغناء عن الهواء لبضع دقائق معدودة، ومن هنا كانت أهمية الأكسجين وأهم متطلبات الحياة على كوكب الأرض.
وإذا كان التنفس هو الأهمية الأكثر شيوعاً عن الأكسجين، فإن فوائده الأخرى لا تقل أهمية عن ذلك، خصوصاً كونه أحد أهم عناصر تركيب الماء، إضافة إلى أنه أحد المكونات الرئيسية لطبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
كانت عملية الاحتراق منذ قرون العصر الحجري أحد أكثر الظواهر فائدة بالنسبة للإنسان عبر تاريخه، وفي نفس الوقت أحد أكثر الظواهر غموضًا في تفسيرها. ومنذ عصور الإغريق وما بعدها حاول عدد كبير من الفلاسفة والعلماء تفسيرها، وكان أهمهم فيلو البيزنطي، ومروراً بعلماء الكيمياء المسلمين في العصور الوسطى، وصولاً إلى بداية عصر النهضة الأوروبية، حيث أعاد ليوناردو دا فينشي تجربة فيلو البيزنطي، والتي نكس فيها إناءً فوق شمعة مشتعلة مع إحاطة عنق الإناء بالماء، حتى وجد ارتفاع منسوب الماء بشكل تدريجي مع مرور الوقت. لاحظ دافنشي أن قسماً من الهواء يستهلك أثناء الاشتعال وأثناء التنفس.
وفي أواخر القرن السابع عشر برهن روبرت بويل على أن الهواء ضروري من أجل عملية الاحتراق، إلا أن العالم جون مايو (1641-1679) أظهر فيما بعد وبشكل أدق أن قسماً فقط من الهواء هو الذي يلزم لعملية الاحتراق.
وعلى الرغم من أن إنتاج الأكسجين صار يُجرى في المختبرات على يد كل من روبرت هوك وأولة بورك وميخائيل لومونوسوف، فإن هؤلاء العلماء لم يتعرفوا إلى الأكسجين كعنصر مستقل. وكان كارل فلهلم شيله أول من اكتشفه كعنصر كيميائي مستقل في 1771، أثناء أبحاثه على مفهوم الاحتراق وأسماه «هواء النار». لم ينشر شيله أبحاثه فوراً، بل نشرها عام 1777، وذلك تحت عنوان «أطروحة عن الهواء والنار».
وخلال تلك الأثناء وبشكل منفصل تمكن جوزيف بريستلي بعد عامين من اكتشاف شيله، من إجراء تجارب على أكسيد الزئبق الثنائي، وحصل على غاز يساعد على الاحتراق، ونشر أبحاثه عام 1774 تحت عنوان «بحث في اكتشافات جديدة في الهواء». كان بريستلي السباق في نشر أبحاثه، لذلك ينسب البعض اكتشاف الأكسجين إليه.
يرجع الفضل في فهم دور الأكسجين في عملية الاحتراق إلى العالم أنطوان لافوزييه، الذي شرح تركيب الهواء من غازين الأول يساعد على الاحتراق والتنفس وأسماه هواء الحياة والآخر لا يساعد على الحياة وأسماه آزوت الذي أصبح فيما بعد النيتروجين. وفي 1777 نشر لافوازييه أبحاثه وأعاد تسمية العنصر المساعد على الاحتراق باسمه المعروف حالياً الأكسجين