الأعياد في الإسلام

كتبت د- نجاة عقيل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي الفضل والإنعام, والجلال والإكرام,

والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيدِ الأنام,وعلى آله وصحبه الكرام

أما بعد :

فالعيد فرحة وسعادة وبهجة وقد جاء الإسلام يحمل معه أعياداً خاصة بالأمة الإسلامية، وهي أعياد شرع الله لعباده الاحتفال بها بعيداً عن تقليد الأديان الأخرى شرع الله تعالى لنا عيدين؛ عيد الفطر، وعيد الأضحى وجاءت هذه الأيام المباركة كهدية ، لنشر السعادة بين الناس وإظهار شعائر الإسلام بالفرح والسعادة، بعد قيام المسلمين بالطاعات والخيرات، وفي هذه الأعياد تتجدد الروابط وتتوحّد القلوب والمشاعر بين المسلمين، وينتشر الحب والإخاء، وتظهر فيهما مبادئ وآداب الدين الإسلامي، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كان لكم يومانِ تلعبونَ فيهما، وقدْ أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحَى)، وأيام العيد يظهر فيها التعبد لله تعالى بالفرح والسعادة والتراحم بين الناس

والأعياد الإسلامية إلى نوعين:

أعياد مكانية وأعياد زمانية

1- الأعياد الزمانية:

مثل عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة ويوم الجمعة.

أدلة القرآن الكريم والسنة المطهرة على هذه الأعياد التي شرعها الله لعباده المؤمنين ، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}: أي أعطى صدقة الفطر وصلى صلاة العيد، أما قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} و تفسير فَصَلِّ لِرَبِّكَ} صلاة العيد يوم النحر، {وَانْحَرْ} نسكك”،

وجاء ذكر يوم الجمعة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا في الإسلام، وهي أيام أكل وشرب”.

الأعياد المكانية:

فهي الأماكن التي يقصدها المسلمون في موسم الحج والعمرة وهي ما تعرف بالمشاعر. وقد ورد ذكر الأعياد المكانية الشرعية في القرآن الكريم، فى قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وقوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ( البقرة - الآية 198)

فالأعياد الشرعية العيد في الإسلام يعتبر مظهراً من مظاهر التعبّد لله عز وجل، بتحقيق العبودية لله عز وجل، وشكره على ما أنعم به علينا من إتمام الصيام و القيام، والفرح والسرور يكون عوناً على طاعة الله وصلة الأقارب والعفو والصفو والتسامح

الآثار الإيجابية للأعياد

1-ارتباط الأعياد الشرعية بالفرائض الدينية، فعيد الفطر عقب إكمال صيام شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى بعد إكمال الحج

2- التجمّل للأعياد، والفرح والسرور، ومشروعية التكبير وذكر الله من سمات العيد والنوسعة على الفقير ونشرالتكافل الاجتماعي، فعيد الفطر يقترن بإخراج زكاة الفطر، وعيد الأضحى يقترن بتشريع نحر الأضحية

3- شرعت أعياد الإسلام لإزالة الأنانية والشحناء وإشاعة روح البهجة بين المسلمين.

أهمية العيد عند المسلمين:

-يُعدّ عيد الفطر شكراً لنعمة الله على المسلمين بنزول القرآن الكريم، وعيد الأضحى شكراً لتمام النعمة بنزول آخر آية على النبي - صلى الله عليه وسلم- في يوم عرفة. العيد يُدخل الفرح والسرور على قلوب المؤمنين، فيُقبلون اداء الطاعات المفروضة عليهم الله تعالى بكل رضا وعزم وقوة.

- العيد يُظهر المسلم بمظهر حسن و يأتي بالتوسعة على المسلمين بالطعام والشراب .

- العيد فرصةٌ لتحقيق الأخوّة الإسلامية بين المسلمين، وتوحيد كلمتهم،

- العيد يُذكّر المسلمين بالنعم التي أنعمها الله -تعالى- عليهم، ويدعو المسلمين لشكر الله -تعالى- على هذه النعم العظيمة

- يُسنّ في العيد إظهار الفرح والسرو رفعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ في يَومِ عِيدٍ في المَسْجِدِ، فَدَعَانِي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُ رَأْسِي علَى مَنْكِبِهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إلى لَعِبِهِمْ، حتَّى كُنْتُ أَنَا الَّتي أَنْصَرِفُ عَنِ النَّظَرِ إليهِم)، ومن مظاهر الابتهاج في العيد خروج النساء إلى صلاة العيد ليشهدوا دعوة المسلمين، والتزيّن بأحسن اللّباس وأجملها، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يلبس أجمل ثيابه بالعيدين. فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم ويفرح عندما يُشاهد الأطفال يلعبون ويفرحون في هذه الأيام لقوله تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).

آداب العيد

العيد له آداب كثيرة:

1- تجديد التوبة إلى الله تعالى وترك المعاصي والتعبد في تلك الأيام ويُستحب قيام ليلتي العيدين بالطاعات والصلاة والتسبيح والاستغفار والتّهليل والتكبير

2- يُستحب الغسل يوم العيد قبل الذهاب إلى صلاة العيد و يُستحب للمسلمين يوم العيدين التطيّب والتطهّر والتزيّن.

3- يُستحب التكبير في العيدين؛ أثناء الصلاة، وقبل الصلاة عند الذهاب إليها، وبعد الانتهاء من الصلاة، ويُستحب التكبير في الأسواق والبيوت والمساجد قبل صلاة العيد.

4- يُسنّ للمسلم أكل تمرات قبل الذهاب إلى صلاة عيد الفطر والأكل من الاضحية بعد اداء صلاة عيد الأضحى.

5- الذهاب لأداء الصلاة من طريق وبعد الصلاة والعودة من طريق آخر غير الطريق للقاء اكبر عدد من المسلمين وتهنئتهم بالعيد .

6- يُستحب السير صلاة العيد سيراً على الأقدام بسكينة ووقار.

7- يُستحب للمسلمين ارتداء أحسن اللّباس والتطيب.

8- يُسن للمسلمين أن يقوموا بصلاة العيد في الخلاء

9- يُستحبّ تبادل التهنئة بالعيد بأن يقول المسلم لأخيه المسلم: تقبل الله منا ومنكم.

10- يُستحب للمسلمين ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى والأكل منها والتصدق منها.

11- يُستحب للمسلمين التزاور في العيد وصلة الأرحام وتقوية العلاقات الاجتماعية

12- عدم جعل هذه الايام هرج ومرج وارتكاب الذنوب والمعاصي،

13- الحرص على أعمال البر سواء التوسعة على الأهل صلة أرحام اخراج الصدقات للفقراء، 14

14- عدم زيارة القبور في يوم العيد، لأنه يوم فرح وبهجة وسعادة

جعل الله كل ايامنا طاعات مقبولة واعياد سعيدة أعادها الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات.