الجمعة 26 أبريل 2024 11:52 صـ 17 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

ومضى عام

بقلم - محمد فاروق
احتفل الجميع بانتهاء عام مرَّ على الكثير منا بأفراحه وأطراحه حقق فيه الكثير أحلامهم وأيضاً فشل فيه الكثير ، الجميع انتظر انقضاءه وعدَّد فيه نجاحاته والكثير استعجل بفارغ الصبر انتهاءه خوفاً من ازدياد كوارثه ومصائبه وعلى الجميع قد مضى العام واستقبلنا عاماً جديداً نرجوا الله فيه الزيادة من الخير والسعادة والرضا.
بدأ العام الجديد والجميع يملؤه الأمل فى حياة هادئة سعيدة لا يعكر صفوها فقد حبيب أو ألم مريض أو إنكسار نفس ، وغفل الجميع عن حقيقة أكيدة لا يشوبها شك ولا يُنقص منها يقين ألا وهى قد نقص عام من بقائنا فى هذه الدنيا ، فلا يشك أحد بأن الوقت هو الحياة وعمر الإنسان عبارة عن أيام وكما قال الحسن البصري : "يا ابن آدم. . . إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك" .
ويقول ابن الجوزي : "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته ، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ( من الله ) ، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل ، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل ".
فإذا التزمنا بهذه النصائح الغالية من هذا الإمام العَلَم لوصلنا إلى شاطئ النجاة بإذن الله ، وقد لخصت تلك الخطبة القصيرة هذه الحياة الدنيا وما يجب علينا نحوها وكيفية إدارتها الإدارة المثلى التى يريدها لنا الله ورسوله فقال القائل: أيها الناس إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، وإن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن المؤمن بين مخافتين : أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانُعٌ فيه، وأجل قد بقي لا يدرى ما الله قاض فيه، فليتزود العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الحياة قبل الموت ، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مُستعتب، وما بعد الدنيا إلا الجنّة أو النار.
فأعمارنا سوف تنقضي وأعمالنا سوف تُحصى وافعالنا سوف تُوزن بميزان شديد الحساسية حيث لا يترك مثقال ذرة إلا وأحصاها وعدها عدا ولا يظلم ربك أحدا ، فليعمل كل منا لما بعد الموت فهى الحياة الأبدية وهى الحياة الحقيقية ولا يغُرنا حِلمُ ربُنا ولكن نسعى بكل جهدنا لنكون أهلاً أن ننال رحمته وأن يجيرنا من عذابه وغضبه.
فلتكن بدايتنا مع العام الجديد هى عهد جديد مع الله أن نلتزم أوامره وننتهى نواهيه وأن تكون ضمائرنا هى بوصلة أعمالنا وهى الرقيب علينا وأن نتعاون فيما بيننا لتحقيق إعمار هذه الحياة الدنيا كما أمرنا ربنا، نابذين للاحقاد ومودعين للخلافات وداعمين لكل شكل من اشكال الخير والمحبة والصفاء سائلين المولى أن يثبتنا على الطريق الصحيح طريق الهدى والإيمان وعندها لا يهمنا متى يأتينا الأجل ما دمنا على الطريق الصحيح الذى امرنا به الله وعرفه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم.