أنباء اليوم
الخميس 18 سبتمبر 2025 01:36 صـ 24 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
بايرن ميونيخ يفتتح مشواره في دوري أبطال أوروبا بفوز ثمين على تشيلسي باريس سان جيرمان يفوز فوزاً كبيراً على أتالانتا ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا ليفربول يفوز على أتليتيكو مدريد فى دوري أبطال أوروبا رئيس محكمة النقض يستقبل عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر رئيس جامعه طنطا يشهد حفل تخرج الدفعة ال 53 من كلية العلوم رئيس محكمة النقض يستقبل رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية وزير الإسكان يصدر حركة تغييرات بهيئة المجتمعات العمرانية وأجهزة المدن الجديدة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يصحب طالبات الأزهر في جولة بقلعة قايتباي إطلاق دوري ”مدارس مصر” بعد توقف 10 سنوات بمشاركة وزارات الشباب والتعليم والصحة الرئيس السيسي يقيم «مأدبة عشاء» على شرف عاهل إسبانيا بمنطقة الأهرامات كتاب جديد يرصد تجربة «الإدارة الذاتية» في سوريا استمرار الدورة التدريبية الخاصة بالسلامة المهنية في المختبرات في كلية طب المستنصرية ببغداد

وجوه العالم الافتراضي

بقلم - هبه قاسم
أصبح الانترنت من الأمور الأكثر أهمية التي يعتمد عليها البشر في زمننا الحالي فالكثير اعتبروه من أساسيات وضروريات الحياة التي بدونها تتوقف عجلة الزمان، فقد استخدمة البعض في التقارب الأسرى لتأدية التهاني والتعازي والدعاء، فأصبح يختصر اللقاءات الأسرية وصلة الارحام، وتنوعت استخدماتة مابين إنجاز العديد من الأعمال الحكومية و التجارية والاقتصادية، كما اصبح مهماً في الترفيه عن النفس وجمع الصدقات من مختلف شعوب العالم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي جمعت الكثير من الأشخاص بانحاء العالم ، فهو وبلا جدال أصبح كالهواء والماء لانستطيع الاستغناء و العيش بدونه ولو للحظات بسيطة. 
وداخل العالم الافتراضي (الفيسبوك) تحديداً نري الكثير من الوجوه، كرجال ترتدي قناع الرجولة وأنهم بجمال يوسف ونساء ترتدي رداء عفة ،مريم ومن تشبهن إمرأة العزيز التي تراود رجل على حبھا، ورجل لا يتمنع! واغلب الناس فيه تحولوا لعشاق يعشقن الرومانسية وأغاني الزمن الجميل، فكثر فيه المتحضرين و المثقفين والسياسين،و ساد النقاء وبياض القلوب، والجميع واقع عليه الظلم والحسد والقهر وكأن الارض أصبح يسكنها الملائكة!
ورغم انه عالم افتراضي بكل المقاييس تحول فيه اغلب الرجال لفرسان يتميزون بالشجاعة والصدق والنخوة ،وابناء نعمة وشبع وجاه ومال، ونساء ورجال يطالبون بالديمقراطية وتطبيق العدل ويبغضون الحرام والظلم و يلعنون الكذب والخداع، وهم في الحقيقة يختبئون خلف رداء الاسم والالقاب المستعارة واجمل الصور والشعارات المُزيفة! 
بالعالم الافتراضي أصبح الحب والعشق والتعلق العاطفي رخيصاً وسهل تداولة مع أولى كلمات المحادثات الخاصة، فكثرة الوعود وانعدمت الأفعال وضاعت قيمة اسمي المعاني الإنسانية ، وللأسف أصبح الاتجار بمشاعر البشر تجارة مشروعة يستغلها كلاً من الرجال والنساء لاصطياد فرائسهم بمنتهى الاحترافية دون الشعور باي ذنب، فنجد بعد الذكور مع كل اضافة جديدة في الأصدقاء، يلقون شباك الكلمات والترحيب والصباح المعطر بالورود والاغاني والصور،الرومانسيةلجذب، انتباه النساء وللأسف لايملون من تلك، المحاولات السخيفة ولايهمهم سواء كانت المرأة متزوجة ام لا، ولانهم  يعتقدون ان جميع النساء سهل الوصول إليهم! والعكس يمكن أن يحدث مع الرجال من قبل نساء تفتقر الحياء،كما نجد بالعالم الافتراضي الوجوه شابه، دائماً وان العمر لايتقدم بأحد فيه،فلا يوجد رجل مسن ولا امرأه مسنه  فالرجال فيه شباب ناضجون الفكر والسن وفرسان احلام لكل النساء، والنساء ملكات جمال ومرغوب فيهم من قبل الرجال!! 
والسؤال هنا، إلى متي ينجرف البشر لهذا العالم الافتراضي الذي دمر ومزق الكثير من القلوب والعقول البشرية وبسببه حدث الخلل النفسي والأسري وتفاقمت الذنوب ؟
 فمتي ندرك حقيقة هذا العالم وان الثمار فيه ليست على بذورها الحقيقية؟ 
الي متي نجازف بعقولنا وأرواحناوقلوبنا ونلقى بهم في التهلكة داخل عالم من الخيال نادراً مايصادف فيه الصدق والاخلاص؟
فهل يعقل ان العالم انتهى منه الظلم والناس جميعهم أصبحوا أسوياء واتقيأ صادقين يخافون الله؟
الي متي يظن البعض ان بداخله الوعود والأحلام الجميلة و الليالي الوردية التي تفوح منها ازكي العطور؟
فقد زرع الكثير منا بالعالم الافتراضي المحبة والوفاء والاخلاص وماحصد منه إلا الغدر والخيانة لأنهم نسوا اننا نعيش على الأرض ولسنا بالجنة وان الشقاء والفساد والشر والنفوس الضعيفة تحاصرنا من كافة الجهات ولن ننجوا منها الا اذا اتقينا الله في أنفسنا وفي من حولنا ، لذا كن على يقين ايه الهائم ان العالم الافتراضي كله خيال والخيال دائما روعة وكله شغف وعشق يجذبك عن الواقع  الذي يجلس وحيدا ينتظر وقوعك ليحاصرك داخل جدران الحزن والخذلان واليأس، فقم وانهض بنفسك ايها الإنسان ولا تعطي للخيال أهمية اكثر من الواقع وصل رحمك أينما كان واتقي الله بنفسك وبمن حولك، واعلم ان الله يراك ويراقبك بكل نفس تتنفسه، فوالله لم تتحضر بعد ايها العبد بل الآلات والتكنولوجيا هي من تحضرت واما انت فمازلت واقف مكانك هائم بعالم افتراضي يحاصره الخيال ومتاع الدنيا .