السبت 20 أبريل 2024 02:46 صـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

رسالة إلى صديقي الذى لم يعد صديقي


كتبت -شيماء السيد
إلى صديقي الحبيب
نعم لازلت أطلق عليك لقب صديقي ، لازلت أراك الأقرب إلى قلبي رغم الحواجز التى فرضتها على علاقتنا
لا أعلم ماذا حدث ؟ ، ولا كيف وصلنا لما نحن عليه الآن ؟!
أذكرك كثيرا يا صديقي وأنا أتحدث مع الآخرين ، وأخبرهم دوما أنى سأهاتفك لأقص عليك ما نقوله ، أو لأخبرك بمزحه قصها على أحدهم ، لنضحك سويا فالضحك بدونك ليس له روح .
أتركهم وأرحل لأمسك هاتفي وأطلبك، وقلبي ممتلئ بالأحاديث التى أريد مشاركتها معك ، لكن لا يجيب على الهاتف أحدا !!
يتسلل القلق لنفسي ويبحر خيالي لآلاف القصص المأساوية، ويدق قلبي بشدة، وترتعش يدى ، وأعيد الاتصال مرات ومرات ،وأنا ألعن صوت الجرس الذى لا ينتهى بصوتك !!
ألجأ فى النهاية إلى الفيس بوك ،وأراجع صفحتك الشخصية على أجد شيئًا يطفئ نار القلق فى قلبي ، ويرسى مخاوفي على شاطئ الأمان ، فأجد آخر مشاركة لك منذ دقيقتان !!!
ما معنى هذا ؟ ، أنت ممسك بهاتفك وترى اتصالي ولا تريد الرد !! ، وأيضا تمارس حياتك بشكل طبيعي ولا تشعر بانفطار قلبي عليك !!
لماذا وصلنا لما نحن عليه الآن ؟؟ ، فكرت كثيرا ولم أصل لشيىء ، أعلم أن آخر مره تحدثنا لُمتك كثيرا على مشكلة بيننا ..
لكن هل عقاب اللوم الفراق ؟!
يا صديقي لقد عاتبتك لأنى لا أملك غيرك لأتحدث معه ، أنت الوحيد من يفهمني أكثر من نفسي ، ذهبت إليك ممتلئة بطاقة من الغضب والحيرة ، لأصبها في بوتقة قلبك وأنا على ثقة أنها ستنبت طمأنينة تبثها في قلبي وتعيدني إلى نفسي ، استمعت إلى حتى انتهيت ولم أكن أعلم أنها النهاية!
هل مللت سماعي؟ ، هل جرحتك بكلماتي دون قصد ؟
يا صديقي لقد كان عتابي لك رغبة في أن أعرف مقدار حبك لي , فنحن أحيانا نحتاج إلى بعض الخلافات لنختبر مشاعر الآخر لنا ، لم أكن أريد منك غير أن تطمئنني ، لم أكن أنوى الفراق أو حتى أجرؤ عليه ، حتى وإن هددتك به ، ألا تعرفني حتى الآن ! ، كثيرا ما أخبرك أنى أريد الرحيل لأسمع منك كلمة إبقى .
يا صديقي نحن لا نختار أهلنا ولا أقاربنا ،ولا زملاءنا فى العمل، ولا جيراننا ، لكن نختار أصدقائنا ، وأنا اخترتك أنت , فكيف خذلتنني !
يا صديقي أتذكر المرات التى انطفأت فيها روحي وخارت قواي ، كنت أذهب إليك صامتة سارحة الأفكار ، فكنت تتفهمني وتنير روحي بطريقتك السحرية ، كنت تقرأ السطور بداخلي فتخبرني بما أمر به ولا أستطيع التعبير عنه ، كنت تضع يدك على الجرح وتضمده ، فتنيير روحي من جديد وأنطلق إلى دوامة الحياة بمنتهى الشغف .
يا صديقي هل تذكر نجاحاتي المتواضعة في تلك الحياة القاسيه ؟!
كنت أهرول إليك حتى تكون أول من أخبره ، ونفرح ونحتفل سويا ، الآن لا أشعر بالنجاح بدونك ، أبحث عنك لأخبرك بنجاحي فلا أجدك ، فأقف حائرة لا أعلم هل أحزن لفقدك أم أفرح لإنجازى !
أى شعور بدونك ناقص حتى الحزن بدونك ناقص ، أبحث عن نفسي فلا أجدها ، فهي دوما كانت عندك ، وأنت رحلت ولم تخبرني أين أجدها .
يا صديقي الجميع حولي يحاولون ملئ الفراغ الذى تركته ، يروني صديق صالح ، ويحاولون التودد إلى ، لكنى لازلت محافظة على مكانك فى قلبي وفى حياتي ، لا أستطيع إعطاءه لأحد ، أشعر أنها خيانة لا تستحقها .
يا صديقي الحياة قاسية تبكينا كثيرا وتفرحنا قليلا ، ولقد عانينا سويا وبكينا معا ، وضحكنا معا ، فكيف تكون أنت سبب دمعتي الآن ؟! أكتب إليك رسالتي الأولي والأخيرة ،وأعلم أنك لن تقرأها لكنى سأكتبها بقلبي قبل قلمي، وسأزينها بالعطر والورود لأخبرك أن الحياه لن تعطينا كل يوم روح نرتاح لها ، وتصبح هي الصندوق الأسود المليىء بالأسرار ، أنا اخترتك ولن أندم على اختيارك ،وسأغفر لك رحيلك ، سأعتبرها أجازة من أحاديثي وثرثرتي المملة ، وسأنتظرك لنفرخ سويا ونحزن سويا ، هيا لا تتأخر فأنا أختزن الكثير من الحكايات أريد أن أقصها لك ، ولن أقصها لغيرك .





ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏يبتسم‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏