أنباء اليوم
الثلاثاء 8 يوليو 2025 11:55 صـ 12 محرّم 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
المركزي المصري يقرر زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من البنوك إلى 500 ألف جنيه كشف ملابسات تضرر أحد من صدور شهادة وفاة له على الرغم من كونه على قيد الحياة بالمنوفية المصرية للاتصالات تنعي شهداء الواجب بعد حريق سنترال رمسيس وزير الإسكان يعقد اجتماعاً مع الشركات العاملة بحدائق تلال الفسطاط وزير الإسكان يعلن طرح كراسة شروط الطرح الثاني لإعلان سكن لكل المصريين7 وزير الإسكان يتابع موقف مبادرتي بيتك في مصر و بيت الوطن للمصريين بالخارج وزير الري يستعرض آلية عمل واستراتيجية مرفق المياه الإفريقي وخطة العمل المستقبلية انتظام صرف الخبز المدعم للمواطنين بجميع محافظات الجمهورية بصورة طبيعية وبكفاءة تامة بيان الاجتماع التنسيقي الثاني للقائمة الوطنية من أجل مصر لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 المصرية للاتصالات: جاري السيطرة على حريق سنترال رمسيس بمعاونة رجال الدفاع المدني محافظ القاهرة يتابع عمليات إطفاء الحريق الذى نشب في مبنى سنترال رمسيس كشف ملابسات مقطع فيديو القيام بحركات استعراضية بالسيارات بالدقهلية

”نوستالجيا ذات العشرين.”

بقلم- مودّة ناصر
ما بين الوقوفِ على الأطلال والتأهب لأعتابٍ جديدةٍ تجدُني.
في مكتبتي رُكنٌ أسميتُه "ركن الذكريات"، اتطلعُ إليه من حينٍ لآخر بلا وقتٍ مُحدد، حينما تناديني الطفلةُ التي بداخلي، يسوقني قلبي إليه على إثرِ قبسٍ من الحنين. الذكرى مهيبةٌ دائمًا، لها بريقٌ من السِّر يطوي بداخله الكثير.
أشعرُ وكأني جُبٌ من الذكرى ذو جمالٍ يُوسوفيٍ لا يُعاد، بنقصِ الأيام مِن عمري تزدادُ غياهبُ الجُبِّ احتضانًا. الجبُّ عميقٌ، لا يدركهُ إلا صاحبه التائه فيه -أحيانًا-. بالذكرياتِ نحتضنُ بعضنا بعضًا دونَ علمٍ، أو لِقاء. إنها قُدسيّةُ الذكرى المُنعَّم بها أصحابها المُعذبون.
مازالتُ أحتفظُ بإمضاءِ والدي وعباراتهِ الجميلة على أولِ صفحةٍ لكتابِ اللغةِ العربية بتاريخ ٢٠ ابريل٢٠١٧.
ومازالت ورقةُ الأدعيةِ والاستغفار التي أهدتها لي صديقتي "التي فُقد أثرها" معي. الدبدوب الأبيضُ، ورسالةُ الاعتذار اللطيفة، أهدتهم صديقتي لي بعد درسِ العلومِ عوضًا عن جدالٍ طفوليّ مازالوا هنا. ربما هي لا تذكر لكنني أذكر.
خط رفيقتي لم يتغير على مرِّ السنين، مازالت كل بطاقاتِ التهنئة التي تهديها لي يوم ميلادي تحملُ الخط ذاته، والحبَّ أيضًا.
في حصةِ الهندسة منذ سبع سنواتٍ أهدتني صديقةٌ ورقةً صغيرة، تُثني فيها على موهبتي وتتنبأُ لي بمستقبلٍ مُبدع، آخرها عبارةٌ تقول "أرجوكِ احتفظي بيها، أنا بحبك جدًا."
يا ندى لقد حفظتُ رجاءكِ، لكن أفتقدكِ الآن.
الرسومات الطفولية على ورقِ المربعات بألوانها البهيّة، كانت ترسمها لي رحمة أخت صديقتي الجميلة، تكتبُ فوقها اسمي وتُهديها لي، مازالت معي.
والكثيرُ والكثير، يمضي منّا ولا نمضي منه، يمضي فينا، ونمضي فيه.
أحب ذكرياتي كافةً، بجمالها اليوسوفيّ وشوقي اليعقوبيُّ إليها، أحبُ لطف اللهِ الخفيّ وكأن الأيام الخوالي قميصُ يوسف؛ أستشعر أثرهُ ولا أراه. يُدثرني الحنينُ دائمًا ويحمل دفئًا ذا جمالٍ حزين.
السنينُ تمضي، ولا أُحسِنُ توديعها أو استقبال أختها.
لم أنتهِ من التلويحِ لطفولتي بعد، ألعابي مازالت هنا ببريقها في عيني.
العِقد الثالثُ يحمِلُ لؤلؤاتٍ فريدةً جدًا، مصيريةً -غالبًا-. لتنفرط لؤلؤاتُه بعونِ الله ورعايته، اللهم لا شتاتًا أبدًا. اللهمَّ عمرًا مزهرًا تليهِ الجنّة.
نوستالجيا ذات العشرين قابلةٌ للتجدد، ومازالت تحملُ بداخلها ما لم ينتهي بعد.