فاعلية ”وجهات وحكايات” بالمتحف القومي للحضارة المصرية
شهد المتحف القومي للحضارة المصرية يومي 28 و29 نوفمبر 2025 فعالية مميزة من مشروع "وجهات وحكايات"، الذي يهدف إلى إبراز التراث المصري المادي واللامادي وتسليط الضوء على قيم الهوية الثقافية للمجتمعات المحلية. وقد جاءت محطة المتحف كامتداد لنجاح المرحلة الأولى التي أقيمت في مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، وكانت لها أصداء واسعة بين النساء والشباب والأطفال والمجتمع المحلي.
*روح البحر الأحمر في قلب القاهرة
على مدار يومين، تحوّل المتحف القومي للحضارة إلى مساحة نابضة بروح البحر الأحمر، حيث استقبل الزوار عرضًا متنوعًا للتراث غير المادي لمدينة القصير. وشملت الفعاليات عروضًا موسيقية شعبية، المأكولات والمشروبات التراثية، ومعروضات حرفية عكست مهارة النساء الحرفيات وحكايات المدينة القديمة.
كما ضمت الفعالية معرضًا بصريًا يروي قصص مدينة القصير عبر صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو توثق البيوت القديمة، الأزقة، الميناء التاريخي، والحياة اليومية لأهل البحر. وقد جذب المعرض اهتمام الزوار الذين عبّروا عن إعجابهم بالتجربة وقدرتها على نقلهم إلى مدينة لها روح وطابع خاص.
قدمت الفعالية لوحة متكاملة من تراث البحر الأحمر، بدءًا من السّمسمية وأغانيها البحرية، مرورًا بالحرف اليدوية والصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية التي تُجسّد حياة الصيادين والبيوت القديمة، وصولًا إلى معروضات ثقافية تُبرز تاريخ المكان وذاكرة سكانه.
هدفت الفعالية إلى توسيع دائرة الوعي بقيمة التراث غير المادي، وإلى خلق جسور بين الماضي والمستقبل من خلال الفن والحكايات الشعبية وتوثيق الذاكرة. كما يسعى مشروع "وجهات وحكايات " إلى ربط التراث المحلي بالمنصات الثقافية الوطنية، من خلال تقديمه داخل واحد من أهم المتاحف في مصر.
تصريحات المؤسسين الشريكين للمشروع
تصريح سارة بيصر – المؤسس الشريك لمشروع "وجهات وحكايات"
قالت سارة بيصر:
"وجود تراث مدينة القصير داخل المتحف القومي للحضارة هو خطوة تؤكد أن التراث ليس مجرد ماضٍ نحكيه، بل حاضر نعيد إحياءه. منذ تأسيس المشروع، كان حلمنا أن نمنح المجتمعات المحلية صوتًا ومساحة داخل المؤسسات الثقافية الكبرى، وهذا ما رأيناه يتحقق اليوم. إن مشاركة النساء والشباب من القصير في تقديم تراثهم بأنفسهم هو أعظم إنجاز يمكن أن نفتخر به، لأنه يضع أصحاب الحكاية في مكانهم الحقيقي… في قلب المشهد."
تصريح إيهاب أحمد – المؤسس الشريك لمشروع "وجهات وحكايات"
وأضاف إيهاب أحمد:
"ما نشهده اليوم في المتحف القومي للحضارة هو نتيجة عمل طويل مع مجتمع يمتلك تاريخًا عميقًا وروحًا فريدة. العمل مع أهل القصير، وخاصة النساء الحرفيات والشباب، كشف لنا مدى القوة والإبداع الكامن لديهم. هذه الفعالية ليست مجرد عرض تراثي؛ إنها مساحة لإعادة تقديم القصير للعالم من خلال فنونها، موسيقاها، وصور حياتها اليومية. ونأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لسلسلة أكبر من الفعاليات التي تربط المجتمعات المحلية بالمنصات الثقافية الوطنية."
ويواصل مشروع "وجهات وحكايات" رحلته في توثيق وحماية التراث المصري من الاندثار، عبر العمل المباشر مع المجتمعات المحلية، وتمكين النساء والشباب، وإعادة تقديم التراث بأساليب مبتكرة وجاذبة للجمهور.

