عميد كلية أصول الدين بجامعة مركز الهند: الثورة التعليمية في كيرالا نموذج فريد يجمع بين الأصالة والمعاصرة
صرّح الدكتور عبد الله الثقافي البلنور، عميد كلية أصول الدين بجامعة مركز الهند، بأن الساحة التعليمية والدعوية في الهند تشهد في السنوات الأخيرة ثورة علمية متجددة تحت رعاية مفتي الهند فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد، مؤكدًا أن هذا التحول يمثل نقلة نوعية في مسار التعليم الإسلامي، ويجسّد رؤية عميقة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة وإعداد جيلٍ واعٍ ومستنيرٍ قادرٍ على مواجهة تحديات العصر الحديث بعقلية منفتحة وروح مؤمنة.
وقال الثقافي في تصريحاتٍ خاصة، إن جامعة الهند الإسلامية التابعة لـ جمعية علماء أهل السنة بولاية كيرالا (سمست كيرالا جمعة العلماء)، أصبحت اليوم منارة علمية تنطلق من مبادئ الوسطية والتجديد، وتسهم في تخريج علماء ومفكرين يجمعون بين الفقه والدراية، بين الإيمان والعقل، ليقودوا المجتمع نحو الرقي والوعي.
وأشار إلى أن حفل التخرج السنوي الذي أقيم مؤخرًا في سراج الهدى – كوتيادي، كان شاهدًا على هذا التميز، حيث احتفلت الجامعة بتخريج أكثر من 916 عالمًا في حضور نخبة من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات، يتقدمهم فضيلة الدكتور محمد عبد الحكيم الأزهري، مؤسس ومدير مدينة النور، إلى جانب عددٍ من ممثلي رابطة الجامعات العالمية الذين شاركوا في الفعاليات الدولية المصاحبة للحفل.
وأوضح عميد كلية أصول الدين أن هذه الإنجازات تعكس جهودًا مؤسسية راسخة لجمعية علماء أهل السنة منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، إذ وضعت نصب أعينها هدف إحياء الوعي الديني والعلمي في المجتمع الإسلامي بالهند، مشيرًا إلى أن رسالة الجامعة مستمرة بفضل الدعم الكبير من فضيلة المفتي أبي بكر أحمد ورؤية الإدارة الأكاديمية.
وأضاف الثقافي أن ما يميز هذا العام هو تخريج 250 حافظًا من حملة النور القرآني من مختلف فروع الجامعة، مثل حديقة المركز ببونور، كلية السيد المدني بأولال، مركز الهداية بكودك، ومركز مركاتس ببنغالور، بعد إتمامهم مراحل التعليم الأساسية والجامعية في مؤسسات أكاديمية بارزة مثل دار الهداية، إمام رباني، الإسراء، مركز النجاة، منهج الهدى، جمال الليلي، مركز المنوّر، دلائل الخيرات، إمام الشافعي، ومركز القادرية.
وأشاد الثقافي بما حققته الجامعة من شراكات أكاديمية عالمية، إذ يواصل خريجوها دراساتهم العليا في جامعات كبرى مثل الأزهر الشريف بمصر، جامعة مركز بكاليكوت، جامعة هامبورغ بألمانيا، جامعة جواهر لال نهرو بالهند، فضلًا عن مشاركتهم في البرامج المهنية والمجتمعية مثل CA Foundation والمشاريع التقنية والتعليمية.
وأكد أن المؤتمر العلمي الدولي الذي أُقيم على هامش الحفل شكّل منبرًا للحوار والتجديد، حيث ناقش المشاركون سبل تطوير التعليم الإسلامي في ضوء التحولات الرقمية والفكرية التي يشهدها العالم، مع التأكيد على أهمية مواكبة المناهج الشرعية للمتغيرات المعاصرة دون التفريط في الثوابت الدينية.
واختتم الدكتور عبد الله الثقافي البلنور تصريحه بالتأكيد على أن جامعة الهند الإسلامية تمثل اليوم رمزًا للوسطية والتنوير، وتُجسد ثورة علمية جديدة يقودها مفتي الهند وجمعية علماء أهل السنة بولاية كيرالا، مضيفًا: "نحن ماضون في مسيرة العلم والهداية، حاملين رسالةً خالدةً قوامها الإيمان والعقل، ومنفتحون على العالم بعلمٍ راسخٍ وفكرٍ مستنير".

