البدء في إعادة بناء واجهة مقبرة حسين باشا يسري والخازندار في مقابر أكتوبر والقادمة من جبانة الامام الشافعي

بدأت أعمال إعادة بناء واجهة مقبرة حسين باشا يسري، السكرتير العام لمجلس شوري القوانين، في منطقة مقابر أكتوبر، بعد أن كانت المقبرة تقع ضمن جبانة الإمام الشافعي بالقاهرة التاريخية، وتضم أيضًا رفات المستشار أحمد الخازندار ،وتأتي هذه الخطوة من خلال الأسرة صاحبة المكان، وهو نموذج فريد قامت به للحفاظ على الواجهة التاريخية والتي تحمل الطابع المعماري والنقوش الأصيلة، مع مراعاة البيئة الجديدة التي انتقلت إليها المقبرة.
المقبرة تمثل إرثًا تاريخيًا وقانونيًا مهمًا، إذ كان حسين باشا يسري من أبرز الشخصيات القانونية في مصر، وشارك في صياغة وتطوير العديد من التشريعات التي أثرت في تاريخ القانون المصري و كما يمثل المستشار أحمد الخازندار رمزًا للالتزام بالقانون والخدمة القضائية، حيث ساهم في تطوير العمل القضائي والإداري خلال فترة عمله و وجود رفات هذين الشخصيتين معًا في مكان واحد يجعل المقبرة شاهدًا على مرحلة هامة من تاريخ مصر الحديث.
تشمل أعمال إعادة البناء ترميم الواجهة والنقوش وإعادة ترتيب العناصر المعمارية المتضررة، مع الحرص على الحفاظ على الطابع التاريخي لواجهة المقبرة، بحيث تتيح للزائرين الاطلاع عليها دون المساس بقدسيتها واحترام مكانتها التاريخية. وقد صُمم المشروع بعناية لدمج المعايير الحديثة للحماية مع الحفاظ على أصالة التراث المادي والرمزي للمكان.
نموذج فريد لأسرة تعي معني قيمة التراث وتقوم بإعادة بناء واجهة المقبرة و هذه الفكرة تعكس وعي بعض العائلات بالاهتمام والحفاظ على الذاكرة الوطنية، ويؤكد أن التاريخ لا يقتصر على الكتب والمخطوطات، بل يمتد إلى الأماكن التي شهدت حياة واعمال الشخصيات التي شكلت مسيرة التشريع والإدارة في مصر.
ولازلنا نتحدث عن النسيج العمراني للاماكن التاريخية مثل جبانة الأمام الشافعي التي تجمع بين أضرحة ال البيت و الرموز الوطنية المصرية الأصيلة ولابد من الحفاظ علي التكامل التاريخي لجبانة بدأت مع تأسيس عاصمة الفسطاط التاريخية والتي اشرقت بنورها بعد الفتح الإسلامي.