ضريح سيدي زكريا الأنصاري شيخ الإسلام بمسجد الأمام الشافعي

يُعَدّ ضريح سيدي زكريا الأنصاري واحدًا من الأضرحة البارزة في مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة، وهو شاهد على مكانة جبانة الامام الشافعي التي احتضنت قبور كبار العلماء والأولياء والصالحين.
ولد الإمام زكريا بن محمد بن أحمد الأنصاري (823هـ/1420م – 926هـ/1520م) بقرية "سُنَيْك" بمحافظة الشرقية، وعُرِف منذ صغره بحبّ العلم والفقه، فرحل إلى القاهرة لطلب العلم بالأزهر الشريف. تتلمذ على كبار العلماء، وكان من أبرزهم الحافظ ابن حجر العسقلاني، وبرع في الفقه الشافعي حتى صار شيخ الإسلام ولقبه العلماء بـ"خاتمة المجتهدين".
كان له دور عظيم في نشر العلوم الشرعية وتربية أجيال من العلماء، وقد ترك مؤلفات غزيرة في الفقه والتفسير والحديث والتصوف، أشهرها كتابه أسنى المطالب في الفقه الشافعي، وشرحه على صحيح البخاري.
عُرف الإمام بالزهد والتواضع، وكان يقصده الناس من كل مكان لأخذ العلم والبركة. وعندما توفي سنة 926هـ دُفن في الإمام الشافعي، حيث أُقيم له ضريح يزوره الناس حتى اليوم والضريح يتميّز ببساطته، وهو جزء من المعالم التاريخية والدينية التي تحيط بمسجد وضريح الإمام الشافعي، مما يعكس مدى المكانة الروحية والعلمية التي حظيت بها هذه البقعة المباركة وكذلك يضم حولهم رموز ال البيت الكرام ومنهم قبة وضريح سيدي يحيي الشبيه وقبر الأمام ورش و الامام المزني و الأمام وكيع والسيدة ام كلثم حفيدة سيدنا النبي .
يبقى ضريح سيدي زكريا الأنصاري بمسجد الأمام الشافعي رمزًا لعلمٍ متصل بالعمل، وزهدٍ ممتزج بالقيادة الدينية، وذاكرة حية تعكس إسهام العلماء المصريين في مسيرة الحضارة الإسلامية.