تاريخ كرة اليد: من الرياضة المحلية إلى البطولات الدولية

بدأت كرة اليد كلعبة بسيطة في الهواء الطلق، تمارس في الحدائق والمدارس، لكنها اليوم واحدة من أبرز الرياضات الجماعية في العالم. تطورت عبر الزمن، وتحوّلت من رياضة محلية محدودة الانتشار إلى بطولة دولية يتابعها الملايين. في هذا المقال، سنغوص في تاريخها وتطوّرها، ونتعرف على افضل منتخبات كرة اليد، وعلى لحظات لا تُنسى صنعت شهرة اللعبة ونجومها. وسنُدرج في سياق المقال أيضًا إشارات مثل لعبه الطياره، لربط بين تطور الألعاب الجماعية واهتمام الناس بها.
كيف بدأت كرة اليد؟ الجذور الأولى
في بدايات القرن التاسع عشر، ظهرت لعبة تشبه كرة اليد في أوروبا، خاصة في ألمانيا والدنمارك. كانت تُمارس في الهواء الطلق، وتتكون من فريقين يحاول كل منهما رمي الكرة إلى مرمى الفريق الآخر باستخدام اليد فقط. لم تكن هناك قوانين واضحة في البداية، لكن اللعبة كانت مليئة بالحماسة، وجذبت الشباب بشكل خاص.
بعض المؤرخين يشيرون إلى أن ألعابًا شبيهة بـ لعبه الطياره في بعض القرى الأوروبية كانت تحمل أساسات كرة اليد الحديثة، رغم اختلاف القواعد.
تطور كرة اليد إلى رياضة رسمية
بدأ تطور كرة اليد الحقيقي في أوائل القرن العشرين، حين وُضعت القوانين الرسمية الأولى في ألمانيا عام 1917. بعد ذلك، تأسس الاتحاد الدولي لكرة اليد (IHF) في عام 1946، وبدأ تنظيم البطولات العالمية.
من أهم مراحل تطورها:
- اعتماد كرة اليد داخل الصالات بدلاً من الملاعب المفتوحة.
- توحيد القوانين المتعلقة بعدد اللاعبين (7 لكل فريق) والوقت (شوطان من 30 دقيقة).
- دخول اللعبة ضمن الألعاب الأولمبية لأول مرة عام 1936، ثم عودتها في 1972.
وهذا ما جعلها تنتشر في أوروبا أولاً، ثم في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
أفضل منتخبات كرة اليد في العالم
مع تطور المنافسات، ظهرت افضل منتخبات كرة اليد التي تركت بصمتها في التاريخ، سواء على مستوى كأس العالم أو الألعاب الأولمبية. من بين هذه المنتخبات:
- منتخب فرنسا: حقق أكثر من 6 بطولات عالمية، ويُعرف بلقب "المنتخب الذهبي".
- منتخب الدنمارك: بطل العالم في النسخ الأخيرة، ويتميز بالهجوم المنظم والمهارات الفردية.
- منتخب السويد: يملك تاريخًا عريقًا، وكان له دور كبير في تطوير اللعبة تكتيكيًا.
- منتخب مصر: أبرز منتخب عربي وأفريقي، وحقق إنجازات لافتة على المستوى العالمي.
جدول – مقارنة بين أبرز المنتخبات
المنتخب |
عدد بطولات العالم |
أول مشاركة دولية |
أبرز اللاعبين |
فرنسا |
6 |
1954 |
نيكولا كاراباتيتش |
الدنمارك |
3 |
1938 |
ميكيل هانسن |
السويد |
4 |
1938 |
ماغنوس ويسلاندر |
مصر |
0 (رابعًا في 2001) |
1964 |
أحمد الأحمر، يحيى خالد |
من هم أفضل اللاعبين في تاريخ كرة اليد؟
عبر العقود، تألق العديد من النجوم، لكن بعضهم يُعتبرون أساطير لا تتكرر. لقب افضل لاعب في تاريخ كرة اليد غالبًا ما يرتبط بلاعبين مثل:
- نيكولا كاراباتيتش (فرنسا): فاز بجوائز فردية عدة، وقاد منتخب بلاده لبطولات عالمية.
- ميكيل هانسن (الدنمارك): يتميز بتسديداته الخارقة وتمريراته الذكية.
- ماغنوس ويسلاندر (السويد): أحد أساطير التسعينيات، وكان لاعبًا متكاملًا في الهجوم والدفاع.
يتميّز هؤلاء اللاعبون بقدرتهم على تغيير مجرى المباراة، وبالذكاء التكتيكي الذي يجعلهم أكثر من مجرد رياضيين.
كيف تُلعب كرة اليد الحديثة؟
تُقام مباريات رياضة كرة اليد الحديثة داخل صالة مغلقة، على ملعب طوله 40 مترًا وعرضه 20 مترًا. يتكوّن كل فريق من 7 لاعبين (6 في الملعب + حارس مرمى). الهدف هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف خلال شوطين مدة كل منهما 30 دقيقة.
قواعد أساسية:
- يُسمح للاعب بحمل الكرة 3 ثوانٍ فقط.
- لا يجوز أن يتحرك أكثر من 3 خطوات دون تنطيط الكرة.
- الدفاع يعتمد على إغلاق المساحات وعرقلة الهجمات بطريقة قانونية.
لماذا يحب الناس كرة اليد؟
هناك أسباب كثيرة جعلت كرة اليد تحظى بشعبية واسعة، منها:
- السرعة والإثارة: المباراة مليئة بالهجمات المتبادلة ولا مجال للملل.
- سهولة الفهم: قواعدها أبسط من رياضات كثيرة.
- اللمسة الجماعية: تحتاج لتعاون اللاعبين وانسجامهم الكامل.
انتشار اللعبة عالميًا
رغم بداياتها الأوروبية، انتشرت كرة اليد في كل القارات. في السنوات الأخيرة، أحرزت منتخبات من آسيا (مثل قطر والبحرين) تقدمًا لافتًا. كما تطورت اللعبة في أفريقيا، بفضل فرق مثل تونس وأنغولا والمغرب. اليوم، تُقام بطولات عالمية للرجال والسيدات، ولجميع الفئات العمرية، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا لكرة اليد الذي يحظى بمتابعة كبيرة.
البطولات الكبرى التي صنعت تاريخ اللعبة
البطولات العالمية:
- كأس العالم للرجال: بدأت عام 1938، وتُقام كل سنتين.
- كأس العالم للسيدات: بدأت عام 1957.
- أولمبياد كرة اليد: اللعبة موجودة في الأولمبياد منذ 1972 للرجال و1976 للسيدات.
البطولات القارية:
- بطولة أوروبا لكرة اليد (EHF)
- بطولة أفريقيا
- بطولة آسيا
ماذا عن كرة اليد الشاطئية؟
نوع آخر ممتع من اللعبة هو كرة اليد الشاطئية. تُلعب على الرمل، بـ4 لاعبين في كل فريق، وتتميز بالحركات البهلوانية والتسجيلات المذهلة. أصبحت أكثر شعبية في دول الساحل وأماكن السياحة.
كيف أثرت التكنولوجيا على اللعبة؟
دخلت التكنولوجيا إلى كرة اليد من خلال:
- إعادة الفيديو: لحسم اللقطات التحكيمية المعقدة.
- تحليل الأداء: باستخدام برامج لقياس سرعة التمرير، ونسبة دقة التسديد.
- أجهزة تتبع اللاعبين: لمعرفة الجهد المبذول ومستوى اللياقة.
-
كما ساعدت التكنولوجيا في تطوير التدريب، وتحسين جاهزية اللاعبين، مما جعل تطور كرة اليد لا يتوقف.
أبرز لحظات تاريخية في البطولات
من اللحظات التي لا تُنسى:
- هدف فرنسا القاتل في نهائي 2009 أمام كرواتيا.
- تألق مصر في مونديال 2021 عندما وصلت إلى ربع النهائي ونافست الدنمارك بضراوة.
- تتويج الدنمارك 3 مرات متتالية (2019، 2021، 2023).
-
أرقام وإحصاءات مثيرة
التصنيف
الرقم
أكثر لاعب تسجيلاً
كيريل لازاروف – 283 هدفًا
أسرع هدف في التاريخ
بعد 3.2 ثوانٍ من بداية المباراة
أكبر فوز
53-11 (روسيا ضد كوبا، 1997)
كرة اليد اليوم: أكثر من رياضة
في عصرنا، لم تعد كرة اليد مجرد رياضة. هي وسيلة لبناء الروح الجماعية، وتحفيز الطموح، وتكوين علاقات إنسانية قوية بين الشعوب. وهي تُدرّس في المدارس، وتُمارس في الأندية، وتُشاهد على شاشات العالم كله.
خلاصة: من الساحات الشعبية إلى ساحات المجد
مرّت كرة اليد برحلة طويلة. بدأت من ملاعب صغيرة في الأحياء والمدارس، وانتهت على منصات التتويج العالمية. جمعت بين البساطة والاحتراف، بين اللياقة والتكتيك، وصنعت نجوماً نعتز بهم. هذه الرياضة اليوم تواصل النمو، وتكتب فصولًا جديدة من الإثارة والمتعة، ولعلّ القادم يحمل أسماء جديدة تستحق لقب افضل لاعب في تاريخ كرة اليد.