أنباء اليوم
الأربعاء 5 نوفمبر 2025 08:12 صـ 14 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
تعلمي التطريز اليدوي من بيتك مع روميساء صبحي: كورس أونلاين للمبتدئات حتى بدء مشروع خاص بكِ قلب واحد بايرن ميونيخ يحسم قمّة باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا محافظ الدقهلية يشارك محافظ كفر الشيخ وشعبها الاحتفال بعيدهم القومي ال 69 بقاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة كفر الشيخ بحضور مفتي الجمهورية وعدد... بهدف ماك أليستير . . ليفربول يفوز على ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عاجل- تفاصيل زواج المطربة آمال ماهر ورجل الأعمال علي محجوب مصلحة الجمارك : إفتتاح أول مركز لتداول وتوزيع البضائع بميناء الأدبية بالسويس البيت الأبيض: دونالد ترامب يتابع الأوضاع في نيجيريا عن كثب مفتي الجمهورية يشارك محافظة كفر الشيخ احتفالها بالعيد القومي الـ69 للمحافظة وزير البترول يستعرض دور مصر كمحور اقليمي لنقل وتداول الطاقة أمام مؤتمر أديبك الداخلية : كشف ملابسات تداول مقطع فيديو يتضمن تعدي أحد الأشخاص على أخرين بالقاهرة ليفربول يستضيف ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا

فلسفه الحياه والموت

بقلم

أ.د/ محمد مختار جمعة

وزير الأوقاف

ديننا دين مفعم بالحياة وعمارة الكون، ولم يجعل من فلسفة الموت عائقًا لعمارة الأرض وصناعة الحضارات، بل جعل منها أكبر دافع للعمل والإنتاج وبناء الدول، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها" (أخرجه أحمد).

فحتى مع تيقن الموت نحن مطالبون بعمارة الكون، وإذا لم تدرك ثمرة عملك في الدنيا فستدركها في الآخرة، ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" (صحيح مسلم)، حيث يمتد الثواب بامتداد هذا النفع، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا، أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّثَ مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه" (أخرجه البيهقي ) والثواب هنا أيضا ممتد بامتداد النفع.

فالموت للمؤمن ليس عقدة وليس عائقًا، لأن المؤمن يدرك أنه سيجني ثمرة عمله إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معًا، ليقينه بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" (الكهف: 30).

أما تذكر الموت لدى غير المؤمن فمن الممكن أن يكون وسيلة يأس وإحباط أو انصراف عن العمل، لظنه أنه قد لا يستفيد من جهده، كونه لا يفكر إلا فيما يستفيد هو منه أو ينتفع به في عاجل أمره.

وأما الموت عند المؤمن فدافع قوي له لعمارة الكون وصناعة الحضارة ومحفز له على العمل والإتقان، حيث يتزود المؤمن بعمارة الدنيا لرضا ربه عنه في الدنيا والآخرة، وهو مطالب أيضا بأن يذر ورثته أغنياء، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّك إنْ تَذَرْ وَرَثَتَك أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

ذلك أن الموت عند المؤمن انتقال لا انتهاء، حيث يعمل المؤمن على أن يأخذ من دنياه لآخرته، وزاده الحقيقي هو عمله الذي قدمه سواء أكان لنفسه أم لأبنائه أم لوطنه أم لأمته.

كما أن تذكر الموت يدفع المؤمن لحسن المراقبة في سره وعلنه، راقبناه أم لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم، حيث يقول الحق سبحانه: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" (البقرة: 255)، ويقول سبحانه: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" (آل عمران: 185).