الخميس 28 مارس 2024 11:45 صـ 18 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

أماكن وحكايات. متحف الإسكندرية القومى

صورة توضيحية
صورة توضيحية

متحف الإسكندرية القومي يقع في قلب مدينة الإسكندرية، وهو أحد التحف المعمارية الفريدة. كان مبنى المتحف في الأصل قصراً لأسعد باسيلي باشا الذي شيد هذا القصر على الطراز المعماري الإيطالي، وظل مقيماً به حتى عام ١٩٥٤م، ثم اشترته القنصلية الأمريكية، وفي عام ١٩٩٦م قام المجلس الأعلى للآثار بشرائه، ثم جرى ترميمه وافتتاحه كمتحف في سبتمبر٢٠٠٣م.

يعرض متحف الإسكندرية القومي فى ثلاثة طوابق مجموعة متميزة من القطع الأثرية؛ حيث يضم أكثر من ١٨٠٠ قطعة أثرية تغطي معظم المراحل التاريخية للحضارة المصرية بداية من عصر الدولة القديمة وانتهاء بالعصر الحديث. ويتميز المتحف أيضاً بعرضه مجموعة فريدة من الآثار الغارقة التي عثر عليها خلال أعمال الحفائر التي أجريت في خليج أبي قير بالإسكندرية.

وقد تم إحضار الكثير من القطع الأثرية لعرضها في هذا المتحف من عدة متاحف منها المتحف المصري ومتحف الفن الاسلامي ومتحف الفن القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني ومتحف الآثار الغارقة ومتحف الآثار الإسلامية بالإسكندرية والزائر لهذا المتحف يستطيع أن يدخل عبر التاريخ من بوابة الفراعنة ومرورا بباقي أقسام المتحف المختلفة ووصولا الى الزمن الماضي القريب ففي البداية نجد أول أقسام المتحف التي تذهب بنا إلى ذكريات الزمن السحيق فهو قسم الآثار المصرية القديمة الذي تعرض

فيه القطع وفقا للتسلسل التاريخي بداية من عصر الدولة الفرعونية القديمة مرورا بالدولة الفرعونية الوسطى ثم الدولة الفرعونية الحديثة فالعصر الفرعوني المتأخر ويضم عصر الدولة القديمة مجموعة من تماثيل ملوك هذه الأسرة وكبار رجال الدولة وتماثيل الأفراد الذين كانوا يقومون بخدمتهم والتي كانت تشكل عنصرا هاما في المقابر لخدمة المتوفى في العالم الآخر حسب معتقداتهم حينذاك ومن أهم القطع الموجودة في هذا القسم تمثال يمثل الكاتب المصري ومجموعة من الأواني عثر عليها بهرم الملك زوسر المدرج في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة . ثم ننتقل بعد ذلك إلي قسم عصر الدولة الفرعونية الوسطى حيث توجد مجموعة من التماثيل تعبر عن تحول الفن في هذا العصر من المثالية إلى الواقعية كما يظهر ذلك بوضوح في تمثال الملك أمنمحات الثالث أما عصر الدولة الحديثة فيعتبر أزهى العصور الفنية

فقد جمع الفن في هذه الفترة بين واقعية مدرسة طيبة ومثالية مدرسة منف فنتج عن هذا التزاوج أجمل القطع الفنية والتي يضم المتحف منها بعض القطع النادرة كرأس الملكة حتشبسوت ورأس الملك إخناتون ومجموعة تماثيل للملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني والإله آمون ومن العصر المتأخر من عصور قدماء المصريين يعرض المتحف مجموعة من التماثيل لملوك هذا العصر ونموذج لمقبرة تضم مومياء ومجموعة توابيت وتمائم مختلفة .

وبعد ذلك يأتي القسم اليوناني الروماني وهو يضم آثار من عصور مختلفة أولها العصر البطلمي ثم العصر الروماني وبه مجموعة من القطع التي تبين التناغم والتزاوج الذى حدث بين الحضارتين الفرعونية واليونانية الرومانية والذى أفرز مايطلق عليه بالحضارة الهلينيستية الأمر الذى إنفردت به مصر ولم يتحقق في أى بلد آخر حكمها الإغريق والرومان وبعد ذلك يأتي قسم الآثار الغارقة حيث ينفرد متحف الإسكندرية القومي بوجود قاعة عرض خاصة بالآثار الغارقة وتضم مجموعة رائعة من الآثار الغارقة التي تم إنتشالها ويعرض القسم أيضا صورا حية من عمليات الإنتشال ليستطيع الجمهور أن يكون تصورا لشكل وحالة الأثر ويرسم له صورة في ذهنه قبل إنتشاله ومن أهم القطع في هذا القسم تمثال من الجرانيت الأسود للآلهة إيزيس وتمثال لكاهن من كهنتها ومجموعة من التماثيل والبورتريهات الرخامية لبعض آلهة الإغريق ومنها تمثال لفينوس آلهة الحب ورأس للإسكندر الأكبر مؤسس مدينة الإسكندرية وغيرهم .

وبعد ذلك يأتي قسم يضم ثلاثة عصور هي القبطي والإسلامي والحديث ويحتوي القسم القبطي على مجموعة أدوات كانت تستخدم في الحياة اليومية وهي أدوات معدنية من النحاس والفضة والبرونز ويضم القسم أيضا مجموعة من الأيقونات وهي لوحات خشبية يصور عليها موضوع ديني ومن أهمها أيقونة السيد المسيح عيسي بن مريم والعشاء الأخير له مع الحواريين وأيضا يضم القسم مجموعة من النسيج القبطي من الكتان والصوف المزخرف بزخارف نباتية وحيوانية ومجموعة من الأواني الفخارية المستخدمة في الحياة اليومية أما القسم البزنطي فيحوى مجموعة من العملات عثر عليها تحت الماء في خليج أبي قير أما القسم الإسلامي فيوجد به مجموعة من الأسلحة بالاضافة إلى مجموعة من العملات والمعادن والزجاج والخزف التي ترجع لعصور إسلامية مختلفة .

وأخيرا يأتي قسم العصر الحديث والذى يضم مجموعة متنوعة من مقتنيات أسرة محمد علي باشا من الفضة والذهب والمجوهرات التي كان يستخدمها أمراء وملوك الأسرة العلوية وهكذا يستطيع المرء أن يدخل إلى التاريخ المصري وإلى تاريخ الإسكندرية ويعيش فيه أجمل اللحظات من خلال المقتنيات التي يضمها المتحف والتي تعود الى عصور مختلفة مرت بها مصر وعاشتها عبر آلاف السنين وربما يبدأ المرء من جديد في قراءة التاريخ المصري الزاخر بالأحداث المثيرة بعد زيارته السريعة لمتحف الإسكندرية القومي الذي منذ إفتتاحه اصبح يعد إمن أهم الإضافات للحياة الثقافية بالإسكندرية

موضوعات متعلقة