حكاية شهيد في الجنه . . الشهيد عميد اح احمد عبد المحسن السيد عبد المحسن الدسوقي 

كتبت - هبه قاسم

اتولد شهيد محافظة المنوفية احمد عبد المحسن في 28 يوليو 1976...بالاميريه بالقاهرة ومن يوم ميلاده متسجل في السماء انه هيموت شهيد حتى لو نجي من الموت الف مره بردو هيموت شهيد... في طفولته كان راجل قبل الأوان يوم ماامه فرقته هو وأخواته ورحلت لرب العباد ...والطفل اليتيم عاش وكمل المشوار وبظهره اب هو كل الحياه وأخوات جدعان... والصغير كبر واتحدي الصعاب والألم ونجح وبتفوق في الامتحان وبردو فاز بالشهادة .

التحق الشهيد احمد عبد المحسن بالكلية الحربية عام 1995 واتخرج منها عام 1998 برتبة ملازم بسلاح المشاة وعمل بالمنطقة الجنوبية العسكرية حتى تدرج بالوظائف القيادية بالجيش الثاني الميداني... وتم تعينه قائد لمجموعة من الكمائن بكرم القواديس ثم قائدا لقطاع الجورة بالشيخ زويد العسكري

حصل على درجة الأركان حرب وماجستير العلوم العسكرية عام 2009 ثم شارك بعدها في البعثة المصرية بقوات حفظ السلام(UNAMI) ونظرا لتفوقة العلمي وأخلاقه الحميده ارسل في بعثة للحصول على ماجيستير العلوم العسكرية من كينيا.

الحالة الاجتماعية؟
تزوج الشهيد من الدكتورة رشا عبدالله أنور عام23/1/2004 وانجب منها ثلاث أبناء فلذات اكباده... مؤمن وملك ومحمد فكان ونعم الزوج والاب والصديق الحنون لأولاده وزوجته فكان حكيم العقل يعالج دائما كل الأمور الصعبه والازمات بحكمة العقل... ابن بار لوالده وأخ حنون لاخواته الثمانية رجل يخشى الله في كل حياته واصل لصلة الرحم خدوم لكل من يلجأ إليه في مطلب
رجل لايعرف الخوف ولديه قلب وروح تؤمن وتثق في الله.

القرب من الشهادة؟
حينما كان الشهيد قائد لمجموعة كمائن بكرم القواديس قام بعمل ودور بطولي في الدفاع عنها من هجوم ارهابي مسلح مفاجئ في توقيت واحد قام فيه بالدفاع عن موقعه حتى تم القضاء على الهجوم الإرهابي حيث اسفر الهجوم على إصابة الشهيد بشظايا في القدمين
ورغم إصابته وهو بالمستشفى جالس على الكرسي المتحرك أصر على الذهاب بنفسه للاطمئنان على العساكر المصابين والظباط الآخرين فلم يكن قائد فقط بل كان اب وأخ للكبير والصغير وفور خروجه من المستشفى قام الفريق اول صدقي صبحي بتكريم الشهيد على هذا الدور البطولي الذي تصدى فيه على الهجوم الإرهابي عام 2017... لياتي بعد ذلك الفرار الثاني من الموت والاستشهاد حيث تعرض الشهيد في اغسطس 2020 لحادث انفجار عبوة ناسفة نتج عنها إصابته بكسر في الضلوع والفقرات وتهتك بالرئتين ورغم ذلك لم يتراجع عن خدمة وطنه والدفاع عنه.

ساحرة الشهداء هي التي بتختاروبتطلب !؟
كان الشهيد احمد عبد المحسن لديه مقوله اشتهر بها بين زملائة (احنا مبنطلبش سيناء.. سيناء هي اللي بتطلبنا فقد كان لدا الشهيد فرص كبيرة بعد أن أصيب مرتين بإصابات بالغة لكي يبتعد عن الخدمة في سيناء وينتقل لمكان اخر اكثر أمن وأمان وراحه ويكتفي بخدمة مايقارب من الخمس اعوام التي تنقل من خلالهم بعددة قطاعات مختلفة بشمال سيناء حتى اقرب الناس له نصحه بالاكتفاء من الخدمة في سيناء ليرد عليهم قائلا (بقى بعد كل التعب ده عايزينى اموت على السرير؟!)

رسائل الواتساب قبل الاستشهاد؟
ذكرت الدكتور رشا زوجة الشهيد احمد عبد المحسن ان اخر محادثه بينها وبين زوجها وهي تحاول بشده ان تقنعه بالاكتفاء من العمل بسيناء بعد أن كتب الله له النجاه من الموت اكثر من مره ليقل لها أن للعمل في سبيل الله ونصره لدينه لذه لايعادلها متع الدنيا كلها
فقد كان شديد الحزن والتأثر على الشهداء واهلهم وذويهم الممزقون من الألم لفراق أولادهم ليقل لزوجته هو انا كل شوية هرجع بعريس ولم يعلم ان الله يعده للشهادة

ليلة زفة الشهيد للجنه؟
يوم 27فبراير 2021 كان يعمل الشهيد احمد عبد المحسن قائدا في لقطاع الجورة بالشيخ زويد العسكري كان يتقدم قواته اثناء تفتيش احد البيوت تم تفخيخها من قبل التكفيريين فقد أصر على أن يدخل وحده حتى لايعرض بقية القوة المرافقة للاستهداف ومن هنا انفجر المنزل واستشهد القائد البطل احمد عبد المحسن وهو صائم لتصعد روحه الطاهرة الي رب كريم فقد استشهد بكل قوة وفخر بطل شهد له الجميع بحسن أخلاقه والتزامه بعمله فكان قائد برتبة انسان مع ابنائه العساكر والظباط حديثي التخرج فقد استشهد البطل بساحرة الشهداء فلم يطلبها هو ولم يناديها بل هي التي طلبته ونادته للشهادة ليعطر ارضها بدمه الطاهر.

تخليد اسم الشهيد؟
تم إطلاق اسم الشهيد العميد اح احمد عبد المحسن على مدرسه بمسقط رأس والديه فى قريه ابهنس بالمنوفية...بالاضافة الى إطلاق اسمه على مجموعة ميادين للتدريب بالفرقة السابعة... كما قام أصدقائه فى الجورة ببناء مسجد هناك سمى بأسم الشهيد.
كما سميت قاعة المبعوثين المصريين بدولة كينيا باسم قاعة الشهيد العميد اح احمد عبد المحسن تخليدا لاسمه وسيرته العطره التي شهد لها الجميع... بالإضافة إلى بناء نصب تذكارى باسم الشهيد بقطاع الجورة.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".
وبالنهاية لم تنتهي حكايات شهداء العزةوالكرامة عاشقين سيناء الحبيبة وسنظل نحكي حكايات شهداء لم تنتهي بعد ليعرف كل مصري يعيش على أرض مصر ماقدمه وضحوا به هولاء الابطال لكي تحيا مصر وشعبها احرار ينعمون بالأمن والأمان والاستقرار.
رحم الله العميد اح احمد عبد المحسن وسلام عظيم لروحه الطاهرة.