رواية حبيب وحبيبه الجزء السابع ” أسرار وخفايا وحزن بعد سعادة ”

إزداد حزن حبيب حزناً على حزن عندما توفيت والدته مما زاد ألمه ، وأحس بضيق الدنيا عليه ، لأنه كان مرتبطا بوالدته إرتباطاً شديداً .
وعلى الجانب الآخر أصيب والد حبيبه بفيروس كورونا ، ودخل إحدى المستشفيات الخاصة للعلاج من هذا الفيروس اللعين ، إلا أن المستشفى حدث بها حريق فى وحدة العناية المركزة نتيجة ماس كهربائي ، وعلى أثره تم نقل المرضى إلى المستشفيات العامة ، والمفارقة العجيبة أنه تم نقل والد حبيبه إلى المستشفى التى تعمل بها زوجة حبيب
حضرت علا إلى المستشفى لإستلام الإشراف على المرضى بوحدة العناية المركزة سمعت صوت رجل يئن من الإصابة ويهزي من شدة إرتفاع الحرارة ، ويقول هذا ذنبك ياحبيبه هذا ذنبك ياحبيب سامحونى ،سامحوني !
إقتربت من هذا الرجل الذي ظهرت عليه شحوب الدهر
أخذت تتفحصه ، وأعطته مهدأ ، وبعدما إستقرت حالته
عاودت إليه ، وسألته عن العبارات التي قالها أثناء هزيانه
وهي تنتظر إجابات لأسئلة كثيرة تدور فى ذهنها
مرت الأيام على حبيبه كمر الدهور ، وقد رأت أنه لا سبيل إلا الإنفصال عن زوجها الذي أذاقها كؤوس المرار
فذهبت إلى مصلحة الشهر العقاري ، وقامت بإستخراج توكيل لأحد المحامين ، وطالبت بالخلع من زوجها لما ألحق بها من أضرار معنوية ، وبالفعل تقدم المحامى بطلب لمحكمة الأسرة بموجب التوكيل الرسمي .
أخذت القضية دورتها وجاءت أمام أحد القضاة لنظر الدعوى نظر القاضي الدعوى ورأى إسم المتضررة فطلب حضور الموكلة أمامه ، وتم تأجيل الجلسة لمثول الزوجة
ذهبت علا إلى منزل والدتها وهى في حالة ذهول ، مما سمعت من الرجل الذي لم تكن تعرفه ، وأخذت تسأل أمها ، بعدما قصت عليها ما سمعته من الرجل .
ماذا أفعل؟
قالت الأم لا تخبري زوجك بشئ من هذا نهائياً .
عادت علا إلى منزلها ، فوجدت حبيب جالساً في غرفة إستقبال الضيوف ، وهو في حالة سيئة ،والحزن والحيرة يملأن عيناه ، وهو أيضا نظر فى عيناها فوجد فيهما أسئلة كثيرة تحتاج إلى توضيح وإجابة
قالت ماذا بك ؟
رد لاشئ!
ما بك انت؟
ردت لاشئ إنه إرهاق العمل !
ظلت تخفي عن زوجها ما سمعته من الرجل إلى أن أحست أنه لابد أن يعلم حبيب حقيقة ما حدث له يوم الحادث ، ومن كان وراء ذلك ليأخذ حذره
جاء ميعاد نظر قضية الخلع المقدمة من حبيبة
أشرقت شمس يوم جديد في حياة حبيب ، فسوف يرى حبيبه بعد غيابها عنه لفترة من الزمن ، فلم تستطع الأيام والسنين ، محو الحب الذي تمكن من فؤاده .
حضر المتقاضون داخل قاعة المحكمة ، وحضر المحامون معهم.
علا صوت الحاجب كعادته "محكمة" ليعلن دخول هيئة المحكمة ، جلس حبيب ، وبجواره عضوي اليمن واليسار
إستمرت هيئة المحكمة في نظر القضايا إلي أن جاء الدور على دعوى حبيبه ، نادى الحاجب بإسمها ، رد المحامي ، حاضر عنها وأعتذر لهيئة المحكمة الموقرة ، عن عدم حضور موكلتي لوفاة والدها واطلب التأجيل.
قامت هيئة المحكمة بتأجيل نظر الدعوى ، عاد حبيب إلي منزله ، وهو حزين ، فقد تذكر ما فعله معه هذا الرجل ، وما سببه له من ألم ، كانت تنتظره الزوجة في يوم راحتها بالمنزل لتناول الغداء معها ، دخل إلى غرفة النوم دون أن يتحدث معها على غير العادة ، لم تستطع الزوجة اخفاء ما سمعته من الرجل عن زوجها أكثر من ذلك ، فقصت عليه ما سمعته ، وأخذت تحذره لكي لايصاب بأذى ، نظر إليها وقال لها لقد أراح ، واستراح .
قالت كيف ؟
قال لقد توفاه الله اليوم !
قالت إذا كان يقصدك بحديثه ؟
قال نعم أنا !
وأخذ يقص عليها قصته ، وهي تنظر إليه باستغراب وتعجب !
بعد مرور شهر جاء موعد نظر الدعوى ، حضرت حبيبه إلى المحكمة ، متشحة بالسواد على موت أبيها ، جاء الدور عليها ، حيث قام الحاجب بالنداء على إسمها ، دخلت حبيبه ، ووقفت وسط القاعة ، وحينما نظرت إلى المنصة لم تصدق ما رأت للوهلة الأولى ، وعندما أيقنت أنه هو ، اغشي عليها ، وسقطت على الأرض ، إهتزت جنبات القاعة ، وإهتز وجدان حبيب ، لكنه لم يستطع مغادرة مكانه ، نظر المستشارين إليه ، وقد بدت عليه علامات الإشتياق ، والحيرة ، أمر بنقلها إلى غرفة المداولة ، وبعدما أفاقت إنجرفت من عيناها الدموع
أخفى حبيب دموعه ، وحزنه ، وأخذ يقلب صفحات الدعوى التى قرر ، وهيئة المحكمة إستكمال نظر الدعوى داخل غرفة المداولة ، قضت المحكمة بانقضاء الدعوى بطلاق حبيبه للضرر ، سعدت حبيبه بهذا القرار الذي انصفها شيئاً ما .
خرجت من المحكمة ، وقد اختلطت مشاعر الحزن والفرحة بداخلها ، ظلت منتظرة أمام المحكمة لترى حبيب
أنهى حبيب عمله ، وتوجه إلى خارج المحكمة ، فراءها تنتظر وعيناها محدقة إلى باب المحكمة ، نظر إليها ، والعتاب يملأ عيناه .
توجه إليها ، ومشاعر الإشتياق تسيطر عليه ، ولكن لا سبيل لذلك ، فإنها سيدة أجنبية لا تحل له الآن .
طلبت منه أن يذهبا إلى أحد الأماكن العامة ليجلسا معا بعض الوقت .
تسلل القلق إلى قلب الأم على حبيبه ، لقد تأخرت كثيراً ، وأخذت تتسائل ماذا حدث لها ؟
راحت تتصل على هاتفها الذى مازال فى وضع الصمت منذ بداية دخولها القاعة ، مما زاد قلق الأم وحيرتها ، قامت بالاتصال على أخاها ، فما لبس إلا وذهب إلى المحكمة ، فوجدها قد أغلقت أبوابها .
عاد إلى المنزل وظل منتظراً مجيئ حبيبه
عزيزي القارئ إلى اللقاء فى الجزء الثامن بمشيئة الله تعالى
لنرى مزيداً من الأحداث الشيقة والمثيرة