أنباء اليوم
الثلاثاء 1 يوليو 2025 12:14 صـ 4 محرّم 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
العثور على جثة الطفلة التونسية «مريم» بعد 3 أيام بحث عمرو أديب: رجل أعمال يتبرع بـ 38 مليون لأسر شهداء حادث المنوفية العمل والتضامن الاجتماعي تنهيان إجراءات صرف وتسليم التعويضات لضحايا ومصابي حادث طريق أشمون عاجل.. العثور على جثمان الصغيرة مريم التونسية في البحر عاجل : الأهلي يقرر عدم التفريط في مهاجم الفريق وسام أبوعلي غدا.. بدء صرف المعاشات بالزيادة الجديدة بنسبة 15% عبدالله الزيات يهنئ الكاتبة أمل السحاري لــ إصدار رواية مقطوعة الشؤم عاجل| الرئيس السيسي يستقبل مساء اليوم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني عائله الشيخ شعبان الصياد تهدي مقتنياته للجناح المخصص له في متحف القرآن الكريم وزير التموين: تخفيضات 10% عدد من السلع الأساسية بالمجمعات الاستهلاكية بمناسبة ”30 يونيو” يوفنتوس يعتزم التعاقد مع البرازيلي إندريك من ريال مدريد ”عجيبة للبترول”: كشف جديد بالصحراء الغربية بإنتاج 2500 برميل يوميا

رفقا بالقوارير أيها الرجال

كتبت د- نجاة عقيل

عندما يتم تناول موضوع عن حقوق المرأة أو مناهضة العنف ضد المرأة أو تناول حادثة تحرش أو اغتصاب نسمع سيل من التعليقات من الرجال ضد النساء وكأنهن أعداء أو شياطين, فنقول مهلاً أيها الرجال رفقا بالقوارير.
هذه ليست كلماتي إنها وصية الرسول صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حديثه عندما كانَ الرَسولُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، وكانَ معهُ غُلَامٌ له أسْوَدُ يُقَالُ له أنْجَشَةُ، يَحْدُو، فَقَالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ويْحَكَ يا أنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بالقَوَارِيرِ".
وللأسف نجد من يتطاول بجهل على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالكثير من الأمثال الشعبية التي ظلمت المرأة؟ ومنها:" إكسر للبنت ضلع يطلع لها اربع وعشرون "
"ربنا يقصف رقابهم ويخلصنا منهم!!!!!

الواحد كره نفسه في البيت والشارع والشعل!!!

ارحمونا من النسوان ياعالم ياهو!!!!!! "

هل يعقل ان نسمع من مجتمع به نسبة كبيرة من المثقفين والمتعلمين كل هذا التحامل والتجني على المرأة شريكته في الحياة والمجتمع ,وكأن المجتمع خُلق للرجال فقط ,
ونسوا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13 ).
لقد أوصى الرسول فى خطبته فى حجة الوداع رجال الأمة الإسلامية الي يوم القيامة بقوله«استوصُوا بالنساءِ خيراً؛ فإنهن عندَكم عَوانٌ؛ ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك» في وصية النبي صلى الله عليه وسلم الأخيرة قبيل انتقاله إلى الرفيق الأعلى حيث قال: «أيها النَّاس، اتَّقوا الله في النِّساء، اتقوا الله في النِّساء، أوصيكم بالنساء خيرًا .
الم يقرأ بعض المثقفين قول المستشرق أندريه سرفيه في كتابه (الإسلام ونفسية المسلمين) من أراد أن يتحقق من عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء”..
رفقا بالقوارير يارجال الم تعلموا أن القارورة المصنوعة من الزجاج لا بد من التعامل معها برفق ولين حتي لاتنكسر وما أكثر من الكلمات الجارحة والاهانات المتعمدة التى تفقدا لمرأة انسانيتها,فالمرأة إنسانة ذات مشاعر قد تسعدها الإبتسامة واليد الحانية والكلمات الرقيقة , فالمال لايعيد كرامة إمرأة اذا أُهينت وانُتهكت حقوقها.
.ولهذا، أوصانا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بحسن معاملة المرأة ,فهل حاولت أيها الرجل الكريم عندما تعامل المرأة سواء أم أو اخت ابنة اوزوجه أن تقتدى بمعاملة الرسول صلي الله عليه وسلم للنساء "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي". وقال كذلك "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم " و في حديث آخر عن النبى صلى الله عليه وسلم " «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا»

نجد في مجمل وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم التى اوصى بها والتي تتضمنت حماية المرأة من الأذى الجسدي أو المعنوي, ورغم ذلك نجد كثيرا من قصص العنف ضد المرأة وتلال من القضايا التي تتكدس بها محاكم الاسرة ,وهذا يعكس ان وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم لم تَفعل على أرض الواقع .
لذا , أيها الرجل الفاضل هل قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ليبين أنهن يُماثِلن الرجال في القدر والمكانة ولا ينتقص منهن أبدًا كونُهنَّ نساء، بل إن امرنا الله تبارك وتعالى بحسن معاملتهن ومعاشرتهن كما في قوله تعالي : "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
وحذرنا الرسول الله من كراهية النساء مهما صدر منهن من سوء تصرف أوخُلق فيقول: "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"، أي لا يبغض الرجل المرأة.
وبالرغم من ذلك فمازال البعض فى المجتمع، يقسو على القوارير و ينال من حقوقهن مازلن النساء يتعرضن للعنف كبارا وصغارا و احيانا يعاقبن بأنوثتهن بالحرمان من حقهن فى التعليم والميراث عن عمد و بدون وجه حق ,وبالرغم من ترسانة القوانين التي شُرعت من أجل حماية المرأة وكثرة الحملات التى تناهض العنف و الجمعيات التي تهتم بقضايا المرأة وتطالب بحقوقهن. مازال الانتهاك لحقوقهن مستمرا فرفقا بالقوارير أيها الرجال .
.