أنباء اليوم
الأحد 15 يونيو 2025 10:59 صـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
التعادل السلبي يحسم مباراة الأهلي وإنتر ميامي بكأس العالم للأندية نقل إمام عاشور للمستشفى للإطمئنان على إصابته السلطات الأردنية تجدد تحذيراتها بشأن الاقتراب من مواقع سقوط الصواريخ والمسيرات عاجل| الحرس الثوري الإيراني: شن الموجة الثالثة من العمليات الصاروخية والطائرات المسيرة على إسرائيل عبد الجواد يشعل حماس شباب الدلتا في أضخم تجمع شبابي لمستقبل وطن بحضور رئيس الحزب ووزيري الشباب والشئون النيابية ومحافظ الإسكندرية تشكيل الأهلى لمواجهة إنتر ميامي في افتتاح كأس العالم للأندية العلى و الشاعر بمطعم الحبايب وزير قطاع الأعمال العام في زيارة مفاجئة لشركتي ”العربية” و”ممفيس” للأدوية لمتابعة سير العمل والإنتاج محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق الواحات تحديداً في تقاطعه مع طريق زويل وزير الإسكان يتابع مع محافظ كفر الشيخ سير العمل بمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يوضح حقيقة ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي بشأن تأثر مصر بأي تسريبات إشعاعي الرئيس السيسي يتلقي اتصالًا هاتفيًا من نظيره التركي

”نوستالجيا ذات العشرين.”

بقلم- مودّة ناصر
ما بين الوقوفِ على الأطلال والتأهب لأعتابٍ جديدةٍ تجدُني.
في مكتبتي رُكنٌ أسميتُه "ركن الذكريات"، اتطلعُ إليه من حينٍ لآخر بلا وقتٍ مُحدد، حينما تناديني الطفلةُ التي بداخلي، يسوقني قلبي إليه على إثرِ قبسٍ من الحنين. الذكرى مهيبةٌ دائمًا، لها بريقٌ من السِّر يطوي بداخله الكثير.
أشعرُ وكأني جُبٌ من الذكرى ذو جمالٍ يُوسوفيٍ لا يُعاد، بنقصِ الأيام مِن عمري تزدادُ غياهبُ الجُبِّ احتضانًا. الجبُّ عميقٌ، لا يدركهُ إلا صاحبه التائه فيه -أحيانًا-. بالذكرياتِ نحتضنُ بعضنا بعضًا دونَ علمٍ، أو لِقاء. إنها قُدسيّةُ الذكرى المُنعَّم بها أصحابها المُعذبون.
مازالتُ أحتفظُ بإمضاءِ والدي وعباراتهِ الجميلة على أولِ صفحةٍ لكتابِ اللغةِ العربية بتاريخ ٢٠ ابريل٢٠١٧.
ومازالت ورقةُ الأدعيةِ والاستغفار التي أهدتها لي صديقتي "التي فُقد أثرها" معي. الدبدوب الأبيضُ، ورسالةُ الاعتذار اللطيفة، أهدتهم صديقتي لي بعد درسِ العلومِ عوضًا عن جدالٍ طفوليّ مازالوا هنا. ربما هي لا تذكر لكنني أذكر.
خط رفيقتي لم يتغير على مرِّ السنين، مازالت كل بطاقاتِ التهنئة التي تهديها لي يوم ميلادي تحملُ الخط ذاته، والحبَّ أيضًا.
في حصةِ الهندسة منذ سبع سنواتٍ أهدتني صديقةٌ ورقةً صغيرة، تُثني فيها على موهبتي وتتنبأُ لي بمستقبلٍ مُبدع، آخرها عبارةٌ تقول "أرجوكِ احتفظي بيها، أنا بحبك جدًا."
يا ندى لقد حفظتُ رجاءكِ، لكن أفتقدكِ الآن.
الرسومات الطفولية على ورقِ المربعات بألوانها البهيّة، كانت ترسمها لي رحمة أخت صديقتي الجميلة، تكتبُ فوقها اسمي وتُهديها لي، مازالت معي.
والكثيرُ والكثير، يمضي منّا ولا نمضي منه، يمضي فينا، ونمضي فيه.
أحب ذكرياتي كافةً، بجمالها اليوسوفيّ وشوقي اليعقوبيُّ إليها، أحبُ لطف اللهِ الخفيّ وكأن الأيام الخوالي قميصُ يوسف؛ أستشعر أثرهُ ولا أراه. يُدثرني الحنينُ دائمًا ويحمل دفئًا ذا جمالٍ حزين.
السنينُ تمضي، ولا أُحسِنُ توديعها أو استقبال أختها.
لم أنتهِ من التلويحِ لطفولتي بعد، ألعابي مازالت هنا ببريقها في عيني.
العِقد الثالثُ يحمِلُ لؤلؤاتٍ فريدةً جدًا، مصيريةً -غالبًا-. لتنفرط لؤلؤاتُه بعونِ الله ورعايته، اللهم لا شتاتًا أبدًا. اللهمَّ عمرًا مزهرًا تليهِ الجنّة.
نوستالجيا ذات العشرين قابلةٌ للتجدد، ومازالت تحملُ بداخلها ما لم ينتهي بعد.