ماهي أسباب خروج منتخب مصر من بطولة كأس الأمم الإفريقية ؟

-
كتبت_انتصار الجلاد
أزمة عمرو وردة كشفت سوءات اتحاد الكرة في الإدارة وكان يجب اتخاذ قرار تربوي صارم وعدم التراجع عنه تحت أي ظرف من الظروف، كما حدث مع أحمد حسام ميدو في بطولة 2006 بعد اعتراضه على الخروج من الملعب، رغم أنه كان نجما لامعا في صفوف المنتخب المصري، على عكس عمرو وردة الضعيف من الناحيتين الفنية والبدنية."
فقد خرج المنتخب المصري من بطولة كأس الأمم الأفريقية من دور الستة عشر بعد الخسارة أمام جنوب أفريقيا بهدف دون رد.
ولم تقدم مصر أداء مقنعا في البطولة، رغم تصدرها لمجموعتها والفوز في المباريات الثلاث، وعدم استقبالها أي هدف في دور المجموعات، قبل أن تودع المسابقة في أول مباراة بالأدوار الإقصائية.
وجاءت ردود الفعل غاضبة للغاية من الشارع المصري، الذي كان يُمني النفس بالحصول على اللقب، خاصة وأن البطولة تقام على أرض مصر، التي تقدمت لتنظيم البطولة قبل انطلاقها ببضعة أشهر بعد سحب حق التنظيم من الكاميرون لعدم استعدادها بصورة جيدة.
ونجحت مصر في تجديد الملاعب الستة التي تستضيف مباريات البطولة ونظمت حفل افتتاح رائع حظى بإشادة الجميع، وبالتالي جاء هذا الخروج المبكر بمثابة صدمة كبيرة للمصريين، وجاءت ردود الفعل سريعة وقوية، إذ أعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة، استقالته هو وجميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد.
كما أقيل خافير أجيري، الذي تشير تقارير إلى أنه كان الأعلى أجرا بين جميع مدربي منتخبات البطولة، من منصبه بعد دقائق من خسارة مصر أمام جنوب أفريقيا. لكن ما أسباب هذا الخروج المبكر للمنتخب المصري من البطولة التي يحمل الرقم القياسي للفوز بلقبها؟
تعرض الجهاز الفني لمنتخب مصر للعديد من الانتقادات حتى قبل انطلاق البطولة، بسبب اختيارات اللاعبين، وعدم ضم العديد من الأسماء البارزة في كرة القدم المصرية، مثل لاعبي الأهلي رمضان صبحي وعمرو السولية ومحمد هاني، ولاعبي الزمالك محمود كهرباء وعبد الله جمعة، والاستعانة بلاعبين لم يقدموا المردود الجيد مع المنتخب الوطني خلال الفترة السابقة مثل أحمد حسن كوكا.
وقد أعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة، استقالته هو وجميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد بعد خروج مصر من البطولة، في ظل انتقادات لمسؤولي الاتحاد في العديد من الأمور.
قرر الاتحاد المصري لكرة القدم استبعاد اللاعب عمرو وردة، المحترف في صفوف نادي أتروميتوس اليوناني، من تشكيلة الفريق على خلفية انتشار مقطع فيديو "غير أخلاقي" يقال إنه يخص اللاعب خلال حوار مع فتاة مكسيكية نشرت محادثة بينهما على موقع "تويتر"، وهو ما نفاه اللاعب، وقال إنه مقطع "مفبرك".
وقال الاتحاد المصري إنه اتخذ هذا القرار "للحفاظ على الانضباط والالتزام والتركيز في الفريق"، قبل أن يتراجع ويعفو عن اللاعب ويعلن أن العقوبة ستقتصر على حرمانه من المشاركة في مباريات الدور الأول، وسط حديث عن أن بعض لاعبي المنتخب المصري قد ضغطوا على مسؤولي الاتحاد من أجل العفو عن اللاعب.
وبالفعل شارك وردة في جزء من المباراة التي خسرتها مصر أمام جنوب أفريقيا.
وتفاعل محمد صلاح مع الأزمة، ونشر تدوينة باللغة الانجليزية عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر قال فيها: "أعتقد أن الكثيرين ممن يرتكبون أخطاء يمكن أن يتغيروا إلى الأفضل ويجب ألا يتم إرسالهم إلى المقصلة، فهذه هي الطريقة الأسهل لإنهاء الأزمة." وتعرض صلاح للعديد من الانتقادات بسبب موقفه الذي رآه البعض داعما لوردة.
تعرض أجيري لانتقادات لاذعة بسبب إدارته للمباريات وإصراره على الدفع ببعض اللاعبين رغم تراجع مستواهم بشكل واضح.
فالإدارة الفنية للمباريات كانت سيئة للغاية، ولم يكن المدير الفني يتحرك أو يجري تغييرات وفقا لأحداث المباريات، كما لم يقم بأي تغيير في خطة اللعب وفقا لظروف المباراة أو الطريقة التي يلعب بها الفريق المنافس".
كما كان أجيري مُصرا على الدفع بعبد الله السعيد ومحمد النني رغم تراجع مستواهما بشكل ملحوظ للجميع، وهو ما يثير العديد من التساؤلات. لم نكن نشعر بأن أجيري يدرس الفرق المنافسة ويضع الخطة بناء على ذلك، لكنه كان يدفع بنفس اللاعبين
سيطرت مصر على القارة السمراء وفازت بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 بفضل امتلاكها لمجموعة من اللاعبين الرائعين مثل محمد أبو تريكة وعصام الحضري وأحمد حسن ومحمد زيدان وعمرو ذكي ووائل جمعة وأحمد فتحي.
لكن الجيل الحالي لا يضم الكثير من الأسماء البارزة، وهو ما جعل نجم المنتخب السابق وائل جمعة يقول في تصريحات صحفية عقب خروج مصر من البطولة إن الجيل الحالي لمنتخب الفراعنة لا يستطيع تقديم أفضل من ذلك، لأنه "من غير المنطقي أن نعتمد على لاعب أو اثنين فقط".
وتعرض لاعبو المنتخب المصري لانتقادات شديدة بعد الخروج من البطولة، باستثناء حارس المرمى محمد الشناوي الذي فاز بلقب أفضل حارس مرمى في الدور الأول للبطولة، ولاعب خط الوسط طارق حامد الذي بذل مجهودا كبيرا رحب به الجميع.

