حافظ إبراهيم شاعر النيل وصوت الشعب العربي

يُعد حافظ إبراهيم أحد أبرز أعمدة الشعر العربي الحديث، ولقبه صديقه أحمد شوقي بـ«شاعر النيل»، كما عُرف أيضًا بلقب شاعر الشعب نظرًا لتقارب شعره مع هموم المواطن البسيط، على عكس شوقي شاعر القصر.
امتاز تاريخ حافظ إبراهيم الأدبي بالثراء والإنتاجية، فقد ترك ديوانًا زاخرًا بالقصائد الوطنية والاجتماعية والإنسانية، تعكس وعيه بالقضايا العربية ومواقفه الوطنية. ومن أبرز أعماله قصيدته في مدح الفاروق عمر بن الخطاب والمعروفة باسم القصيدة العمرية ، وقصيدته الخالدة «مصر تتحدث عن نفسها» التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، فضلًا عن قصيدته الشهيرة في الدفاع عن اللغة العربية والحفاظ على هويتها الثقافية وقام برثاء رب السيف والقلم محمود سامي باشا البارودي.
كما ساهم حافظ إبراهيم في الترجمة الأدبية، أبرزها ترجمته لرواية «البؤساء» لفيكتور هوجو إلى العربية، ما يعكس سعيه لنقل الفكر العالمي إلى القارئ العربي وإثراء الأدب العربي بالمعارف الأجنبية.
و يُنظر إلى شعره ليس فقط كنتاج أدبي، بل كوثيقة ثقافية حية تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر والعالم العربي في عصره. فقد جمع بين الوطنية والإنسانية، بين النقد الاجتماعي والمديح، وكان صوته حاضرًا في كل محفل أدبي وسياسي في زمانه.
وأشارت سلمى أحمد، الباحثة في التراث المصري، أن «حافظ إبراهيم كان رمزًا للالتزام بالقيم الأدبية والوطنية، وأن تاريخ إنتاجه الأدبي يشكل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي العربي، فهو شاعر يعبّر عن وجدان الأمة و يُسجل أحداث زمانه بقوة فنية لا مثيل لها وأن مقبرته بالسيدة نفيسة هي جزء من تراث مصر الوطني وتتكون من قبة تحمل نقوشا ولوحة رخامية تحمل اسم شاعر النيل وتركيبة حجرية ».

