أنباء اليوم
 أنباء اليوم

تعرف علي الرموز الوطنية في مقابر الخالدين

تامر المنشاوي -

في مقابر الخالدين، لا تصطف القبور في صمت، بل تتجاور السير والرموز، حيث يرقد أعلام الفكر والسياسة والعلم والمجتمع، تاركين خلفهم شواهد تحكي فصولًا من تاريخ مصر والمنطقة. ومن بين هذه الأسماء البارزة تبرز شخصيات كان لها أثر عميق في مسيرة الوطن.

أحمد شوقي، أمير الشعراء، وصوت الوجدان العربي، الذي صاغ بكلماته هوية ثقافية خالدة، وجعل من الشعر سجلًا للأمة وتاريخها.

محمود باشا الفلكي، العالم الجليل ورائد علم الفلك ، والجغرافي الذي حافظ علي هوية الآثار الغارقة في الإسكندرية وكان له مسجد في الامام الشافعي وعائشة هانم صديقة، من سيدات المجتمع البارزات، ارتبط اسمها بالأعمال الخيرية ودعم الثقافة في عصرها و إسماعيل باشا سليم، أحد رجال الدولة البارزين وناظر الجهادية في عصر سعيد باشا ، ويمثل شاهد قبره مرحلة مهمة من تاريخ الإدارة المصرية خلال عصر أسرة محمد علي باشا.

كلزار هانم، شخصية نسائية تنتمي لطبقة النخبة، وتعكس مقبرتها مكانة المرأة في المجتمع الأرستقراطي آنذاك وزوجها حسين باشا وله شاهد معروض .

حقي الأعظم، رئيس وزراء سوريا الأسبق، ورمز من رموز الحياة السياسية في المشرق العربي وشاهد وتركيبة اللواء محمد وفقي باشا، أحد قادة المؤسسة العسكرية، وشاهد على مرحلة دقيقة من تاريخ الجيش المصري و جميل بك ثابت، القاضي بمحكمة مصر المختلطة، والذي جسّد دور القضاء في ترسيخ العدالة خلال فترة التحولات القانونية الكبرى.

علي بك رضا يكن، من عائلة يكن الشهيرة، وأحد رموز الإدارة والسياسة في العصر الحديث و زهرة هانم فاضل، شخصية اجتماعية بارزة، ارتبط اسمها بالأسرة الفاضلية ذات التأثير السياسي والثقافي.

برلنتي العظم السورية، تنتمي لأسرة العظم العريقة، وتعكس مقبرتها عمق الروابط التاريخية بين مصر وبلاد الشام.

هذه الشواهد لا تمثل مجرد قبور، بل هي صفحات حجرية من تاريخ الأمة، تؤكد أن مقابر الخالدين ليست مكانًا للغياب، بل فضاءً للذاكرة، وحفاظًا على رموز لا تزال حاضرة في وجدان الوطن.