السفير محمد العرابي يقود تحركًا دبلوماسيًا شعبيًا لتعزيز شراكات الجنوب مع سفراء أمريكا اللاتينية

في إطار رسالتها التاريخية لتعزيز التقارب بين شعوب الجنوب وترسيخ قيم التضامن والتعاون الدولي، استقبلت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، برئاسة معالي السفير محمد العرابي، وزير خارجية جمهورية مصر العربية الأسبق، عددًا من سفراء دول أمريكا اللاتينية المعتمدين لدى القاهرة، في اجتماع رفيع المستوى بمقر المنظمة. وشارك في اللقاء المستشار عصام شيحة والدكتور عادل المسلماني، نائبا رئيس المنظمة، إلى جانب نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية.
وأكد السفير العرابي، في مستهل اللقاء، أن هذا الاجتماع يشكل محطة مهمة في مسار تعزيز الدبلوماسية الشعبية التي تُعد أحد الأعمدة الرئيسة لعمل المنظمة منذ تأسيسها عام 1957، مستعرضًا دور المنظمة التاريخي في دعم حركات التحرر الوطني وتعزيز التضامن بين الشعوب في مواجهة الاستعمار والهيمنة.
وأشار إلى أن الظروف الدولية الراهنة، بما فيها الأزمات الاقتصادية، والتحديات الأمنية، والتغيرات المناخية المتسارعة، تعيد إحياء أهمية التعاون بين دول الجنوب – جنوب، ليس كشعار سياسي فقط، بل كضرورة استراتيجية لتعزيز القدرة على الصمود وتحقيق التنمية المستقلة وبناء شراكات متوازنة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وأوضح السفير العرابي أن المنظمة تؤمن بأن الدبلوماسية الشعبية تكمل الدبلوماسية الرسمية، وتضطلع بدور فاعل في بناء جسور الثقة بين المجتمعات من خلال التفاعل الثقافي والتعاون الأكاديمي والشراكات الاقتصادية والمبادرات التنموية المشتركة. وأضاف أن المنظمة تركز على مشروعات الطاقة النظيفة، بما فيها الهيدروجين الأخضر، كمسار واعد لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين شعوب الجنوب.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يعد نقطة انطلاق لسلسلة من الفعاليات المشتركة، داعيًا إلى إنشاء لجان عمل متخصصة لتحويل الأفكار إلى برامج عملية ومشروعات ملموسة، مؤكّدًا استعداد المنظمة الكامل لاستضافة الأنشطة الثقافية والتنموية والحوارية بما يخدم مصالح شعوب القارات الثلاث ويعزز حضورها على الساحة الدولية.
من جانبهم، أعرب سفراء أمريكا اللاتينية عن تقديرهم لحفاوة الاستقبال، مشيدين بالدور المحوري الذي تضطلع به المنظمة في تعزيز الحوار والتقارب بين الشعوب، مؤكدين حرص بلدانهم على توسيع مجالات التعاون ودعم المبادرات التي تسهم في تعزيز السلام والتنمية وتوطيد العلاقات بين شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وشدد الوفد على أهمية تحويل هذه اللقاءات إلى برامج عمل فعلية ترتكز على شراكات حقيقية بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجالس البرلمانية، بما يعزز التفاهم والتعاون بين الدول المشاركة.
وأكد سعادة سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى مصر، السيد ويلمر أومار بارينتوس، أهمية التعاون مع المنظمة في مجالات الثقافة والتجارة والتعاون الاقتصادي بين دول الجنوب، مشيرًا إلى التزام بلاده بنقل أهداف ومخرجات هذا اللقاء إلى الجهات المعنية في فنزويلا.
كما أعرب سعادة سفير جمهورية البرازيل الاتحادية، السيد باولينو نيتو، عن تقديره للدور الحيوي للمنظمة في دعم مبادرات التنمية المشتركة، مؤكدًا استعداد البرازيل لتوسيع التعاون بين دول الجنوب بما يعزز التنمية المستدامة ويشجع على الحوار والتبادل الثقافي والاقتصادي.
ونقل سعادة سفير جمهورية كوبا، السيد ألكسندر بييسير، تعازيه في وفاة رئيس جمعية الصداقة المصرية – أمريكا اللاتينية، مستعرضًا تجربة بلاده الطويلة في التضامن الشعبي، مشددًا على أهمية تطوير روابط مؤسسية متينة مع المنظمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين شعوب القارات الثلاث.
وأبدى ممثلو كل من بوليفيا وكولومبيا وبنما وجواتيمالا استعداد بلدانهم لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي مع المنظمة، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات تمثل منصة حيوية لدعم الحوار والتعاون بين مختلف الدول والمجتمعات في الجنوب العالمي، وتساعد على مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق مصالح الشعوب.
وأكد الأستاذ نزار الخالد، مساعد رئيس المنظمة للشؤون الإعلامية والثقافية والعلاقات، أن زياراته لدول أمريكا اللاتينية أظهرت رغبة حقيقية لدى منظمات المجتمع المدني في التعاون مع المنظمة، مشددًا على أهمية استمرار هذه اللقاءات لتوسيع أطر التعاون المشترك وتحويل الأفكار إلى مشاريع عملية ملموسة.
وفي ختام اللقاء، جددت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، بقيادة السفير محمد العرابي، التزامها بخدمة شعوب الجنوب وتعزيز التضامن بينها، والعمل على تحويل هذا اللقاء وغيره من المبادرات المستقبلية إلى منصة دائمة للحوار والتعاون، مؤكدًا أهمية متابعة تنفيذ التوصيات وتكثيف العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء جسور التفاهم بين شعوب الجنوب.
وشهد اللقاء تسليم السفير محمد العرابي درعًا يحمل شعار المنظمة لسفراء دول أمريكا اللاتينية.

