أنباء اليوم
 أنباء اليوم

صلاح ذو الفقار فارس السينما المصرية في ذكرى رحيله

تامر المنشاوي -

تمر اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، أحد أبرز نجوم السينما المصرية الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الفن العربي. عرف ذو الفقار بموهبته الفذة وقدرته على أداء أدوار متنوعة بين الكوميديا، الرومانسية، والدراما الاجتماعية، ما جعله من أكثر الفنانين احترامًا وتقديرًا عبر أجيال مختلفة.

ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في 18 يناير 1926 في المحلة الكبرى لأبوين من القاهرة، وكان شغوفًا منذ الصغر بالرياضة والفن. بدأ حياته المهنية في أكاديمية الشرطة وتدرج حتى أصبح مقدمًا، كما شارك في أحداث وطنية بارزة، منها معركة الإسماعيلية عام 1952، ومقاومة العدوان الثلاثي 1956، حيث نال نوط الواجب العسكري من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لشجاعته الوطنية.

على الرغم من سجله العسكري المتميز، اقتحم صلاح ذو الفقار عالم الفن بموافقة استثنائية من وزارة الداخلية، وبدأ مسيرته السينمائية عام 1956 بفيلم عيون سهرانة. تميز بسرعة صعوده، وتوالت عليه الأفلام الناجحة مثل رد قلبي، جميلة، مال ونساء، ومراتي مدير عام، كما شكل ثنائيات ناجحة مع نجمات عصره، أبرزهن شادية.

لم يقتصر إبداعه على التمثيل فقط، بل امتد إلى الإنتاج السينمائي حيث أسس شركة إنتاج مع شقيقه عز الدين ذو الفقار، وقدم مجموعة من الأفلام التي نالت تقدير النقاد والجمهور على حد سواء، منها بين الأطلال والرجل الثاني. كما كانت له إسهامات في المسرح والتليفزيون، أبرزها مسلسلات عودة الروح وعائلة الأستاذ شلش، ما جعله فنانًا شاملاً لا يُنسى.

في حياته الشخصية، تزوج صلاح ذو الفقار أربع مرات، كان أبرزها زواجه من شادية، وقد أنجب منى وأحمد ذو الفقار اللذين لم يسلكا طريق الفن. عرف ذو الفقار بحسن تعامله واحترامه للزملاء، وبجهوده النقابية كممثل ووكيل لنقابة المهن التمثيلية، حيث ساهم في تطوير العمل النقابي ودعم زملاءه الفنانين.

بعد وفاته في 22 ديسمبر 1993 بالقاهرة عن عمر يناهز 67 عامًا بسبب نوبة قلبية، تم دفنه أولًا في مقابر الإمام الشافعي، حيث كانت تركيبة على شاهد قبره تحمل اسمه، قبل أن تُنقل رفاته لاحقًا إلى مقابر أكتوبر، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة محبيه.

يبقى صلاح ذو الفقار رمزًا للفن الراقي والموهبة المتجددة، وفنانًا جسّد بإبداعه عبقرية السينما المصرية وحرص على نقل قيم الوطنية والمهنية إلى الشاشة. ذكرى رحيله فرصة لتأمل إرثه الفني الذي سيظل حيًا في قلوب المشاهدين عبر الأجيال.