في الذكرى الـ117 لتأسيس الجامعة المصرية أحمد باشا المنشاوي ورحلة حلم النهضة

تحتفل مصر هذا العام بالذكرى الـ117 لتأسيس الجامعة المصرية، وهي مناسبة لتذكر جهود من كان لهم دور رائد في تحويل حلم التعليم العالي إلى واقع ملموس. من أبرز هؤلاء كان أحمد باشا المنشاوي، الذي أبدع في تصور فكرة الجامعة ومهد الطريق لإقامتها.
لطالما تواترت فكرة إنشاء جامعة مصرية بين الطلاب المبتعثين إلى أوروبا في عصر محمد علي وخلفائه، الذين عادوا حاملين معهم شغف العلم والثقافة، ومعرفة بمزايا الجامعات الأوروبية وعدد كلياتها المتنوعة وما تقدمه من علوم وفنون. إلا أن الحديث عن إنشاء جامعة في مصر ظل لفترة طويلة مجرد أحلام وأماني.
وفي هذا السياق، تميز أحمد باشا المنشاوي بفكرة جريئة وفردية، إذ أعلن في أواخر حياته رغبته في إنشاء جامعة على نفقته الخاصة في منطقتي باسوس وأبي غيط، باحثًا مع كبار العلماء مثل الأستاذ الشيخ محمد عبده عن النفقات الأولية والسنوية، وسبل استقدام المعلمين والأدوات التعليمية. وكان مشروع الجامعة يشغل باله ويستحوذ على أحاديثه اليومية.
رغم وفاته التي سبقت تحقيق حلمه، لم تمت الفكرة، بل أصبحت حافزًا للمثقفين والسياسيين الذين دعوا إلى التعاون الجماعي لإقامة الجامعة بأموال الأفراد، معتبرين ذلك دليلًا على نهضة الأمة وتقدمها العلمي والأخلاقي.
اليوم، في الذكرى الـ117 لتأسيس الجامعة المصرية، نحتفل برؤية أحمد باشا المنشاوي، وبشغف الأجيال التي نقلت حلم التعليم العالي من فكرة إلى صرح علمي يستفيد منه المصريون على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم، في خطوة رائدة نحو النهضة الحقيقية.

