أنباء اليوم
 أنباء اليوم

باحثة تتحدث عن تراث الإمام الشافعي والسيدة نفيسة قراءة في تاريخنا الوطني

تامر المنشاوي -

تمثل جبانة الإمام الشافعي ومنطقة السيدة نفيسة أحد أهم مواقع الذاكرة التاريخية في القاهرة، لما تضمه من أضرحة آل البيت و الأولياء، إلى جانب مقابر رموز العلم والدولة والفكر، في نطاق مكاني واحد يعكس عمق التاريخ المصري وتنوع مكوناته الدينية والوطنية.

و تصرح الباحثة سلمي أحمد، المتخصصة في مجال التراث المصري، أن المنطقة تضم عددًا كبيرًا من المعالم الجنائزية ذات القيمة التاريخية والروحية، من بينها ضريح السيدة جوهرة، كاتمة أسرار السيدة نفيسة، والذي يمثل أحد الشواهد المهمة المرتبطة بالسيرة الروحية للسيدة نفيسة. كما تشير إلى وجود مقبرة مغربي، القائمة منذ أكثر من مئتي عام بباب الصحراء، والتي تعكس استمرارية الوجود العائلي والإنساني في المنطقة عبر أجيال متعاقبة.

وتوضح سلمي أحمد أن نطاق الإمام الشافعي والسيدة نفيسة يضم كذلك مقامات و مبانٍ دينية أخرى مثل سيدي موافي الدين و رباط أم العادل، والتي كان لها دور ديني واجتماعي واضح، حيث ارتبطت بالعبادة والتعليم و الإيواء، بما يعكس طبيعة المنطقة كمجال حي للحياة الروحية والاجتماعية.

وتضيف الباحثة أن الجبانة في الأمام الشافعي تضم أيضًا مقابر عدد من الشخصيات البارزة في التاريخ المصري، من بينهم محمد راتب باشا ومحمد فاضل باشا الدرمالي، وقبر إبراهيم بك الهلباوي أول نقيب للمحامين في مصر، إلى جانب قبور علماء مثل الإمام ورش والإمام وكيع، فضلًا عن شخصيات ثقافية وأرستقراطية مثل الأمير يوسف كمال، والأمير التركي المصري مصطفى منير أدهم، ومحمود سامي البارودي.

وتؤكد سلمي أحمد في ختام تصريحها أن هذا التنوع في الشخصيات والمعالم داخل نطاق واحد يجعل من منطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة خريطة متكاملة للذاكرة الوطنية المصرية، حيث تتجاور المقامات الدينية مع قبور العلماء ورجال الدولة والمثقفين، وهو ما يستدعي التعامل مع هذه المنطقة باعتبارها تراثًا وطنيًا متكاملًا يحتاج إلى التوثيق والحماية والدراسة العلمية المستمرة ووضعها علي الخريطة السياحية.