ثقافة بورسعيد تحتفي باليوم العالمي للغة العربية وتناقش ”حكايات فريد” ضمن فعالياتها الأدبية

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من الفعاليات الثقافية والأدبية بفرع ثقافة بورسعيد، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ودعم الحركة الأدبية، خاصة في مجال أدب الطفل.
في هذا السياق، نظم بيت ثقافة أم خلف جنوب بورسعيد حلقة نقاشية بعنوان "اللغة العربية.. هوية أمة ولسان حضارة"، أدارتها سمية حسن، واستهدفت فئة الطلائع والنشء، حيث تناولت خلالها مكانة اللغة العربية بوصفها إحدى أعرق لغات العالم وأكثرها ثراء، كونها لغة القرآن الكريم ولسان الحضارة الإسلامية، وأداة التعبير عن هوية أمة امتد عطاؤها عبر القرون.
وأوضحت حسن أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، يأتي تأكيدا على مكانة اللغة العربية ودعوة متجددة للاعتزاز بها والحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة، مشيرة إلى أن اللغة العربية لم تكن يوما مجرد وسيلة للتخاطب، بل وعاء للعلم والمعرفة، كُتبت بها مؤلفات في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة، وأسهمت في نقل العلوم إلى الحضارات الأخرى، فضلا عما تتميز به من جمال لغوي وقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بأسلوب مؤثر.
وفي إطار متصل، نظم فرع ثقافة بورسعيد، لقاء أدبيا لمناقشة كتاب "حكايات فريد" للكاتبة أريج السيد زرد، الفائز بجائزة النشر الإقليمي، والصادر ضمن إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين من أبناء بورسعيد.
أدار الندوة الكاتب والأديب أسامة كمال، بمشاركة القاص صلاح عساف، والناقد السيد زرد، حيث أشار مدير الندوة في مستهل اللقاء إلى أن الكاتبة، رغم وجودها في بدايات عقدها الثالث، تمتلك تجربة راسخة في الكتابة للطفل تعود إلى عام 2011، مؤكدا أن الاكتشاف المبكر للذات نادر، وأن تجربة أريج زرد تمثل استثناء لافتا.
واستعرض أسامة كمال موقفا جمعه بالكاتبة في طفولتها، مشيرا إلى ملامح القيادة والخيال التي ظهرت مبكرا في شخصيتها، والتي انعكست لاحقا في تجربتها الأدبية، وصولا إلى هذه المجموعة المتميزة "حكايات فريد" التي صدرت بغلاف فني للفنان فريد ناحي.
من جهته، أعرب القاص صلاح عساف عن إعجابه بفكرة الكتاب، مشيرا إلى خصوصية التجربة التي تعتمد على السيناريو القصصي المصور دون مصاحبة الرسوم، ما يفتح مساحة أوسع للتخيل لدى القارئ، وتوقف عند قصة "فريد خفيف الظل" بوصفها نموذجا دالا على خيال العمل وفرادته.
وفي مداخلة حملت بعدا نقديا وإنسانيا، تحدث الناقد السيد زرد عن الكتاب، مشيرا إلى أهمية فن الكوميكس بوصفه "الفن التاسع"، مؤكدا أن الرسام شريك أصيل في العمل الإبداعي، ومشيرا إلى خصوصية الفنان الذي ارتبط بالمجموعة، والتي نُشرت مسلسلة في مجلة "نور".
وفي ختام الندوة، استعرضت الكاتبة أريج زرد رحلتها مع الكتابة للطفل، منذ نشر أول أعمالها في مجلة العربي الصغير الكويتية، مرورا بتجاربها في مجلات ماجد وقطر الندى ونور، فضلا عن مشروعاتها الثقافية والفنية الموجهة للأطفال، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومبادراتها المدعومة محليا ودوليا في مجال دمج الأطفال عبر الفنون.
يذكر أن كتاب "حكايات فريد" صدر ضمن إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال مسابقة النشر الإقليمي لعام 2025، ويضم مجموعة من السيناريوهات الموجهة للأطفال من الفئة العمرية 8 إلى 12 عاما.
وجاءت هذه الفعاليات ضمن برامج الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، وبإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة د. شعيب خلف، ومن خلال فرع ثقافة بورسعيد بإدارة وسام العزوني.

