أنباء اليوم
 أنباء اليوم

معركه النفس

محمد فاروق -

قد يواجه أحدنا مشكلة عظيمة تؤرق منامه وتنغص عليه حياته يشعر معها وكأن العالم جثم على صدره ولا يستطيع الفكاك من تلك الغمة ويشعر أنَّ الكون قد أظلم من حوله وفي نفسه ولا يوجد بصيص أمل في شعاع من نور يفرِّج عنه ما هو فيه.
الإستسلام والضعف والخنوع في هذه الحالة يعني الهزيمة المريرة التي ربما تكون الهالكة، وفي ظل هذه الظروف القاسية والنفس المحبطة والعزيمة المتهالكة لا ناصر إلا الله فهو وحده القادر ومشيئته الغالبة ولكن الله سبحانه وتعالى قد حدد شروط وأدوات للنصر في مثل هذه المعارك وعلى الرغم من قدرة الله سبحانه وتعالى الذي يقول للشيء كن فيكون إلا أنه أمرنا أن نأخذ بأسباب النصر حتى يتحقق موعود الله في الإنتصار، ولعل السبب الأول من أسباب النصر يأتي في قوله تعالى " إن تنصروا الله ينصركم " فلكي ينصرك الله على كل عقبات الحياة وغدراتها ومتقلباتها فيجب عليك أولاً أن يرى الله منك خيراً في نفسك وفي من حولك، فالحصول على رضا الله ليس مستحيلاً ولا صعباً ولكنه سهل ميسور لمن يسره الله له فما أيسر من أن تؤدي ما افترض الله عليك من عبادات ثم تستقم على ذلك ولا تؤذي نفسك ولا غيرك بأن تمسك عليك لسانك ويدك وأن تستزيد من الطاعات والعبادات والأذكار وأن تخالف نفسك والهوى والشيطان وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما حينها سينصرك الله على أعدائك وينجيك من كل مصاعب ومشاكل الحياة ويبدد أي وهم ويجنبك كل سوء ويرضى عنك ويرضيك في نفسك وأهلك وأحبابك.