أنباء اليوم
 أنباء اليوم

تمثال حم إيونو رمز السلطة والخلود في مصر القديمة

صورة توضيحية
تامر المنشاوي -


تمثال حم إيونو يمثل أحد أبرز رموز الدولة القديمة في مصر، وهو لوزير ورئيس كتّاب كان يشغل منصب المشرف على أعمال الملك خوفو في الأسرة الرابعة. اكتُشف التمثال في سرِّاداب مقبرة حم‑إيونو على هضبة الجيزة ضمن مشروع التنقيب عن مقابر النبلاء، ويعود تاريخ صناعته إلى حوالي 2550 قبل الميلاد. هذا التمثال اليوم معروض في متحف Roemer‑und Pelizaeus في هيلدسهيم، ألمانيا، ويُعدّ من أبرز القطع التي تبرز براعة النحت المصري القديم وارتباط الفن بالسلطة والخلود.

التمثال يصوّر حم إيونو جالسًا على قاعدة مربعة، بزي بسيط وكتفين مكشوفين، ويداه موضوعتان على فخذيه بطريقة تعكس التوازن والهيبة، مع تفاصيل دقيقة في تعابير الوجه والعضلات، ما يمنحه حضورًا حيًا رغم مرور أكثر من أربعة آلاف سنة على صناعته. هذا العمل ليس مجرد قطعة فنية، بل كان بمثابة مسكن للروح بعد الموت، وفقًا لمعتقدات المصريين القدماء، حيث يُمثّل التمثال الخلود والحفاظ على مكانة صاحبه في العالم الآخر، كما يؤكد دوره وقربه من السلطة الملكية عبر موقعه في مقبرة الأهرامات بالجيزة.

يتيح التمثال للباحثين والمهتمين فهم نظرة النخبة الحاكمة إلى السلطة والخلود، بينما يمنح الزائر العادي إدراكًا عميقًا أن الحضارة المصرية ليست مجرد أهرامات أو آثار حجرية، بل حياة بشرية كاملة عاشت وتخطط ونحتت صورها لتبقى شاهدة على تاريخها. عبر هذا التمثال، تتحدث مصر القديمة بأصوات الحجر والنحت والمعتقدات، لتذكرنا بأن الفن والسلطة والروح كان لها دائمًا مكان في قلب حضارتها، وأن الإبداع الفني كان وسيلة لتخليد حياة الأفراد وتوثيق أدوارهم في المجتمع المصري القديم.