أنباء اليوم
 أنباء اليوم

أرض النفاق

وفاء خروبة -

يُعرف الشخص ذو الوجهين بكونه منافق وخبيث؛ لأنه يقول في وجهك شيء ويقول لشخص آخر شيء مختلف تمامًا عنك، كما ويتظاهر باتباع الدين والأخلاق والإيمان وهو فى الحقيقة يتحلى بصفات سيئة، على العكس مما يقوله أو يظهره لنا، والنفاق ليست من صفات المؤمن وهي من أسوأ الصفات التي يتصف بها الشخص، إذ تفرق بين الناس، وتؤدي لنشوء الكراهية بينهم، الشخص ذي الوجهينن هوالنِفاق هو القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب مِنَ القول والاعتقاد. والمنافق تختلف سريرتُه عَنْ علانيته، وظاهره عن باطنه، ولهذا يصفهم الله عز وجل في كتابه بالكذب قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(المنافقون:1). فالاختلاف بين الظاهر والباطن، والسر والعلانية، مِنْ أخصِّ وأهم ما يميز المنافقين، قال الله تعالى عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}(البقرة:10:8)، قال الطبري: "أجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم مِن أهل النفاق، وأن هذه الصفة صفتهم". وقال ابن كثير: "النفاق: هو إظهار الخير، وإسرار الشرّ، وهو أنواع: اعتقاديٌّ، وهو الذي يخلّد صاحبه في النار، وعمليٌّ وهو أكبر من الذنوب، قال ابن جُريج: المنافق يخالف قولُه فِعْلَه، وسرّه علانيته، وَمَدْخَلُه مَخْرَجَه، وَمَشْهَدُه مَغِيبه". وقال الإمام ابن العربي: "النفاق هو إظهار القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد". وقال ابن حجر: "والنفاق لغة مخالفة الباطن للظاهر، فإن كان في اعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر، وإلا فهو نفاق العمل، ويدخل فيه الفعل والترك وتتفاوت مراتبه".
فالنفاق نوعان: أكبر يُخرج مِنَ الملّة، وأصغر لا يُخرج مِنَ الملّة. قال ابن تيمية في "الإيمان الأوسط": "والنفاق كالكفر نفاق دون نفاق، ولهذا كثيراً ما يقال: كفر ينقل عن الملة، وكفر لا ينقل، ونفاق أكبر، ونفاق أصغر، كما يقال: الشرك شركان أصغر، وأكبر".
أولا: النفاق الأكبر:
النفاق الأكبر هو نفاق مَنْ يُبْطِن الكفر ويُظهر الإسلام، قال الجرجاني في "التعريفات": "المنافق هو الذي يُضمر الكفر اعتقادا، ويُظهر الإيمان قولا". فالنفاق الأكبر المُخْرِج مِن المِلة، والموجب للخلود في الدرْك الأسفل من النار: هو إبطان الكفر في القلب، وإظهار الإيمان على اللسان والجوارح، فمَن أظهر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأبطن ما يناقض ذلك، أو يناقض شيئا منه: فهذا هو المنافق النفاق الأكبر، ويترتب على هذا النوع مِن النفاق ما يترتب على الكفر الأكبر، مِنْ حيث انتفاء الإيمان عن صاحبه، وخلوده في جهنم، لكن المنافق أشد عذاباً من الكافر، لأنه في الدرك الأسفل من النار إذا مات عليه. وهذا النوع من النفاق هو المَعْنِي بقول الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء:145).. ومن الآيات القرآنية الدالة على كفرهم، ومصيرهم في الآخرة، قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}(البقرة:8}، {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}(النساء:138)، {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}(التوبة:68). قال ابن كثير: "أيْ: مَاكِثِين فِيها مُخَلَّدِين، هُمْ وَالكفار". وقال الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}(التوبة:84). قال ابن كثير: "أَمَرَ اللهُ تعالى رَسُولَه صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبْرَأَ مِنَ الْمُنَافِقِين، وَأَلَّا يُصَلِّيَ على أَحَدٍ مِنْهُمْ إِذا مات، وَأَلَّا يَقُوم عَلَى قَبْرِه لِيَسْتَغْفِر لَه أَوْ يَدْعُو له، لِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّه ورسُولِه، وماتُوا علَيْه. وهَذَا حُكْمٌ عَامٌّ فِي كُلِّ مَنْ عُرِفَ نِفَاقُه، وَإِنْ كَان سَبَبُ نُزُول الْآيَة في عَبْدِ اللَّه بْن أُبَيّ بْنِ سَلُول رَأْس الْمُنَافِقِين".
وقد عدَّ ابن القيم في "مدارج السالكين" أنواع الكفر الأكبر خمسة أنواع: "كفر تكذيب، وكفر استكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق

والصراحة. أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق والكذب ؟
يُعرف الشخص المنافق او ذو الوجهين بكونه منافق وخبيث لأنه يقول في وجهك شيء ويقول للشخص الاخر شيء مختلف لانه نمق تمامًا ما يريد إيصاله للشخص الذي أمامه وخاصة إذا كان شخص ضعيف الشخصية وحدوديا بالثقافة الاجتماعية وبمن حوله وليس له تجارب جادة لمعرفة شرائح المجتمع. ولا يستطيع معرفة المحيطين به معرفة جيده. لأن ذو الوجهين يتظاهر بالتدين والأخلاق والسلوك المهذب وهو في الواقع يتحلى بصفات سيئة، وكل محتواه عكس ما يقوله أو يظهره امامك.
والنفاق ليست من صفات المؤمن بل أسوأ الصفات التي يتصف أي شخص همه التفرقة بين الناس وزرع اشواك الكراهية بينهم .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار ) . صدق رسول الله.
قالَ الشاعر :
لا خَـــيــرَ فــــي وُدِّ امــــرِءٍ مُـتَـمَـلِّـقٍ
حُـــلـوِ الــلِــسـانِ وقَــلــبُـهُ يَـتَـلَـهَّـبُ
يُـعـطيكَ مـــن طَـرَفِ الـلسانِ حَـلاوَة ً
وَيَـــرُوغُ مِــنْـكَ كــمـا يَـــروغُ الـثَّـعْلَبُ
واخــتَـرْ قَـرِيْـنَـكَ واصْـطَـفِـيهِ مُـفَـاخِراً
إِنّ الـقَـرِيْـنَ إلـــى الُـمـقْارَنِ يُـنْـسَبُ
وذو الوجهين ممثل بارع، يتقمص شخصيات عدة، لكي يستطيع إقناع الآخرين بأساليبه والمراوغة، بأكاذيبه المزيفة؛ فحاله ينطبق على حال المتملق بالباطل لذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم (بأنه من أشر الناس ) . قالَ الإمامُ الشافعيّ :
صُـنِ النفسَ واحمِلها على ما يَـزينُها
تَـعِـشْ سَـالِـماً والـقَـولُ فـيكَ جَـمِيلُ
ولا تُـــوِلــيــنَّ الـــنَّـــاسَ إلاَّ تَــجـمُّـلاً
نــبــا بِـــكَ دَهــــرٌ أو جَــفـاكَ خـلـيـلُ
وإن ضـاقَ رزقُ اليومِ فاصبرْ إلــى غدٍ
عَـسـى نَـكَـبَاتُ الـدَّهْـرِ عَـنْـكَ تَــزولُ
ولا خـيــرَ فــــي ودِّ امــــرئٍ مُـتَـلَـوِّنٍ
إذَا الـرِّيـحُ مـالَـتْ مَــالَ حـيْـثُ تَـميـلُ
ومَـــا أكــثـرَ الإِخْــوانَ حِـيـنَ تَـعُـدُّهُمْ وَلَــكِـنَّـهُـمْ فـــي الــنَـائِـبَـاتِ قــلِـيـلُ

في نهاية مقالي عن النفاق أرجو من الله تعالى أن تكون هذه الخلاصة كافية لعامة المسلمين كي يحذروا النفاق والمنافقين.
كما أسأل الله تعالى رب العرش العظيم أن يقينا وإياكم من النفاق الأكبر والأصغر، وأن ينفع بها

كن شخص صادق مع كل من حولك و لا تكذب و تنافق من كان صادق معاك لان لو عرف كذبك و النفاق سيتم كرهك من الناس جميعآ