أنباء اليوم
 أنباء اليوم

الرحمه

-

حين نُولد، لا نحمل شيئاً سوى قلوبٍ خُلقت لتشعر، لتتعاطف، ولترحم. الرحمة ليست ضعفاً، بل هي القوة التي تُعيد للإنسان إنسانيته. نحن لا نعيش وحدنا، بل نُكمل بعضنا البعض، وما أجمل أن نكون سنداً لا عبئاً، بل دفئاً لا قسوة. التعاطف لا يحتاج لغة، يكفي أن ترى الألم في عين أحدهم فتُخفف عنه بكلمة، أو حتى بصمتٍ يفهمه قلبه. لا أحد يعلم ما الذي يمر به الآخر، فكن لطيفاً دائماً، فربما تكون لمستك سبباً في شفاء، أو ابتسامتك بداية حياة جديدة. نحن بشر، خُلقنا لنرحم، لا لنحكم، لنعين لا لنُهين. فلتكن الرحمة طريقك، والتعاطف دليلك، فهما أثمن ما نملكه في هذا العالم المتقلب. كن إنساناً، فذلك يكفي.

إذا مرّ أمامك موقف إنساني مؤلم، مشهد موجع، دمعة طفل، أو نظرة قهر في عيون إنسان، ولم يتحرك فيك شيء… فتوقف لحظة، واسأل نفسك بصدق: أين ذهب قلبك؟

الطبيعي أن يتألم الإنسان حين يرى الألم، أن يتحرك ضميره حين يرى الضعف، أن يشعر بشيء من الحزن حين يرى من فقد، أو جاع، أو انكسر.

أما إن ظللت ساكناً، بارد الإحساس، لا تهتز بداخلك ذرة مشاعر… فاعلم أن هناك شيئاً خطيراً في داخلك انطفأ.

ربما هو قلبك الذي تعوّد التجاهل، أو ضميرك الذي غاب عنه النبض.

الإنسانية ليست كلمات… بل شعور، ووجدان، ورحمة.

فلا تفقد أجمل ما فيك، لا تسمح للقسوة أن تسكنك، ولا تجعل الاعتياد يسرق منك إنسانيتك.

القلب الذي لا يتأثر… يحتاج إلى وقفة، وإلى كثير من الرحمة ليستعيد نبضه من جديد.