مسجد السيد هاشم ضريح جدّ النبي في قلب غزة

في قلب مدينة غزة القديمة، وتحديدًا في حيّ الدرج التاريخي، يقف مسجد السيد هاشم شاهدًا على عبق التاريخ الإسلامي، وواحدًا من أقدم وأجمل المساجد التي ارتبطت بسيرة آل البيت الكرام.
يُعتقد أن المسجد يضم ضريح السيّد هاشم بن عبد مناف، جدّ النبي محمد ﷺ، الذي يُقال إنه تُوفّي أثناء رحلته التجارية إلى الشام ودُفن في غزة، ولهذا تُعرف المدينة منذ القدم بـ«غزة هاشم».
يرجع بناء المسجد إلى العصر المملوكي، وقد جُدّد أكثر من مرة، كان أبرزها في العهد العثماني في القرن السادس عشر الميلادي، على يد السلطان عبد الحميد الثاني، الذي أمر بإعادة ترميمه وتوسيعه ليصبح من أهم الجوامع الجامعة في فلسطين.
يتّسم المسجد بطراز معماري فريد، حيث تتداخل الزخارف الإسلامية المملوكية مع اللمسات العثمانية، وتعلو واجهته مئذنة شامخة تُطلّ على أحياء غزة القديمة. كما يتميز بضريح مغطى بقبة أنيقة، تحيط بها النوافذ المزخرفة بالنقوش العربية الدقيقة.
على مرّ القرون، ظل المسجد مركزًا للعلم والدعوة، يؤمّه العلماء والزائرون من مختلف الأقطار، خاصة في المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج، حين تُضاء ساحاته وتُقام حلقات الذكر والمدائح النبوية.
ورغم ما مرّت به غزة من حروب وأزمات، ما زال مسجد السيد هاشم رمزًا للثبات والإيمان والتاريخ العريق، ووجهةً للزوار الذين يأتون لقراءة الفاتحة عند ضريح الجدّ الكريم، في مكانٍ جمع بين قداسة النسب وجلال المكان.