أنباء اليوم
 أنباء اليوم

الجيش المصري في مصر القديمة جذور المجد الممتد حتى نصر أكتوبر

صورة توضيحية
تامر المنشاوي -


يُعد الجيش المصري عبر التاريخ نموذجًا خالدًا للقوة والعزيمة، فقد حمل راية الدفاع عن الوطن منذ فجر الحضارة، وظل على مر العصور حارسًا لأرض مصر وشعبها. وفي مصر القديمة، كان الجيش رمزًا للسيادة والكرامة الوطنية، وأساس قوة الدولة ووحدتها.
منذ بدايات التاريخ، كان الملك هو القائد الأعلى للجيش، يقود المعارك بنفسه دفاعًا عن حدود البلاد. ومع مرور الزمن، تطور التنظيم العسكري، وظهرت فرق المشاة والعربات الحربية والبحرية، لتصبح مصر صاحبة واحد من أقوى الجيوش في العالم القديم.
كان أول انتصار مصري يسجله التاريخ هو طرد الهكسوس على يد الملك أحمس الأول، الذي أعاد لمصر حريتها ووحدتها بعد سنوات من الاحتلال، فدوّن المصريون أول ملحمة تحرر في التاريخ الإنساني. ثم واصل الجيش مجده في عهد تحتمس الأول، الذي وسّع حدود الدولة المصرية إلى عمق آسيا، مؤسسًا أول إمبراطورية عرفها التاريخ.
وفي عهد تحتمس الثالث، جاء النصر العظيم في معركة مجدو، التي تُعد أول معركة استراتيجية موثقة في التاريخ، وأثبت فيها الجيش المصري تفوقه في التنظيم والتخطيط والقيادة. ثم خاض رمسيس الثاني معركة قادش ضد الحيثيين، والتي انتهت بتوقيع أول معاهدة سلام مكتوبة في تاريخ البشرية، لتُظهر مصر أن قوتها لم تكن فقط في السلاح، بل أيضًا في الحكمة والقدرة على صون السلام.
أما رمسيس الثالث، فقد واجه شعوب البحر الذين حاولوا غزو مصر، فهزمهم في معارك برية وبحرية ضارية، ليحمي أرض الوطن من الغزو ويصون استقلالها.
وهكذا ظل الجيش المصري، منذ عصور الفراعنة وحتى اليوم، درع الوطن وسيفه، حارسًا للحضارة ومصدرًا للفخر. وعندما جاءت حرب أكتوبر 1973، أثبت أبناء هذا الجيش أنهم امتداد طبيعي لأجدادهم العظماء، فحرروا الأرض واستعادوا الكرامة في ملحمة بطولية أعادت لمصر مكانتها وقدسيتها التاريخية.
إن نصر أكتوبر المجيد لم يكن سوى امتدادٍ لميراث عسكري متجذر في وجدان المصريين منذ آلاف السنين، فكما طرد أحمس الهكسوس، وقاتل تحتمس ورمسيس دفاعًا عن الوطن، وقف جنود أكتوبر ليكتبوا فصلًا جديدًا من مجد مصر الخالد، مؤكدين أن الجيش المصري سيبقى دائمًا رمز القوة والعزة والوطنية من الفراعنة إلى اليوم.