أنباء اليوم
 أنباء اليوم

طوارئ في المتحف المصري بعد اختفاء أسوارة الملك بسوسنس الأول قبل سفرها إلى إيطاليا

صورة توضيحية
تامر المنشاوي -


سادت حالة من الطوارئ داخل المتحف المصري بالتحرير عقب اكتشاف اختفاء أسوارة الملك بسوسنس الأول من معمل الترميم بالمتحف، وذلك قبل ساعات قليلة من موعد شحنها للمشاركة في معرض دولي بإيطاليا يضم مجموعة من كنوز مصر الأثرية.

الواقعة أثارت جدلًا واسعًا نظرًا لقيمة القطعة الأثرية المفقودة، حيث تعود إلى الملك بسوسنس الأول، أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين (1047–1001 ق.م)، الذي حكم مصر في فترة شديدة الاضطراب السياسي، لكن عهده ترك لنا واحدة من أهم المقابر الملكية في تانيس. وتُعد الأسوارة واحدة من أبرز القطع التي عُثر عليها داخل مقبرته الملكية عام 1940 على يد عالم الآثار الفرنسي بيير مونتي.

الأسوارة تتميز بدقة صناعتها وجمال زخارفها، فهي مصنوعة من الذهب ومرصعة بالأحجار الكريمة، وتحمل خرطوش الملك الذي يخلد اسمه. وتُعد من الشواهد النادرة على روعة فنون الحلي في عصر الانتقال الثالث، حيث امتزجت الفخامة الملكية مع ندرة الموارد الاقتصادية آنذاك.

وعقب اكتشاف اختفاء القطعة، تم إخطار الجهات المعنية، وبدأت النيابة العامة التحقيقات الموسعة، حيث جرى التحفظ على جميع العاملين والفنيين المرتبطين بالقطع الأثرية في المعمل، إلى جانب مراجعة كاميرات المراقبة داخل المتحف وخارجه لمعرفة مصير الأسوارة. وأكدت مصادر أثرية أن إجراءات مشددة تم اتخاذها لحماية باقي القطع المقررة للسفر، في محاولة لمنع أي محاولات تهريب أو عبث جديد.

الجدير بالذكر أن أسوارة بسوسنس الأول تحظى بأهمية دولية، ليس فقط لقيمتها الفنية والتاريخية، بل أيضًا لأنها جزء من مجموعة نادرة من كنوز الملك التي لم تُنهب عبر القرون، على عكس ما حدث في أغلب المقابر الملكية. وكان من المقرر أن تعرض في إيطاليا لتكون أيقونة المعرض، قبل أن تتحول إلى محور قضية جنائية كبرى داخل مصر.
وبينما تواصل الجهات الأمنية تحقيقاتها، ويترقب الشارع الأثري والعالمي نتائجها، في انتظار استعادة الأسوارة التي لا تقدر بثمن، لتبقى شاهدة على تاريخ ملك منسي وعبقرية فنون الذهب في الحضارة المصرية القديمة.