مفتي الهند في مؤتمر الميلاد الدولي: رسالة النبي ﷺ نموذج خالد لبناء الدولة وتنمية البلاد

شهدت مدينة كاليكوت بولاية كيرالا – الهند مساء السبت ١٣ سبتمبر انعقاد المؤتمر الدولي لميلاد النبي الأكرم ﷺ، الذي نظمته جامعة مركز الثقافة السنية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وقادة الرأي من داخل الهند وخارجها، احتفاءً بذكرى مولد سيد البشر، وتأكيدًا على عالمية رسالته الخالدة.
وفي كلمة شاملة، ألقى فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي الديار الهندية، خطابًا تناول فيه معالم الرسالة النبوية في بناء الدولة وتنمية البلاد، وربطها بالقضايا الراهنة وعلى رأسها قضية فلسطين.
معالم رسالة الرسول ﷺ في بناء الدولة
أوضح فضيلته أن النبي ﷺ أسّس في المدينة المنورة أول نموذج حضاري متكامل يقوم على:
العدل والمساواة: دستور المدينة جمع مختلف المكونات على قاعدة الحقوق المشتركة.
الوحدة والتآخي: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار جعلت الأخوة أساس التكافل.
التنمية الاقتصادية: بتنظيم الأسواق، وتشجيع العمل، وتحريم الاحتكار والربا.
الأمن والسلم: بحماية الحقوق، وصون الكرامة، وحل النزاعات بالصلح.
العلم والمعرفة: بجعل طلب العلم فريضة وربط النهضة بالوعي.
الشورى والمشاركة: بإرساء نظام الحكم على أساس الشورى.
وشدد فضيلته على أن فقدان هذه القيم في زماننا يورث كوارث كبرى، من ظلم وفساد وتفكك وضياع للكرامة الإنسانية.
موقف الهند في فلسطين قرار حكيم
وفي سياق كلمته، أشاد مفتي الهند بموقف الحكومة الهندية في الأمم المتحدة، حيث دعمت قرار الجمعية العامة القاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين، واصفًا هذا الموقف بأنه جدير بالثناء وإنساني بامتياز.
وأكد أن العالم كله يجب أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي فقد كل شيء تحت وطأة الحروب، محذّرًا من أن توسّع إسرائيل في نشر الفوضى والاضطرابات في غزة وقطر واليمن ولبنان أمر لا يمكن تبريره. وأضاف أن على الحكومة الهندية أن تستثمر نفوذها الدولي لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، خاصةً مع وجود ملايين المهاجرين الهنود العاملين فيها، مشيرًا إلى أن هذا الموقف سيُسرّع من جهود السلام.
نصرة فلسطين امتداد للرسالة النبوية
وقال فضيلته:
"إن نصرة فلسطين اليوم ليست قضية سياسية فحسب، بل هي امتداد للرسالة النبوية في الدفاع عن المظلومين، وإقامة العدل، وتحقيق السلام القائم على الكرامة والحقوق."
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة جرائم الاحتلال، ووقف نزيف الدماء، والعمل على إقامة سلام عادل وشامل يعيد الحقوق إلى أصحابها.
رسالة المؤتمر
واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن المؤتمر الدولي للميلاد النبوي يجب أن يكون منصة عالمية لإحياء السيرة النبوية باعتبارها منهاجًا شاملاً لبناء الدول وتنمية المجتمعات، مشددًا على أن رسالة النبي الأكرم ﷺ ستظل منارة خالدة للبشرية في إرساء العدل، وصون الكرامة، وتحقيق التنمية والسلام المستدام.