أنباء اليوم
 أنباء اليوم

أنوبيس وتوت عنخ آمون الحارس الإلهي ورحلة الملك إلى الخلود

صورة توضيحية
تامر المنشاوي -


في مقبرة الملك توت عنخ آمون، يظهر أنوبيس كحارس مركزي ورمز للحماية الإلهية، مما يعكس أهمية العلاقة بين الملك والإله في الحياة الآخرة. تم تصوير أنوبيس برأس ابن آوى في العديد من النقوش والتماثيل داخل المقبرة، وهو يقود الملك أو يراقب جنازته، في مشهد يؤكد دوره في حماية جسد الملك وضمان سلامته. هذه الصور لم تكن مجرد زخرفة، بل كانت تعبيرًا عن إيمان المصريين القدماء بأن الإله أنوبيس يرافق الميت منذ لحظة الوفاة وحتى دخوله الحياة الأخرى، بما يضمن سلامة الروح والجسد معًا.

في حالة توت عنخ آمون، كان ظهور أنوبيس في المقبرة مرتبطًا بالتحنيط وطقوس الدفن الملكية. فقد أشرف الإله على تجهيز الجسد وحمايته، بما يسمح للروح بالاعتراف بجسدها بعد الموت، وهو أمر أساسي لاستمرار الملك في الحياة الأخرى. النقوش التي تصور أنوبيس وهو يرشّ ماء الحياة أو يضع الغطاء الجنائزي على الملك تؤكد دوره في الطقوس وحفظ النظام الكوني، إذ اعتُبر استمرار حياة الملك في الآخرة ضمانًا لتوازن العالم بأسره.

علاوة على الحماية الجسدية، يظهر أنوبيس في مقبرة توت أيضًا كرمز للعدالة الإلهية، حيث يُشارك في وزن قلب الملك على ميزان الحقيقة، بالتعاون مع الآلهة الأخرى لتقرير مصيره الأبدي. هذه الرمزية تعكس العلاقة الوثيقة بين الملك والإله، إذ لم يكن توت مجرد ميت يُدفن، بل ملك يجب أن يظل مستمرًا في الحفاظ على النظام الإلهي، وأن يُرافقه حارس آمن في رحلته للخلود.
باختصار، يوضح ظهور أنوبيس في مقبرة توت عنخ آمون الدور المزدوج للإله كحارس جسدي وروحي، مؤكدًا على العلاقة المتينة بين الملك والإله في تأمين عبوره الآمن إلى الحياة الأخرى وضمان استمرار دوره في الحفاظ على توازن الكون.