أنباء اليوم
 أنباء اليوم

تدريسي في كلية طب المستنصرية ببغداد يتحدث عن التهاب القصيبات عند الأطفال ( الأسباب والأعراض والمضاعفات والوقاية )

-

حوار - شريف هاشم

تصوير - مصطفى عبد علي

ان التهاب القصيبات عدوى رئوية شائعة تصيب الأطفال الصغار والرُّضع ، وتسبب تورماً وتهيُّجاً وتراكماً للمخاط في المسالك الهوائية الصغيرة في الرئة ، ويُطلق على هذه المسالك الهوائية الصغيرة القصيبات وعادةً ما يحدث التهاب القصيبات بسبب فيروس.

عن هذا الموضوع حدثنا الأستاذ المساعد الدكتور صباح محسن علي ( عضو الهيئة التدريسية في فرع طب الأطفال في كلية الطب / الجامعة المستنصرية – استشاري طب الأطفال ) قائلاً :

يبدأ التهاب القصيبات بأعراض تشبه أعراض الزكام ولكنه يتفاقم بعد ذلك ويسبب السعال وصدور صوت صفير عالي الحدة عند التنفس يُطلق عليه الأزيز ، وفي بعض الأحيان يواجه الأطفال صعوبة في التنفس ، قد تستمر أعراض التهاب القصيبات مدة من أسبوع إلى أسبوعين ، لكنها قد تستمر أحيانًا فترة أطول ، ويتحسن معظم الأطفال بالرعاية المنزلية ، بينما يحتاج عدد قليل من الأطفال إلى الإقامة في المستشفى .

ماهي أسباب المرض ؟

يحدث التهاب القصيبات عندما يصيب أحد الفيروسات القصيبات ، وهي أصغر المسالك الهوائية في الرئتين ، وتؤدي العدوى إلى تورم القصيبات وتهيجها ، ويتجمع المخاط في هذه المسالك الهوائية ، ما يجعل من الصعب على الهواء التدفق بحرية داخل الرئتين وخارجهما ، والمسبب الرئيسي والحصري لالتهاب القصيبات هو الفيروس ولايوجد أي دور للبكتريا في التهاب القصيبات.

كما يحدث التهاب القصيبات عادةً بسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) ، والفيروس المخلوي التنفسي فيروس شائع يصيب جميع الأطفال تقريباً عند سن عامين ، وغالبًا ما تتفشى عدوى الفيروس المخلوي التنفسي أثناء الأشهر الباردة من العام في بعض المناطق أو في موسم الأمطار في مناطق أخرى ، ومن الممكن أن يُصاب الشخص به أكثر من مرة ، ويمكن أن يحدث التهاب القصيبات أيضاً بسبب فيروسات أخرى ، منها الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا أو الزكام.

وتنتشر الفيروسات التي تسبب التهاب القصيبات بسهولة ، إذ يمكن الإصابة بها عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يسعل شخص مصاب بالفيروس أو يعطس أو يتحدث ، كما يمكن الإصابة بها عن طريق لمس الأغراض المشتركة ، مثل الأطباق أو مقابض الأبواب أو المناشف أو الألعاب ، ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم.

ما هي أعراض المرض؟

في الأيام القليلة الأولى ، تشبه أعراض التهاب القصيبات أعراض الزكام إلى حد كبير سيلان الأنف واحتقان الأنف والسعال وحُمّى طفيفة في بعض الأحيان وصعوبة في التنفس أكثر من المعتاد لمدة أسبوع أو أكثر، وهذا يشمل الأزيز ، كذلك يصاب العديد من الرُّضَّع الذين لديهم التهاب القصيبات بعدوى في الأذن يطلَق عليها التهاب الأذن الوسطى.

وهناك أعراض هامة يتطلب عناية طبية عاجلة كتحول لون الجلد والشفاه والأظافر إلى الأزرق أو الرمادي بسبب انخفاض مستويات الأكسجين وصعوبة التنفس وعدم القدرة على التحدث أو البكاء ورفض شرب سوائل كافية ، أو التنفس بسرعة كبيرة عند تناول الطعام أو الشراب ، التنفس بسرعة كبيرة ، يمكن أن يتجاوز الأمر لدى الرضع أكثر من 60 نفَساً في الدقيقة ، مع أنفاس قصيرة وغير عميقة وصعوبة التنفس ، وتبدو الأضلاع مسحوبة إلى الداخل عند الاستنشاق وإصدار أصوات أزيز عند التنفس وإصدار أصوات شخير مع كل نفَس ويبدو بطيء الحركة أو ضعيفاً أو متعباً بشدة.

وتوجد عوامل مساعدة حيث يصيب التهاب القصيبات عادةً الأطفال دون سن عامين ، والرضع الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب القصيبات ، لأن رئتيهم وقدرتهم على مقاومة العدوى لم تتطور تطوراً كاملاً بعد ، ونادرًا ما يصاب البالغون بالتهاب القصيبات ، وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من امكانية الإصابة بالتهاب القصيبات عند الرضَّع والأطفال الصغار كالولادة المبكرة للغاية وأمراض القلب أو الرئة وضعف الجهاز المناعي ، فهذا يجعل مقاومة العدوى صعباً والتعرض للدخان والاختلاط مع الأطفال الآخرين، مثل ما يحدث في دور رعاية الأطفال وقضاء وقت في أماكن مزدحمة ووجود أشقاء يذهبون إلى المدرسة أو يتلقون خدمات رعاية الأطفال ويجلبون العدوى إلى المنزل.

ما هي مضاعفات المرض ؟

قد تشمل مضاعفات التهاب القصيبات الحاد انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم ، وتقطع النفس ، الذي يحدث على الأرجح لدى الأطفال المولودين في وقت مبكر جداً والأطفال دون سن شهرين ، وعدم القدرة على شرب سوائل كافية ويمكن أن يسبب ذلك الجفاف عند فقدان الكثير من سوائل الجسم ، وعدم القدرة على الحصول على كمية الأكسجين اللازمة ويُعرف ذلك باسم الفشل التنفسي ، ففي حال حدوث أي من ذلك ، قد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى وقد يتطلب الفشل التنفسي الحاد إدخال أنبوب في القصبة الهوائية ، إذ يساعد ذلك الطفل على التنفس حتى تتحسن الحالة.

ما هي الوقاية من المرض ونصائحكم للعائلة؟

نظرًا إلى أن الفيروسات التي تسبب التهاب القصيبات تنتقل من شخص إلى آخر، فإن إحدى أفضل الطرق للوقاية من العدوى غسل اليدين كثيراً ، وخاصةً قبل لمس الطفل عندما تكون مصاباً بالزكام أو الإنفلونزا أو غير ذلك من الأمراض المُعدية ، فإذا كنت مصاباً بأي من هذه الأمراض ، فارتدِ كمامة ، وإذا كان الطفل مُصاباً بالتهاب القصيبات ، فمن الضروري البقاء في المنزل حتى يُشفى من المرض لتجنب نقله إلى الآخرين.

وفيما يأتي إجراءات للمساعدة على الوقاية من العدوى كتقليل مخالطة الأشخاص المصابين بالحمى أو الزكام ، فإذا كان الطفل حديث الولادة ، خصوصًا الأطفال الخِداج ، فتجنب مخالطة الأشخاص المصابين بالزكام ، وهذا إجراء مهم خاصةً في أول شهرين من حياته ، وتنظيف الأسطح وتعقيمها والأغراض التي يلمسها الأشخاص بشكل متكرر ، مثل الألعاب ومقابض الأبواب ، وهذا ضروري جداً إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضاً ، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل ، والاحتفاظ بمعقم لليدين يحتوي على الكحول وجعله في متناول اليد لاستخدامه عندما تكون خارج المنزل ، والتأكد من أن نسبة الكحول فيه 60% على الأقل ، وتغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس بمنديل والتخلص من هذا المنديل وإذا لم يتوفر منديل ، فيمكنك السعال أو العطس في المرفق وليس في اليدين ، واستخدام كوب خاص للشرب وعدم مشاركة الأكواب مع الآخرين ، خصوصاً إذا كان أحد أفراد العائلة مريضاً ، وإرضاع الطفل طبيعيًا كلما أمكن فعدوى الجهاز التنفسي تكون أقل شيوعاً لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.