رئيس فرع الطب الباطني في كلية طب المستنصرية ببغداد يتحدث عن التهاب القصبات الانسدادي المزمن

حوار : شريف هاشم
تصوير : مصطفى عبد علي
يعتبر مرض التهاب القصبات الانسدادي المزمن ( COPD ) Chronic Obstrucive Pulmonary Disease من الأمراض الشائعة في العالم ، بل هو ثالث سبب للوفيات في العالم بعد أمراض تصلب الشرايين والمسبب لأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي والسرطانات.
عن هذا الموضوع حدثنا الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد المجيد القصير( رئيس فرع الطب الباطني في كلية الطب / الجامعة المستنصرية ببغداد - استشاري الأمراض الباطنية والتنفسية / نائب رئيس جمعية القلب والصدر العراقية والمشرف على دراسة البورد العراقي لأمراض الجهاز التنفسي ) ، قائلاً :
ان أسباب المرض التدخين بكل أنواعه ، حيث يعد من أكبر الأسباب للاصابة بالمرض ، وان بعض الدراسات تصل النسبة الى 90% من المرضى هم من المدخنين ، فالتدخين يزداد بنسبة كبيرة في الدول النامية وفي بلدنا العزيز للأسف الشديد ، وان ظاهرة التدخين لم تجد من يقف بحزم وحكمة للحد منها ونرى ان التدخين ينتشر بين النساء أكثر في الآونة الأخيرة ( الشيشة والنركيلة ) ، وهناك أسباب أخرى كالتلوث البيئي ، واستخدام الأخشاب والحطب للطهي والتدفئة يعد عامل آخر يضاف الى التدخين.
ما هي أعراض المرض ؟
يبدأ المرض بالسعال مصحوب بالقشع ويزداد مع تقدم المرض ، ومن تعريف المصاب بألتهاب القصبات المزمن هو سعال مع قشع لمدة ثلاثة أشهر او أكثر بالنسبة لسنتين متتاليتين ، وفي هذه المرحلة لايكترث العديد من المرضى لترك التدخين او أخذ العلاجات ومراجعة الأطباء ، وبعد تقدم المرض يشعر المريض بضيق في التنفس وتزداد المعاناة ، في هذه الحالة تكون الاصابة أشد والعودة الى الحالة الصحية المثالية ربما تكون أصعب ، وبعد تقدم المرض وعدم ترك التدخين وعدم الاهتمام بالعلاجات فأن المرض يكون أشد وحالة المريض تزداد سوء وقد يصل الأمر الى عجز الرئتين او عجز القلب الرئوي ، ولهذا فأن نسبة الوفيات في هذا المرض الذي يكون شفاءه شبه مستحيل في نهاية الأمر .
كيف يتم تشخيص المرض ؟
علامات المرض والفحص السريري ، والأهم هو فحص وظائف الرئة وفحوصات أخرى مثل الفحوصات الشعاعية والمختبرية.
ما هو العلاج لهذا المرض ؟
اعطاء العلاجات الموسعة للقصبات بأنواعها والبخاخات هي الأفضل ، ويتعرض المرضى المصابين بين حين وآخر الى انتكاسات حادة قد تكون شديدة من ضيق في التنفس والسعال مما يؤدي الى تدهور الحالة الصحية ، وقد يستوجب الدخول للمستشفى وربما ردهة انعاش الرئتين ، وهنا تكون الخطر كبير على حياة المريض ويسبب الوفاة ، وننصح المصابين بمراجعة العيادة الاستشارية لأمراض الجهاز التنفسي بأستمرار لتقييم الحالة وشدة الاصابة ، وكذلك بأخذ اللقاحات ضد العديد من البكتيريا والفايروسات التي تسبب التهاب المجاري التنفسية وتفاقم الأعراض والتعرض للانتكاسات ، وهناك الحالات الشديدة قد تؤدي الى عجز الرئة والحاجة الى إعطاء الأوكسجين الدائم.
كلمة أخيرة ؟
ان خير وسيلة لتقليل الاصابات بهذا المرض المزمن والخطير هي الاقلاع عن التدخين ، وكلما هجر المريض التدخين بوقت مبكر دون العودة اليه فأن المرض يمكن السيطرة عليه او ابطاء تطوره ، لذا الخطوة الأولى هي مكافحة التدخين بأنواعه ، وهنا دور التوعية الصحية للمجتمع ، وهذا الأمر يتطلب تشريع قوانين وضوابط على مستوى الدولة للحد من هذه الظاهرة المتفشية ، وللأسف ازدادت بين النساء واليافعين والمراهقين وربما الأطفال .
شكرا جزيلا دكتور على هذه المعلومات القيمة .

