أنباء اليوم
 أنباء اليوم

وشّين في وش واحد.. بقلم ـ هالة شُرِيح سليم

صورة تعبيرية
أنباء اليوم -

في زمننا ده بقى صعب تلاقي الناس على حقيقتها. فيه ناس تضحك في وشك وتبينلك إنهم حبايبك بس أول ما تدّيك ضهرك تلاقي كلام تاني طالع وش تاني ظاهر وساعات تكتشف إنك كنت عايش في مسرحية من غير ما تحس.

النفاق بقى أسلوب عيش عند ناس كتير. تلاقيه بيقعد جنبك يضحك ويهزر ويبينلك إنه فرحان ليك ولنجاحك ولما يقوم من عندك يروح لحد تاني ويقعد يرمي كلام يجرح ويشوّه صورتك. ليه؟ علشان إنت محبوب، علشان إنت ناجح، وعلشان وجودك بيحسسهم إنهم صغيرين.

المشكلة مش في الناس اللي مش بتحبك بالعكس دول أريح وأوضح. المشكلة في اللي يمثل عليك دور الصاحب او القريب الجدع وهو في الحقيقة شايل في قلبه غيرة وغل. يبينلك إنه معاك وهو أول واحد بيتمنى تقع.

والأخطر من كده إن ربنا سبحانه وتعالى حذرنا من المنافقين في القرآن، وقال عنهم إنهم في الدرك الأسفل من النار. يعني مكانهم أسوأ من الكفار نفسهم، لأن الكافر عدو واضح، لكن المنافق عدو متخفي. واللي يخدع الناس، عمره ما هيقدر يخدع رب الناس.

اللي بيدخل في سكة النفاق دي بينسى إن الدنيا دوّارة. النهارده بيتكلموا في ضهرك، بكرة هيتكلموا في ضهرهم. ربنا ما بيحبش القلوب المريضة، والنفاق عمره ما بيستمر. لأن الحقيقة زي الشمس، حتى لو غطاها سحاب، لازم تيجي لحظة وتبان.

الناس دي بتفتكر إنهم أذكياء، بس في الحقيقة هما ضعاف. اللي مش قادر يواجهك بعيبه أو غيرته، ويضطر يلبس وشّين، هو شخص مهزوز من جواه. وإنت وجودك بيكشف نقصه من غير ما تعمل حاجة.

إحنا محتاجين نكون صريحين مع نفسنا قبل ما نكون صريحين مع غيرنا. لو مش قادر تحبني، مش لازم تكرهني، بس على الأقل متلبسش وش المحبة وانت شايل الضغينة. الدنيا مش ناقصة تمثيل، ومفيش أسوأ من إن الواحد يحس إن أقرب الناس ليه مش حقيقيين.

في الآخر، سيب المنافقين لمصيرهم. متضيّعش وقتك ترد على اللي بيتكلموا في ضهرك. لأن ببساطة: هما وراك… وإنت دايمًا سابقهم بخطوة