أنباء اليوم
 أنباء اليوم

”ترند على حساب القيم؟”.. نعم للحرية ولا للإبتذال!

-

بقلم: د. رحاب جاد

في الأيام الأخيرة، تابعت كغيري من أبناء هذا الوطن خبر ضبط عدد من مشاهير "تيك توك" في مصر، بعد أن تجاوزوا كل الخطوط الحمراء بنشر محتوى يتعارض مع الذوق العام، ويهدم القيم والأخلاق تحت غطاء "الترند" والشهرة الزائفة.

ولأنني مؤمنة أن حرية التعبير لا تعني حرية الإساءة، وجدت نفسي مضطرة للحديث بصوت عالٍ: شكرًا وزارة الداخلية المصرية على هذا التدخل السريع والحاسم، الذي لم يكن فقط لحماية القانون، بل لحماية عقول أبنائنا ومستقبلهم.

أصبح من المؤلم أن نرى بعض المنصات وقد تحولت من فضاء للإبداع إلى مسرح للألفاظ البذيئة والكلمات السوقية، والترويج لصورة مشوهة عن النجاح لا تقوم إلا على قلة الأدب، والاستهزاء،

ليس مقبولا أن يكون أبناءنا أسرى لمن يعتبرون أن "اللايك" أهم من الأخلاق، وأن "المشاهدات" تبرر أي شيء، مهما كان مبتذل و هابطًا.

نعم، نحن نريد جيل يستخدم التكنولوجيا بوعي، يبدع ويعبر ويتفاعل، ولكن دون أن يفقد احترامه لنفسه و للمجتمع

نحن نريد إعلامًا يعلم أبناءنا الفرق بين الحرية والفوضى، بين الجرأة والوقاحة، بين الترفيه الحقيقي والتفاهة المغلفة في فيديو قصير.

مرة أخرى، أحيي وزارة الداخلية المصرية على دورها الذي يعكس مسؤولية الدولة تجاه بناء الإنسان قبل أي شيء.

ادعوا المؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية أن تواكب هذا الدور الأمني بمحتوى راقي، وتوعية جادة، تزرع القيم من جديد في وجدان هذا الجيل.

وفي الختام، يبقى الوعي هو حائط الصد الأول في مواجهة كل ما يهدد قيمنا وهويتنا.

لا نعارض حرية التعبير، لكننا نرفض أن تستغل لتدمير الذوق العام وتشويه القدوة.

نريد جيلًا متزنًا.. يعرف أن الشهرة ليست غاية، وأن الاحترام لا يُقاس بعدد المتابعين، بل بنوع الأثر الذي نتركه في الناس.

الردع القانوني وحده لا يكفي، بل لا بد من تكاتف الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والدولة، لصناعة بيئة تعزز الذوق، وتزرع القيم، وتبني إنسانا حرًّا ومسؤولً في آن واحد.