”ما لا يقال في العلاقات.. أربع حقائق تصدمك لكنها تُحرّرك,” بقلم - ولاء مقدام

كثيرون يظنون أن الحب يشبه المعادلات: إذا قدّمت كثيرًا، حصلت على الكثير. إذا كنت حاضرًا دائمًا، أصبح لك مكان ثابت. لكن الواقع لا يسير بهذه البساطة. أحيانًا تفعل كل ما تراه صوابًا، وتتفاجأ أن الطرف الآخر لا يبادلك الشعور. لماذا؟
لأن هناك أمورًا لا تُقال لك بصراحة، لكنها تحكم شكل العلاقة ومصيرها، وهي ليست مرتبطة بمدى عطائك، بل بكيف يراك الشخص الآخر. إليك أربع حقائق قد تصدمك، لكنها ستمنحك وعيًا مختلفًا:
1. المحاولات المتكررة لا تصنع انجذابًا
قد تظن أن تكرار محاولات التقرب والاهتمام المتواصل سيصنع فارقًا. الحقيقة؟ الشخص الذي لا يبادلك نفس الرغبة لن يتغيّر لأنه رأى اهتمامك… بل سيشعر أنك تحاول تعويض شيء ناقص. العلاقات التي تُبنى على مطاردة طرف لطرف آخر، تفقد توازنها بسرعة. ما يصنع الفرق هو التأثير، لا المجهود.
2. الهدوء الدائم لا يعني قوة
إذا اعتدت أن تتنازل في كل خلاف، وتسير حسب ما يريده الطرف الآخر فقط لتتجنّب التصعيد، فإنك في نظره شخص لا يملك موقفًا. الوجود القوي في العلاقة لا يعني رفع الصوت أو الصدام، بل أن تُظهر وجهة نظرك، وأن يكون لك موقف واضح لا يُمحى بسهولة. لا تُلغِ نفسك بحجة الحفاظ على الود.
3. النية الطيبة وحدها لا تكفي
صحيح أن النقاء الداخلي صفة جميلة، لكن الطيبة المبالغ فيها قد تُترجم ضعفًا في بعض العلاقات. أن تتجاهل الإساءة باستمرار، وتُبرر أخطاء الآخر فقط لأنك تحب، لا يُكسبك احترامه. العلاقات لا تنمو بالمسامحة الزائدة، بل بوضع حدود واضحة تفرض احترامك.
4. الحرص الزائد يفقدك قيمتك
حين تنتظر ردًا بقلق، وتبحث دومًا عن كلمات تطمئنك، وتُظهر مشاعرك أكثر مما يجب، فأنت ترسل رسالة خفية: "أنا مستعد لأبقى حتى لو لم تبادلني نفس الشعور". وهذا ما يجعل الطرف الآخر يشعر بالأمان الزائف، وكأنك لن ترحل أبدًا، مهما حدث. جزء من الجاذبية أن يشعر أنك بخير سواءً كان في حياتك أم لا.
علاقاتك ليست امتحانًا في التضحية ولا منافسة في العطاء. لا تمنح كل ما لديك فقط لتُثبت أنك تستحق الحب. كن متزنًا، حاضرًا بذاتك لا بمجهودك، وتذكر دائمًا: من يرى قيمتك لن يحتاج لتفسير حضورك، ومن لا يراك... لن يراك مهما فعلت.