أنباء اليوم
 أنباء اليوم

إغلاق إيران لمضيق هرمز يهز توازن القوى العالمي: هل العالم أمام تحوّل جيوسياسي خطير أم بداية حقبة جديدة من المواجهات المفتوحة؟

مضيق هرمز
-

تقرير حصري : عماد أبو اليزيد

من الضحية؟ من المعتدي؟ من البادئ؟ ومن المُستفز؟ ومن يربح إذا خسر الجميع؟


يبدو أن العالم يقف على مفترق طرق خطير، حيث لم تعد التهديدات مجرد تصريحات، بل تحولت إلى خطوات استراتيجية تهدد بزعزعة النظام العالمي. قرار إيران بإغلاق مضيق هرمز هو صافرة إنذار ليس فقط للمنطقة، بل للعالم أجمع. ما بين احتمالات الحرب أو التفاوض، تبقى الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، ويبقى السؤال الأهم: هل يملك العالم ترف الانتظار على حافة الهاوية؟ أم أنه سيتحرك قبل أن تشتعل النيران الكبرى التي لن يسلم منها أحد؟

لم يكن أحدٌ يعرف أن البحر قد يختنق.
ولم يتخيل أحدٌ أن الصمت في المياه قد يعلو على ضجيج المدن.
ولم يسأل أحد: ماذا لو توقف الممر عن أن يكون ممراً؟
الآن، لا أحد يملك إجابة… بل ولا أحد يجرؤ على السؤال.

في مكانٍ ما من الخريطة بين اليابسة واللهيب اختفى الطريق.
في البحر الضيق الذي يشبه القصبة الهوائية للنفط العالمي، ارتفعت يدٌ، ثم أُغلِقت قبضة.
لم يكن المشهد حربًا… ولم يكن سلامًا…
بل إعلانًا غامضًا مُحمّلًا برموز لا تُقرأ وصوتًا لا يُفهم لكنه يُسمَع في أعماق البورصات ويُترجم في أعين الجيوش.

إيران... من جديد.
لكنها هذه المرة لا تُفاوض ولا تُهدّد… بل تفعل.
بلا مقدّمات بلا ضجيج دبلوماسي بلا ابتسامات تفاوضية
يُغلق مضيق هرمز… لا بالحديد بل بالرغبة.

هل هي لحظة تكتيكية... أم قَدر مكتوب؟
هل طهران تعرف ما تفعل؟ أم أنها تدفع الجميع نحو جنون لا عودة منه؟
وهل بقيت المضائق مجرد ممرات؟ أم أصبحت مفاتيح تُفتح بها بوابات الحروب القادمة؟

ماذا لو قررت إسرائيل الرد؟
ماذا لو قررت أمريكا الهجوم؟
وماذا لو قررت روسيا أن تتدخل؟
من سيحرس السفن؟ من سيحمي الاقتصاد؟
بل من سيوقف الانفجار إذا اندلعت أول رصاصة في الماء؟

في هذا التقرير، لا نبحث عن إجابة،
بل نغوص في الغموض، في تفاصيل اللحظة المعلقة
في الصمت الذي يسبق العاصفة وفي الباب الذي أُغلق… وربما لا يُفتح من جديد.

ربما لم يُغلق المضيق بل انفتحت الحقيقة، وربما لم تمنع إيران عبور السفن بل منعت العالم من الاستمرار في تجاهل الحقيقة: أن من يملك البحر يملك القرار.

لكن ما هو القرار؟
هل هو إعلان الحرب؟
أم إعلان الإفلاس السياسي للقوى العظمى التي كانت تظن أن المياه لا تنتمي لأحد؟
هل أرادت طهران أن تُثبت أنها قادرة على خنق الاقتصاد العالمي بلمسة واحدة؟
أم أنها تُخفي شيئًا أكبر… ربما قنبلة لم تُلقَ بعد لا في السماء بل في القواعد السياسية لما نعرفه عن النظام العالمي ؟

تتوقف ناقلات النفط عند مدخل البحر لكن العيون لا تتوقف عن البحث… من فجّر اللحظة؟ من كتب البيان غير المُعلن؟
الأساطيل تتحرك الطائرات تحلّق البورصات ترتعش لكن لا أحد يتكلم… فاللغة لم تعد تصلح لشرح ما يحدث.

من تحت الماء ربما هناك طيف غواصة ومن فوقه أثير رادارات تتنفس توترًا وفي العواصم اجتماعات مغلقة تُكتب فيها جملٌ لا تُقرأ على الشاشات.

الخليج يغلي… لكن ليس من حرارة الشمس بل من صراع سرديات : من الضحية؟ من المعتدي؟ من البادئ؟ ومن المُستفز؟
والأخطر من كل ذلك: من يربح إذا خسر الجميع؟

مضيق هرمز الآن ليس فقط نقطة على الخريطة بل اختصارٌ لِما هو قادم… لمستقبلٍ لا يشبه الماضي لواقعٍ قد تكون أولى صفحاته مكتوبة بالنفط… ومختومة بالدم.

لقد بدأت المرحلة التي لا يَصلح فيها العقل وحده لتفسير الأحداث بل نحتاج إلى البصيرة… وإلى الشجاعة لسؤالٍ بسيط جدًا لكنه مروّع :

ماذا لو لم يُفتح هذا المضيق أبدًا؟

مضيق هرمز لم يُغلق فقط… بل تلاشى من خريطة الطمأنينة.
البحر صار سلاحًا والماء صار قنبلة معلّقة لا يعلم أحد متى تنفجر… ولا من يفجّرها.

من كان يظن أن ممرًا ضيقًا بين اليابسة واليابسة يمكنه أن يتحكم في مصير قارات؟
من كان يتخيل أن قطرة نفط واحدة قد تُسقط دولة أو ترفع أخرى؟
من كان يتوقع أن تسكت الآلهة الدبلوماسية ويعلو صوت الصواريخ الخرساء؟
إنه ليس مجرد إغلاق… بل خنق بطيء… ناعم… مدروس.

السفن تنتظر في الماء والرادارات تشتعل لكن لا أحد يتحرك.

كأن الكل ينتظر… أمرًا خفيًا… لحظة حاسمة… رصاصة أولى… أو صفقة غير معلنة.

ماذا لو كان كل هذا تمهيدًا لشيء آخر؟
ما الذي تخبئه إيران داخل صمتها الاستعراضي؟
ما الذي تُحضّره الولايات المتحدة في عمق البحر العربي؟
وأين تقف إسرائيل وسط هذا الجنون؟
هل تستعد للضربة الأولى؟ أم تنتظر أن تُضرب لترد؟
وهل يمكن لدولة واحدة، أن تغيّر توازن البحار؟
أم أن هناك من يدفعها سرًّا نحو هذا الجنون؟

هل نعيش اليوم لحظة إعادة كتابة مفهوم الردع؟ أم لحظة انهياره؟

وما الذي يمكن أن يكون أقسى من الخوف؟

هل الاعتياد عليه؟

نعم… لقد بدأ العالم يعتاد على أن الخطر بات في كل زاوية وأن الحرب لم تعد تُعلن عبر الإذاعات بل تُبثّ في خيوط النفط وفي غليان الأسواق وفي أعين الجنود الواقفين على متن مدمرات لا تعرف إلى أين تذهب، لكنها تعرف تمامًا:
أن الطلقة الأولى… قد لا تكون الأخيرة.

لم تعد الأسئلة تكفي ولا التحليلات تشرح ولا البيانات تُطمئن العالم الآن يمشي على سطح مضطرب من الماء والرماد…
ولا أحد يعرف:
هل المضيق أغلق فعلًا… أم أن ما أُغلق هو باب العودة؟

العالم على شفا حفرة من النار: ماذا بعد إغلاق إيران لمضيق هرمز؟

أولاً: مضيق هرمز.. الشريان النفطي للعالم

الموقع والأهمية:

يقع مضيق هرمز بين سلطنة عُمان وإيران، ويعد المعبر البحري الأضيق والأكثر حساسية الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.

يربط بين الخليج العربي وخليج عمان ومنه إلى المحيط الهندي، ويُعد المنفذ الوحيد لتصدير النفط من الدول الخليجية (السعودية، الإمارات، الكويت، العراق، قطر، والبحرين).

حجم الحركة البحرية:

تمر عبر المضيق يوميًا ما يزيد عن 21 مليون برميل من النفط.

كما يُستخدم لنقل الغاز الطبيعي، والبتروكيماويات، والمنتجات الصناعية.

ثانياً: تفاصيل القرار الإيراني

السياق الزمني والسياسي:

جاء القرار بعد تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، واستهداف منشآت نووية إيرانية مؤخراً، مع تقارير عن تورط مباشر لطائرات مسيرة إسرائيلية.

أيضاً، يتزامن القرار مع مناورات بحرية أجرتها إيران باسم "الرد الحاسم"، استخدمت خلالها صواريخ باليستية وطائرات هجومية بدون طيار.

الإعلان الرسمي:

أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إغلاق المضيق أمام السفن "الداعمة للعدوان على إيران"، مؤكدة أن "أي محاولة لعبور المضيق بدون إذن ستُواجه بالقوة العسكرية".

الرسائل الضمنية:

الردع لإسرائيل والولايات المتحدة.

اختبار مدى جدية مواقف الدول الخليجية.

رسالة ضغط على الصين وأوروبا من أجل التدخل لاحتواء التصعيد.

ثالثاً: ردود الأفعال الدولية

1. الولايات المتحدة:

رفعت حالة التأهب في قواعدها بالخليج والبحر الأحمر.

أرسلت حاملات طائرات وسفن حربية إلى بحر العرب.

تصريح البنتاغون: "إغلاق المضيق يُعتبر عملاً عدائيًا وسنرد عليه بحسم".

بايدن قال: "نحن لا نسعى للحرب، لكن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديد الملاحة العالمية".

2. الاتحاد الأوروبي:

دعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

جوزيب بوريل: "إغلاق المضيق يهدد السلم العالمي، ويجب إعادة فتحه دون شروط".

قلق متزايد من ارتفاع أسعار الطاقة واضطراب سلاسل الإمداد.

3. الصين:

تشعر بقلق بالغ كونها تستورد أكثر من 40% من احتياجاتها النفطية عبر المضيق.

دعت إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، لكنها أرسلت سفن مراقبة بحرية إلى خليج عمان.

4. روسيا:

دعمت حق إيران في "الدفاع عن سيادتها"، لكنها دعت للحوار.

بوتين استغل الموقف لإعادة تقديم بلاده كوسيط محايد.

5. الدول الخليجية:

السعودية والإمارات اعتبرتا القرار تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.

الكويت والبحرين رفعتا جاهزيتهما الدفاعية.

سلطنة عمان حاولت لعب دور الوسيط خلف الكواليس.

رابعاً: السيناريوهات المستقبلية

1. التصعيد العسكري:

اندلاع اشتباك مباشر بين البحرية الإيرانية والأمريكية.

هجمات إسرائيلية على مواقع عسكرية داخل إيران.

رد إيراني عبر أذرعها (حزب الله، الحوثيون، الحشد الشعبي).

2. الوساطة والتفاوض:

وساطة تركية أو عمانية أو قطرية لفتح المضيق مقابل تنازلات أمريكية بشأن العقوبات.

صفقة نووية جديدة بصيغة "وقف الإغلاق مقابل رفع جزئي للعقوبات".

3. الكارثة الاقتصادية:

قفز أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل.

اضطرابات في البورصات العالمية.

صدمة تضخمية في الدول النامية، وأزمات وقود في أوروبا وآسيا.

خامساً: ماذا عن مصر والدول العربية الأخرى؟

مصر:

قلقة من أي اضطراب في خطوط التجارة الدولية عبر قناة السويس.

قد تطرح مبادرة للتهدئة عبر الجامعة العربية.

اهتمام خاص بتأمين الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

الجزائر والعراق وسوريا:

مواقف تميل إلى دعم إيران ضمنيًا.

الأردن والمغرب وتونس:

دعوات للتهدئة دون اتخاذ موقف حاد.

سادساً: انعكاسات القرار على الأمن العالمي

تهديد مباشر لمفهوم "حرية الملاحة الدولية".

اختبار حقيقي لمدى قدرة الأمم المتحدة على حماية القوانين البحرية.

إحياء لفكرة تشكيل تحالف بحري دولي لحماية المضيق.

سابعاً: التحليل العسكري والتكتيكي للوضع في مضيق هرمز

القدرات الإيرانية في المنطقة:

البحرية الإيرانية:

تنقسم إلى قوتين: البحرية التابعة للجيش النظامي، وبحرية الحرس الثوري.

تملك أكثر من 1,500 زورق هجومي سريع، بعضها مزود بصواريخ مضادة للسفن مثل "نور" و"قادر".

تنتشر في جزر استراتيجية مثل: جزيرة قشم، جزيرة لارك، جزيرة أبو موسى.

القدرات الصاروخية:

تمتلك إيران شبكة من الصواريخ الساحلية (كروز وباليستية) تغطي كامل المضيق.

وجود بطاريات دفاع جوي وأنظمة رادار بعيدة المدى.

التكتيكات المتوقعة:

استخدام "حرب الظل" عبر الألغام البحرية والطائرات المسيرة.

تكتيكات قتال غير متماثل مثل هجمات سريعة وغواصات صغيرة يصعب رصدها.

القوى المقابلة:

الأسطول الأمريكي الخامس (مقره البحرين):

يتضمن حاملات طائرات، مدمرات صواريخ موجهة، غواصات نووية.

مزود بأحدث أنظمة الدفاع البحري والمضاد للصواريخ (مثل Aegis وTHAAD).

القواعد العسكرية الأجنبية في الخليج:

قطر (قاعدة العديد)، الإمارات (الظفرة)، السعودية (قواعد متعددة).

تستخدم كمراكز دعم لوجستي وقوات جوية جاهزة للهجوم الفوري.

ثامناً: انعكاسات الأزمة على الأسواق العالمية والاقتصاد الدولي

1. أسعار النفط والطاقة:

سجل خام برنت قفزة تجاوزت 170 دولارًا للبرميل خلال 48 ساعة من إعلان الإغلاق.

شركات الشحن فرضت رسوم تأمين إضافية تتجاوز 500% للملاحة عبر المضيق.

2. السوق العالمية:

بورصات أوروبا وآسيا شهدت انخفاضات حادة بسبب المخاوف من نقص الإمدادات.

شركات الطيران أعلنت عن رفع أسعار التذاكر بسبب ارتفاع الوقود.

3. سلاسل الإمداد:

تعطيل المضيق يهدد بانقطاع توريد المواد الخام مثل البتروكيماويات والمعادن الصناعية.

تأثير شديد على الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية، التي تعتمد بشدة على واردات الطاقة من الخليج.

تاسعاً: الدبلوماسية في مواجهة التصعيد:

التحركات الدولية:

الأمم المتحدة:

عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن وسط انقسام بين الفيتو الروسي – الصيني والموقف الغربي.

أمين عام الأمم المتحدة يدعو إلى إرسال لجنة دولية لتأمين حرية الملاحة.

الاتحاد الأوروبي:

يبحث تفعيل "مبادرة INSTEX" لتقديم تنازلات اقتصادية لإيران مقابل وقف التصعيد.

فرنسا وألمانيا ترسل وفودًا سرية إلى طهران.

دور الوساطة الإقليمي:

قطر تُجري اتصالات عالية المستوى بين طهران وواشنطن.

تركيا تعرض وساطة ثلاثية مع روسيا لتشكيل طاولة حوار شرق أوسطية.

عاشراً: ردود فعل غير معلنة وتحركات في الخفاء

إسرائيل:

تحرك وحدات النخبة "سييريت متكال" استعدادًا لعمليات تخريب في العمق الإيراني.

تزويد غواصاتها النووية بأسلحة استراتيجية قرب مضيق باب المندب.

السعودية والإمارات:

بحث تسريع مشاريع خطوط أنابيب النفط البديلة (مثل خط أنابيب "حبشان - الفجيرة").

رفع التنسيق الأمني مع البحرية الأمريكية لضمان بقاء صادراتها مستمرة عبر بحر العرب.

الصين:

زادت مخزوناتها الاستراتيجية من النفط خلال الأشهر الماضية.

تدفع خلف الكواليس لحل الأزمة دبلوماسيًا للحفاظ على استقرار مشروع "الحزام والطريق".

الحادي عشر: الانعكاسات الاجتماعية والإنسانية المحتملة

أزمات غذاء محتملة:

ارتفاع تكاليف النقل يؤثر على أسعار المواد الغذائية عالميًا.

الدول الفقيرة قد تواجه موجات تضخم مدمرة.

نقل اللاجئين:

أي تصعيد عسكري واسع قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة من اليمن والخليج العربي.

مخاوف من استخدام المضيق لتهريب الأسلحة والبشر.

حرب إلكترونية محتملة:

تقارير استخباراتية تفيد ببدء تبادل هجمات سيبرانية بين إيران وأمريكا استهدفت بنوكًا وشبكات طاقة.

الثاني عشر: السيناريوهات الكبرى القادمة (تحليل استراتيجي)

السيناريو الأول: الحرب الشاملة

تحرك أمريكي أو إسرائيلي لتدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية في جنوب البلاد.

رد إيراني بقصف قواعد أمريكية في الخليج، واستهداف إسرائيل بالصواريخ.

دخول حزب الله والحوثيين على خط المعركة.

احتمال تدخل روسيا والصين دبلوماسيًا لمنع امتداد النزاع.

السيناريو الثاني: الحل الدبلوماسي المشروط

اتفاق محدود بوساطة عمانية – أوروبية.

فتح المضيق مقابل تخفيف العقوبات وتجميد البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا.

السيناريو الثالث: المراوحة والانفجارات الجزئية

استمرار الإغلاق الجزئي مع هجمات محدودة متقطعة.

بقاء التوتر قائمًا لأسابيع أو شهور، مما يؤدي لتآكل الثقة في أمن الخليج.

الثالث عشر: الاستعدادات في الداخل الإيراني

تعبئة إعلامية داخلية: الإعلام الإيراني الرسمي يصف ما يحدث بـ"نصر استراتيجي تاريخي".

ارتفاع أسعار المواد الأساسية رغم الدعم الحكومي.

تعبئة الحرس الثوري في المدن الكبرى لمواجهة أي احتجاجات.

الرابع عشر: هل دخل العالم حرب المضايق؟

إغلاق إيران لمضيق هرمز أعاد إلى الأذهان أزمة السويس (1956)، وحرب الناقلات (1980–1988).

صراع "السيطرة على الممرات المائية" قد يتكرر في مضيق باب المندب، قناة السويس، ومضيق ملقا.

العالم يشهد عودة "حروب الجغرافيا" في زمن يظن البعض أنه بات افتراضياً.

الخامس عشر: التحولات في خرائط تحالفات الشرق الأوسط

1. الخليج والتحالفات الدفاعية الجديدة

تتجه السعودية والإمارات نحو تعزيز التحالف مع الهند كقوة بحرية ناشئة في المحيط الهندي.

التوجه نحو تسريع مشاريع "نقل النفط عبر البر"، مثل:

خط الأنابيب السعودي نحو البحر الأحمر.

مشروع الربط بين الإمارات وسلطنة عُمان لتجاوز المضيق.

2. تركيا:

تركيا تراقب المشهد بصمت نسبي، لكنها:

زادت من وجودها البحري في بحر العرب بالتعاون مع باكستان.

تسعى لاستغلال الأزمة لعقد تحالفات أمنية جديدة مع الخليج على حساب النفوذ الإيراني.

3. العراق وسوريا ولبنان:

تتحرك هذه الدول ضمن النفوذ الإيراني، وتبدي دعمًا غير مباشر.

الحشد الشعبي في العراق يهدد بقصف قواعد أمريكية إذا تطورت الأمور عسكريًا.

حزب الله يعقد اجتماعات طارئة مع قياداته العسكرية في الجنوب اللبناني.

السادس عشر: أثر الأزمة على الملف النووي الإيراني

العودة إلى مربع المواجهة:

إيران تعلن تسريع تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 60%.

تلميحات من طهران بإمكانية طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ردود الفعل الدولية:

الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات أشد قسوة على "الحرس الثوري"، تشمل حظرًا بحريًا فعليًا.

إسرائيل تحذر من أنها "لن تنتظر حتى تملك إيران القنبلة".

السيناريو الأخطر:

ضربة إسرائيلية مفاجئة على منشآت نووية إيرانية (ناتانز – فوردو).

رد إيراني قد يشمل إغلاقًا دائمًا للمضيق وضرب أهداف خليجية.

السابع عشر: التأثير على الملاحة الإقليمية والدولية

1. طرق بديلة مشكوك في استدامتها:

قناة السويس غير قادرة على تعويض كامل الإمدادات الخليجية بسبب موقعها الجغرافي البعيد عن آسيا.

طريق رأس الرجاء الصالح يزيد زمن الرحلة بنحو 12–15 يومًا وتكلفتها بأكثر من 30%.

2. التهديدات الأمنية المصاحبة:

تصاعد خطر القراصنة في المحيط الهندي وخليج عدن.

مخاوف من أن تلجأ إيران لتوسيع التهديد نحو مضيق باب المندب بالتعاون مع الحوثيين.

3. انتشار الأسلحة تحت البحر:

تقارير عن نشر غواصات نووية أمريكية وإسرائيلية بالقرب من بحر العرب.

إيران تعلن عن تطوير غواصات "فاتح 2" القادرة على إطلاق صواريخ موجهة.

الثامن عشر: العالم في حالة تأهب... من يربح ومن يخسر؟

الرابحون المحتملون:

روسيا: ارتفاع أسعار النفط والغاز يزيد من أرباحها، ويمنحها نفوذًا في مفاوضات دولية.

شركات السلاح: زيادة ضخمة في مبيعات الدفاع والطائرات المقاتلة، لا سيما في الشرق الأوسط.

الصين: قد تعزز دورها كوسيط دولي لحل الأزمات، وتفرض نموذجًا مختلفًا عن الهيمنة الأمريكية.

الخاسرون المباشرون:

الدول النامية: انهيارات اقتصادية محتملة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

أوروبا: تعاني من نقص الطاقة، لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

الدول الصناعية الكبرى: مهددة بعودة الكساد العالمي، وفقدان الثقة بأسواق الطاقة.

التاسع عشر: تحليل نفسي واستراتيجي لقرار إيران

يُفسَّر قرار طهران بإغلاق المضيق بأنه:

رد على عزلة استراتيجية متزايدة.

تكتيك تفاوضي لفرض شروطها على المجتمع الدولي.

رسالة قوة للداخل الإيراني الذي يعاني من عقوبات وشح اقتصادي.

ولكن في المقابل:

تراهن إيران على أن الولايات المتحدة لا ترغب في حرب شاملة.

تعوّل على الانقسام الدولي بين واشنطن وبكين وموسكو.

تملك أدوات تهديد غير مباشرة عبر وكلائها في المنطقة.

العشرون: الرسائل المشفرة من طهران

"لن نُغلق المضيق بالكامل... لكن لن نسمح بعبور المعتدين" – رسالة تنذر باحتمال التصعيد الانتقائي.

"الأمن في الخليج لا يتحقق إلا بإخراج القوات الأجنبية" – دعوة صريحة لإعادة تشكيل أمن الخليج.

"لدينا مفاجآت ستغير قواعد اللعبة" – تهديد مبطن باستخدام أسلحة استراتيجية أو تحالفات خفية.

في لحظةٍ تاريخيةٍ نادرةٍ عندما تحول ممرٌّ مائيٌّ ضيقٌ إلى محور توتّرٍ عالمي، أدرك العالم أجمع أن لعبة القوى لم تعد محصورةً في ساحات البرّ فقط، بل امتدت إلى موجات البحر وأعماقه. إنّ إغلاق مضيق هرمز بمثابة رسالةٍ صارخةٍ مفادها: “من يسيطر على شريان الطاقة يسيطر على أنفاس الاقتصاد والسياسة معًا”. وليس غريبًا أن تنتقل معركة الردع والتوازن إلى مياه الخليج؛ فكما تغيّرت أدوات الصراع، تغيّرت قوائمه أيضًا، من الدبلوماسية الهادئة إلى الصوت المدوي للصواريخ.

هذا التقرير المترع بالتفاصيل والتحليلات قدّم لنا رؤيةً عن مدى هشاشة سنوات من الاستقرار النسبي، وعن قوةٍ قادرةٍ على قلب معادلاتٍ ظنّناها مسلّماتٍ لا تتزعزع. لكنه أيضًا بيّن أنّ الأزمة، مهما بلغت من حجم الفوضى، تحمل في جعبتها فرصةً نادرة لإعادة ضبط بوصلة السياسة الدولية، وترسيخ مبادئ الحوار أمام خيار المواجهة المباشرة.

قد يتساءل البعض: هل سيكون هذا الفصل الأخير في قصة النزاعات المائية؟ أم أنّ صفحة جديدة قد تُفتح في التاريخ الدبلوماسي والعسكري بأنماطٍ لم نعهدها من قبل؟
والإجابة، رغم ضبابية المشهد، تحمل بذور الأمل في قدرة العقل الجمعي على تخطّي الاشتباكات وتحويل الضغط إلى طاقةٍ بنّاءة. فكما يُغلق مضيق هرمز بأمرٍ سياسي، يمكن أن يُفتح بعقدٍ دوليٍ جديدٍ يراعي مصالح كافة الأطراف، يضمن حرية الملاحة ويعزز التعاون الاقتصادي والأمني.

لكن الطريق إلى ذلك لا يزال مموهًا؛ إذ تتقدّم حسابات المصالح الفردية على واجب الحفاظ على السلم العالمي. يبقى الأمل معقودًا على ضمائر الدول الكبرى، وعلى ذلك الحصن الأخير من الحكمة: الحوار، الذي يظل القوة الوحيدة القادرة على إطفاء شرارة الحروب قبل اندلاعها. فإذا كان مضيق هرمز هو بوابة النفط، فإن “مضيق العقل” هو بوابة الدبلوماسية التي لا ينبغي أن تُغلق أبدًا.

في النهاية، لا بدّ من التساؤل:
هل سينتصر صمت السفن على هدير المدافع؟
وهل ستفوز الإنسانية بلحظةٍ من التعقل، تنقذ بها نفسها من حفرةٍ تحفرها لنفسها؟

إن المستقبل، مهما بدا قاتمًا بفعل ألسنة اللهب التي تلتهم المشهد، يبقى مرهونًا بإرادةٍ مشتركةٍ تكسر قيود التوتر، وتمنح السلام فرصةً ليعود سيدًا على موج البحر ومستقر الأفكار.