الصحة العالمية: العراق يتخلص من التراخوما بوصفها مشكلة من مشكلات الصحة العامة
تُهنئ منظمة الصحة العالمية العراق لتخلصه من التراخوما بوصفها مشكلة من مشكلات الصحة العامة ،وهو البلد الخمسون الذي تُقِرُّ المنظمة بتخلصه من أحد أمراض المناطق المدارية المهملة، مما يمثل نقطة منتصف الطريق نحو تحقيق الغاية المحددة لعام 2030 والبالغة 100 بلدٍ.
يقول الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «لقد أظهر نجاح البرنامج الوطني للتراخوما في العراق ما يمكن تحقيقه من خلال إظهار القيادة والتحلي بروح التعاون على المستوى الوطني. ومن شأن التحرر من التراخوما أن يؤثر بشكل إيجابي على حياة الفئات السكانية الأكثر تعرضًا للخطر، في الوقت الحالي وفي المستقبل».
وقد أسَّس العراق برنامجه الوطني للتراخوما في عام 2012 لتنسيق جهود الشوْط المحلي الأخير لمكافحة المرض. وأُنشئ نظام لترصُّد التراخوما من أجل الكشف عن الحالات وتدبيرها علاجيًا في مرافق رعاية صحة العيون الثانوية والثالثية، وكذلك من خلال برامج فحص العيون التي تتم بالتعاون مع وزارة التعليم قبل الالتحاق بالمدارس وأثناء الدراسة بها. وساهم في بذل تلك الجهود آلاف من مصحِّحي الانكسار، وأخصائيي البصريات، وأطباء العيون، وجراحي العيون المتخصصين، وغيرهم من موظفي الرعاية الصحية المدربين.
وبعد التخلص من المرض، سيواصل العراق ومنظمة الصحة العالمية رصد المناطق التي كان يتوطن فيها المرض عن كثب من أجل الكشف عن أي عودة لظهوره، ومكافحته إذا لزم الأمر.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «لقد تحققت منظمة الصحة العالمية من تخلُّص العراق من التراخوما بوصفها مشكلة صحية عامة، مما يجعله البلد الثامن في إقليم شرق المتوسط الذي تخلص على الأقل من مرض مداري واحد مُهمَل. وهذا إنجاز رائع، ويوضِّح كيف تستطيع البُلدان بتفانيها أن تحقق النجاح في التخلص من الأمراض، حتى في ظل الظروف الصعبة. كما أن نجاح العراق في التخلص من التراخوما يعدُّ تجسيدًا حقيقيًّا لرؤيتنا الإقليمية للصحة للجميع وبالجميع».
ولا يزال من المعروف أن التراخوما، وهي السبب الرئيسي للإصابة بالعمى في جميع أنحاء العالم، متوطنة في ستة بلدان في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ولكن أُحرز تقدم هائل فيما يتعلق بعدد الأشخاص في الإقليم الذين يحتاجون إلى العلاج بالمضادات الحيوية لأغراض التخلص من التراخوما، حيث انخفض عددهم من 39 مليون شخص في عام 2013 إلى 6.9 ملايين شخص في نيسان/ أبريل 2023.
التقدم المُحرَز على الصعيد العالمي
عالميًّا، ينضم العراق إلى 17 بلدًا آخر تحققت المنظمة من تخلصه من التراخوما كإحدى مشكلات الصحة العامة. وهذه البلدان هي بنن، وكمبوديا، والصين، وغامبيا، وغانا، وجمهورية إيران الإسلامية، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، وملاوي، ومالي، والمكسيك، والمغرب، وميانمار، ونيبال، وعُمان، والمملكة العربية السعودية، وتوغو، وفانواتو.
كما أن العراق هو البلد الخمسون الذي تعترف منظمة الصحة العالمية بتخلصه من مرض واحد على الأقل من أمراض المناطق المدارية المهملة، على الصعيد العالمي. وتمثل هذه المرحلة الرئيسية علامة منتصف الطريق لبلوغ الغاية المحددة لعام 2030 والبالغة 100 بلدٍ على خارطة طريق المنظمة الخاصة بأمراض المناطق المدارية المهملة. ومنذ بداية عام 2023، أكملت 5 بلدان أخرى بنجاح عمليات التحقق ذات الصلة بأحد أمراض المناطق المدارية المهملة.
ويوضح الدكتور إبراهيما سوسي فال، مدير البرنامج العالمي لأمراض المناطق المدارية المُهمَلة، بمنظمة الصحة العالمية أن «المساهمة التي تقدمها برامج أمراض المناطق المدارية المُهمَلة في المضي قُدُمًا نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة أمر يثير الإعجاب، لأنها، بحكم تعريفها، توسِّع نطاق الوصول إلى جيوب من الفئات السكانية التي تعاني من نقص الخدمات. وبفضل تفاني العراق والتزامه، اقترب العالم الآن من تحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة».
التراخوما مرض من أمراض المناطق المدارية المُهمَلة. وتنجم العدوى به عن الإصابة بجرثوم المتدثرة الحثرية، ثم تنتقل العدوى من شخص إلى آخر عن طريق الأصابع الملوَّثة، والأدوات المُعْدِيَة والذباب الذي لامَسَ إفرازات العين أو الأنف لشخص مصاب بالعدوى.
وتشمل عوامل الخطر البيئية لانتقال التراخوما قلة النظافة الشخصية، وتكدس الأفراد داخل الأسر المعيشية، وعدم كفاية مرافق المياه والصرف الصحي.
وللتخلص من التراخوما بوصفها إحدى مشكلات الصحة العامة، توصي منظمة الصحة العالمية بتطبيق استراتيجية جراحة الأهداب والمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة : وهي نهج شامل للحد من انتقال الكائن المُسبِّب، والتخلص من حالات العدوى الحالية، والتعامل مع آثارها.
وتستهدف خارطة طريق أمراض المناطق المدارية المهملة للفترة 2021-2030 الوقاية من 20 مرضًا ومجموعة من الأمراض، ومكافحتها، واستئصالها بحلول عام 2030. إن التقدم المحرز في مكافحة التراخوما وغيرها من أمراض المناطق المدارية المهملة يسهم في التخفيف من العبء البشري والاقتصادي الذي تُثقِل به هذه الأمراض كاهل المجتمعات الأشد حرمانًا في العالم.