أنباء اليوم المصرية

زمن أصبح الحياء فيه على المحك

زمن أصبح الحياء فيه على المحك
أميرة عبدالعظيم -

إن الحياء زينة الاخلاق ...
وتعاليم ديننا الإسلامى الجميل ترشدنا إلى ضرورة التحلي بخلق الحياء لأن الحياء شعبه من شعب الإيمان

كما أن الحياء مصدر من مصادر الخير
كما أخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حيث قال( فإذا تحلى العبد بالحياء جاءته كل الحلى تباعًا).

فحياء الإنسان صفة مُمَيزة طيبة من صفات الأخلاق الحميدة بمعنى أن الحياء مرتبط إرتباط وثيق بالاخلاق فمن توفر لديه الحياء إقترن معه الخلق الدمس والسلوك الحسن وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه السلوكيات مرجوعها إلى التربية الصحيحة التى تغرس قيمة الحياء في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم.
لكن وللأسف ففي زمن التقنية الحديثة والتطوير والتواصل الاجتماعي المنفتح علينا من كل جانب بم يخالف القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية أصبحت التربية في البيوت لا تعطى قيمة للحياء كما تستحق.
وذلك لوجود عوامل كثيرة تشترك في التربية والتوجيه بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
وفى هذا الصدد لايخفى على أحد ماوصل إليه الحال من تردى فى الألفاظ والمعاملات الحادة فلا صغير أصبح يحترم الكبير..
ولا بد يحترم أبويه
ولا أنثى أصبحت تتحلى بصفات الإستحياء حين تتحدث وحين تمشى وحين تتعامل مع الآخرين فالفتاة التى تربت على أنه
يوجد حدود لكل شيء بمعنى أنها إذا طُلِبَ منها الكلام تحدثت وإذا تحدثت
يكون صوتها منخفض وعينها لا تُرفع
فى وجه من تتحدث إليه
وكذلك الأمر لايختلف بالنسبة للرجل حين يحدث أبويه أو من هم أكبر منه
وحتى حين يتعامل مع الآخرين لابد من تواجد مساحة من الحياء والأدب

قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِمّا أَدْرَكَ النّاسُ مِنْ كَلَامِ النّبُوّةِ الأولى: إذا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت)، الحياء شعار الإسلام (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خلقًا وَخُلُقُ الإسلام الْحَيَاءُ)، والرسول صلى الله عليه وسلم جمع خصال الأولين والآخرين وتحلى بأبهى الأخلاق حتى قال الله تعالى فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

إننا للأسف نعيش مرحلة أخلاق حرجة فتن آخر الزمان قد طغت وكثرت الشبهات و قد فشت وإنتشرت ما كان بالأمس معروفًا صار اليوم عن البعض منكرًا وما كان منكرًا صار معروفًا مألوفًا تغلغل الغزو الأخلاقي في داخل البيوت عبر الأجهزة والوسائل التقنية الحديثة
وفي هذا المناخ السئ يجب تربية الأجيال وتحصينهم بعقيدة الإسلام وخلق الحياء من الله فهما حصن وأمن للتربية وتزكية النفوس ومراقبة الله.

والسيدةعائشة رضي الله عنها تضرب أروع مثال على خلق الحياء فكانت تستحي فتحتجب من الحي والميت تقول كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر واضعة ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر والله ما دخلت إلا وثيابي مشدودة على حياء من عمر
وجب علينا في زماننا هذا بل إنه لمن أعظم الواجبات أن نلتزم ونُلزم أبنائنا وبناتنا
ونربيهم على أن الحياء شعبه من شعب الإيمان بل وأن للحياءثمارًا عظيمة وآثارًا إيجابية على الفرد والمجتمع، وإن ضِعفَها والعمل بعكسها مؤشر خطير نرى ثمراته هذه الفترة على الناس لا سيما جيل الشباب
خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي ولايخفى علينا أن مظاهر منافاة الحياء كثيرة وخطيرة تراها تارة في الثياب وتارة في الكلام وتارةأخرى في الأفعال والتصرفات فأصبحنا نرى عند بعض أبنائنا وبناتنا ما كان يُستحى من لبسه، وتهاون المجتمع في ذلك حتى إشتهرت تلك المظاهر فلم تعد تُستنكر ولا تستقبح، كما أن ما يحصل من رفع الصوت في الحديث في الأسواق والمطاعم ونحوه بلا حاجة مظهر مناف للحياء حتى أصبح بعض الشباب يفاخرون بذلك ويتنافسون في رفع الصوت في تلك الأماكن والمجالس فالحياء زينة العقول
قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.

ختاماً علىَّ أن أُذَكِر بقيمة العقل الذي وهبنا الله إياه فكلما علا الإنسان وإرتقى بعقله جره ذلك إلى حُسْن الخلق والتحلي بمكارم الأخلاق.